حينما يأتى الحديث حول الدكتور محمد مرسى فإنك تجد أكثر المتفائلين يتشأمون حول الطريقة التى سيتعامل بها شخصية لها كاريزما خاصة. فمحمد مرسى بعيدا عن الإعلام لفترات طويلة، ولولا الحكم الصادر بعدم قبول أوراق ترشيح المهندس خيرت الشاطر لما كنا نسمع عن الدكتور محمد المرسى المجبر على التعامل مع الإعلام للتعرف أكثر عن شخصيته واتجاهاته نحو التيارات التى تخالف فكرجماعته. فالمؤتمر الصحفى الذى عقده المرسى أكد أنه شخصية حادة فى التعامل مع الإعلام وحازمه في بعض المواقف الحساسة التى تختص بشئون البلاد فحلم النهضة الإسلامية وبناء دولة إسلامية على مبادىء الإخوان المسلمين يغضب كثير من التيارات الليبرالية التى انطلقت من شرارتها ثورة 25 يناير حيث حدد عن من الخبراء البرلمانين والسياسين طبيعة تعامل الدكتور محمد مرسى مع التيارات المعادية له وحددوا علاقاته مع المجلس العسكرى والفلول وشباب الثورة. يقول الدكتور مجدى قرقر، الأمين العام لحزب العمل الإسلامي، وعضو مجلس الشعب، صلاحيات الرئيس القادم وكيفية تعامله مع معارضية قبل مؤيديه إن هناك دستور أولا يجب أن يحكم مصر لأنه هو الوحيد الذى يحدد الصلاحيات التى يأتى بها الرئيس القادم فمصر يجب ان تتحول إلى دولة مؤسسات ولابد للفصل مابين السلطات خاصة السلطات التشريعية والتنفيذية . وأضاف قرقر أنه يجب على مرسى بمجرد اعتلاء عرش مصر أن يتخلى عن منصبه الحزبى ويتناسى أفكار جماعته وأن يتعامل مع جميع أبناء الوطن الواحد فلايجوز أن يقصى تيارا بعينة بسبب معارضتة له أثناء فترة الإنتخابات فهناك خمس تيارات يجب أن يتعامل معها وهم التيار الليبرالى والإسلامى والقومى واليسارى وتيار المستقليين ويكون على مسافة متساوية منهم جميعا لأننا جميعا شركاء فى هذا الوطن . فإذا أقصى المرسى التيارات الليبرالية ، سيجد نفسة بمفرده وسيقع على عاتقه تحمل المسئولية التى لايستطيع تحملها بمفرده وستكون سبب شقائه وحرقه تاريخيا ، خاصة وأن منصب الرئيس المصرى لة بريق خاص يتحدث عنه التاريخ فسيذكر مساوئه قبل مميزاته وسينقلب علية إذا انحرف عن مسار الثورة لأن حياة وتطلعات المصريين قبل 25 يناير تختلف جذريا بعد هذا التاريخ فاعتقد أن المرسى إذا أراد البقاء في السلطة فسيتنصت إلى صوت العقل ودخول التيار الليبرالى شريكا لة في قياده البلاد وإعطاء مناصب قيادية لهم تجعل الشعب هو الذى يحكم علية سواء باستمرارهم أو إقصائهم من الحياه السياسية كما فعل الشعب المصرى مع التيار الإسلامى خلال انتخابات مجلسى الشعب والشورى الماضيين . أما عن تعامل مرسى مع فلول النظام السابق فأكد قرقر أن المرسى سوف تسنح له الفرصة للإنتقام ممن قاموا بسجن وتعذيب جميع المنتمين إلى التيارات الإسلامية داخل المعتقلات السياسية ، خاصة وأن الشباب الثورى لن يقبل تواجد الفلول فهو يدرك جيدا أن وجدوهم بالحياة السياسية المصرية ممن الممكن جدا بل من المؤكد أنهم سيعيدون إنتاج النظام المباركى السابق ، أما تعامل المرسى مع التيارات السلفية والجهادية، فقال الدكتور مجدى قرقر أن العلاقة بينهم سيسودها روح الود والتفاهم بعد قرار الجماعات الشرعية الإسلامية بتأييد المرسى حفاظا على حريتهم بعيدا عن أسوار السجون والمعتقلات . كما أكد قرقر أن المرسى سيتعامل مع شباب الثورة من خارج جماعته الخاصة والنظر إلى الشباب الليبرالى كما سيتم وضعهم في مناصب إستشارية لدى بعض الوزراء ، واختلف قرقر في أن المرسى سيضمن الخروج الآمن لأعضاء المجلس العسكرى دون محاسبة المخطئيين ، فقال إن الجيش سيعود إلى ثكناته فور تولى رئيسا للجمهورية ولا أظن أن الدكتور محمد مرسى سيصمت على المخطئين من قادة المرحلة الإنتقالية ، وأن يحكم هذا التعديلات التى أجريت على القانون الخاص بالمحاكمات العسكرية الذى تم التصديق علية باختصاص القضاء العسكرى وحده بمحاكمة العسكريين بمجرد خروجهم من الخدمة مما يشوبة العوار بالتستر على المخالفين أو مجاملتهم . ويقول هشام فؤاد القيادى بحركة الإشتراكيين الثوريين ، أن هناك أزمة كبيرة يشهدها السباق الرئاسى الآن فلايوجد اتفاق على مرشح بعينه فمع التسليم بوجود مرسى رئيسا للجمهورية فسيكون أشد رحمه من نجاح أحد من الفلول لأنة سيأتى بضغط شعبى وليس من اتباع النظام السابق وسيكون للميدان صوتا رئيسا فى نجاحه . وأكد القيادى بحركة الإشتراكيين الثوريين ، أن علاقة المرسى بالمجلس العسكرى لن تختلف كثيرا عما فعلته جماعة الإخوان المسلمين من عقد الصفقات وتبادل المصالح بينهم أما عن علاقته بالفلول فسيتعامل معهم بالقانون الملزم بإقصائهم من الحياه السياسية وسيستجيب للمطالب الثورية بإقصائهم ومحاسبتهم عن إفساد الحياه السياسية . وعن تعاون مرسى مع شباب الثورة فقال هشام فؤاد ، إن دور الشباب في حياة مرسى السياسية سيكون تصعيدا لشباب الجماعه التى ينتمى إليها بحكم الأعراف والتقاليد الموروثة داخل الجماعة خاصة وأنهم من أفراد حملته الإنتخابية فمن غير المعقول أن يتخلى عنهم فكل مرشح معه مجموعته ومستشارية الذين يقودون تجميل صورته وشرح برنامجه الإنتخابي وتوعية المواطنين به . وأضاف فؤاد أن على المرسى أن يتعلم من إخطاء حزب الحرية والعدالة فى قيادة هذة المرحلة الصعبة فى تاريخ مصر ، سواء من الناحية التشريعية ، أو من الناحية التنفيذية ، واستبعاد تيارات بعينها لأن القادم أصعب فى تاريخ مصر ، فبمجرد وصول الرئيس يبدأ المهام الثورية الحقيقية التى ترضى الطبقة الكادحة من الشعب المصرى في الوصول إلى مرحلة متقدمة لنيل الحياة الكريمة ، فلا يغلب أصحاب الطبقة الرأسمالية من أبناء العسكرى والإخوان على أبناء الشعب من الطبقات العمالية المقهورة .