اندلعت اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين ضد حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في شارع كندي وسط العاصمة أنقرة الليلة الماضية، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يردون بإلقاء الحجارة والالعاب النارية. وذكرت شبكة " سي.إن.إن. تورك" الاخبارية صباح اليوم أن قوات الشرطة ألقت القبض على خمسة من المتظاهرين بأنقرة من مجموع ما يقرب من 500 شخص، حيث أعاقت الأمطار الغزيرة مشاركة أعداد كبيرة في التظاهرة. من جانب آخر، حذر اتحاد موظفي القطاع الحكومي في بيان له، أمس الخميس، الحكومة التركية من مغبة توجيه تعليمات لقوات الشرطة بالتدخل وإرغام المتظاهرين على ترك ميدان تقسيم باسطنبول، وإلا سيقوم الاتحاد بتوجيه 240 ألف عضو به بالاضراب عن العمل والنزول للشوارع في أنحاء المدن التركية. وفي السياق ذاته، التقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بمقر رئاسة الوزراء مع وفد يضم ثمانية فنانين معارضين وممثلين عن مجموعة التضامن مع " تقسيم" لتبادل الآراء والبحث عن سبل للتوصل لحل الأزمة المشتعلة في اسطنبولوأنقرة خاصة وتركيا عموما بعد اعلان حكومة العدالة والتنمية تنفيذها مشروع إنشاء مجمع على الطراز العثماني وسط حديقة جيزيه بارك. ونقلت الفضائيات التركية اليوم الجمعة عن نائب رئيس حزب العدالة والتنمية حسين جيليك للصحفيين عقب انتهاء الاجتماع الذي بدأ في منتصف ليلة أمس الخميس واستغرق أربع ساعات قوله، ان الحكومة أقرت بأن تركيا دولة قانون ولايمكن الخروج عنه وبطبيعة الحال ستلتزم الحكومة بتنفيذ قرار المحكمة بالاشارة الى قرار المحكمة الادارية السادسة المتعلق بإيقاف تنفيذ المشروع. وأوضح جيليك أنه لايمكن تنفيذ أي مشروع حتى صدور القرار القضائي النهائي، وحتى إذا صدر قرار لصالح الحكومة فستتوجه لتصويت شعبي للتعرف على ارادة الشعب في اسطنبول وهذا الامر يمثل اهمية قصوى بالنسبة للحكومة. من جانبهم أشار المشاركون في الاجتماع الى استخدام الشرطة بين الحين والآخر القوة المفرطة، مطالبين بفتح تحقيق شامل مع المتورطين في هذا الأمر، معربين عن اعتذارهم للمتضررين من الأحداث. واعتبرت الفضائيات الخطوات المعلنة من الحكومة بمثابة فتح للأبواب بهدف التوصل لحل لأزمة أحداث ميدان تقسيم فيما تتجه كافة الأنظار اليوم للقرار النهائي للمحتجين لوضع حد لتجمعاتهم في ميدان تقسيم والاحتجاجات المناهضة للحكومة التركية والانسحاب من الميادين الرئيسية في المدن وعلى رأسها تقسيم في اسطنبول وكوغولو بارك بالعاصمة أنقرة. واعرب طيفون كهرمان ممثل مجموعة التضامن مع تقسيم الذي شارك في اجتماع الليلة الماضية عن ضرورة تقييم التطور بالشكل الايجابي، مضيفا "سنتابع خطوات الحكومة عن كثب". ويأتي قرار أردوغان بعقد لقاء مفاجئ مع الفنانين المعارضين لتنفيذ مشروع الحكومة وممثلين عن مجموعة "التضامن مع ميدان تقسيم" بعد ساعات من تحذيره الأخير للمتظاهرين بانهاء التظاهرات وترك ميدان تقسيم. وضمت مجموعة الفنانين والمثقفين الذين التقوا باردوغان ليلة امس الكاتب الصحفي والشاعر صوناي آكين والممثل والموسيقي يافوز بنجول والممثلة جيديا دوفينجي.