تساءلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن السبب وراء عدم اتخاذ حلف شمال الأطلسي "ناتو" ردا سريعا وفعالا حيال الأزمات بالمنطقة، وخاصة الأزمة السورية، التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء منذ اندلاع الثورات الشعبية المؤيدة للديمقراطية منذ أكثر من عام. وألمحت الصحيفة الامريكية في تحليل أوردته على موقعها الإلكتروني إلى أن السبب وراء عدم تدخل الناتو في سوريا حتى الآن هو عدم وجود مصلحة للحلف في نزع فتيل الأزمة السورية كما كان الوضع فى ليبيا.. لافتة إلى أن الأهمية الاستراتجية لليبيا تعد متواضعة أمام أهمية سوريا، على الرغم من أن سقوط نظام الاسد – الحليف الرئيسي لإيران في منطقة الشرق الاوسط - من شأنه أن يعود بمصالح استراتيجية عديدة على الولاياتالمتحدة وإسرائيل اللتان تعملان على منع إيران من تطوير قدراتها النووية. ولفتت إلى أن رفض الناتو التدخل في سوريا، جاء على الرغم من أن تركيا، وهي إحدى أعضاء الناتو، عانت بالفعل من انتشار أعمال العنف إثر الأزمة السورية إلى أراضيها من جانب حدودها المشتركة مع سورية فضلا عن عدد من الدول المجاورة لسوريا. ورأت الصحيفة في ختام تحليلها أن سبب غياب التدخل الناتو في سوريا قد يكون نتيجة قدرة الحلف على دعم قوات المعارضة السورية بدون نشر قواته في سوريا وتعريضهم للخطر، فضلا عن مغبة اندلاع حرب طائفية فى البلاد قد تمتد أثرها إلى تركيا والعراق ولبنان، مما قد يعود بالنفع على عناصر تنظيم القاعدة في المنطقة.