شهدت ساحة الشهداء في وسط العاصمة اللبنانيةبيروت، "مسيرة سلام وحرية" ليست للتنديد بالأحوال الأمنية أو الاقتصادية والاجتماعية في لبنان، بل للدفاع حقوق الحيوانات، وتحديدا الكلاب. وجاءت المسيرة التي ضمت أكثر من 200 مشارك مع كلابهم باختلاف أنواعها، أمس الأحد، ردا على قرار بلدية الميناء في طرابلس شمال لبنان ب"إتلاف الكلاب" من شوارعها، وهو المصطلح الذي استنكره المشاركون في المسيرة، لأنه "يساوي بين الكلاب و النفايات، التي لا يستخدم مصطلح إتلاف إلا معها". وتأتي هذه المسيرة التي نظمتها "جمعية حقوق الكلاب Dog Market Lebanon"، واستمرت لمدة ساعة، رغم تراجع البلدية عن القرار الذي أصدرته الجمعة، وتراجعت عنه السبت الماضيين. وتوجه المشاركون في المسيرة كلّ بصحبة كلبه من ساحة الشهداء وسط بيروت، باتجاه الكورنيش البحري، حيث لفتت انتباه عشرات المارة في ساحة الشهداء الذين تجمهروا لمشاهدة الكلاب والتقاط الصور لها. وقالت الفنانة اللبنانية ميريام كلينك، التي شاركت في المسيرة، إن "المسيرة السلمية اليوم تهدف الى إيصال رسالة تفيد بأن نتيجة احترام الحيوانات ستكون احترام الإنسان لأخيه الإنسان" . وأضافت كلينك : "التطور في لبنان لن يتحقق إلا بتولد الإحساس بالمسؤولية والاحترام والرأفة تجاه الحيوانات" . إلا أن مصادر في البلدية كانت قد أدلت بتصريحات إعلامية، الجمعة الماضية، بررت فيها القرار ب"انتشار الكلاب الشاردة في شوارع ميناء طرابلس". وقالت كلينك إنه "في حال محاولة البلدية العودة لتنفيذ قرارها فسيكون للمشاركين في المسيرة اليوم تحرك مشابه في طرابلس؛ للضغط أكثر وأكثر لمنع مثل هذه الأعمال البربرية"، على حد وصفها. وأشارت كلينك الى أنها تربي حاليا 18 كلبا في حديقة منزلها، لكل واحد منهم اسما خاصا، و تدفع أحيانا مبالغ كبيرة للاهتمام بهم، وتعرضهم على الطبيب البيطري بشكل دوري. وقال شادي شحادة، مدير تنظيم الأنشطة في جمعية حقوق الكلاب، إن "الإنسان يستطيع أن يطالب بحقوقه، بخلاف الحيوانات التي تتعرض هنا وهناك لظلم كبير دون أن تقدر على استنكار ذلك أو المطالبة بكف الظلم عنها"، مشيرا إلى أن مسيرة أمس "هدفت للحث على البدء بتحقيق السلام والحرية للحيوانات في لبنان" . وأكد شحادة لمراسل الأناضول أنه "بالرغم من تراجع بلدية الميناء في طرابلس عن قرارها، فإن المسيرة وأي نشاط مماثل في المستقبل سيقول للجميع أنه: ممنوع عليكم أخذ أي قرار جائر بحق الحيوانات". يذكر أن العاصمة اللبنانيةبيروت شهدت مسيرة مماثلة في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، نظمتها جمعية بيروت للمعاملة الأخلاقية للحيوانات (بيتا)، للمطالبة بمعاملة الحيوانات برأفة، في إطار التفاعل مع اليوم العالمي لوقف الإساءة للحيوانات، الذي يوافق 4 أكتوبر من كل عام. ووقع الاختيار على هذا اليوم لأنه يتزامن مع يوم إحياء ذكرى القديس الكاثوليكي فرنسيس الأسيزي، والذي كان ينادي بالرفق بالحيوانات.