على مدى قرون طويلة احتلت الثقافة المصرية ( سينما ومسرح ودراما وموسيقى وغناء..) موقع الصدارة في التأثير في محيطها العربي والإقليمي, ليجئ عصر المخلوع ليحط من قدر تلك القيمة , مثلما فعل في قيم أخرى عديدة.. والآن وبعد ثورة 25 يناير العظيمة يأمل فنانو ومثقفو مصر في عودة مكانة مصر الفنية الي سابق عهدها, بل وبما يليق بمصر الجديدة. فإلى أي حد جاءت برامج مرشحي الرئاسة على الصعيد الفني والإبداعي متسقة وتلك المكانة؟ والى أي حد يصدق هؤلاء المرشحين في تطبيق ما جاء بمسودات برامجهم ؟ وهل سيراعي الناخب المصري تلك القيمة عند منح صوته للرئيس القادم.. أم ستكون لاحتياجاته الأخرى الأكثر إلحاحا الأولوية؟ أقرأ الفنجان قبل الاختيار! يقول الأديب سمير عصفور حينما أقوم بإختيار بطل لابد أن أمر بفترة من التأمل حتي يكون البطل مناسب للدور الذي سيلعبه حتي يستطيع إقناع الجماهير، بمعني أنهناك اشتراطات عند اختيار ممثل للقيام بدور رئيس الجمهورية, أولاها ان يكون مثقف ثقافة عالية تؤهله لفهم النص وطبيعة الدور الذي سيقدمة، ولكن في الوقت الحالى الشخص الذي سوف يلعب دور الرئيس لا يجد نص – ويقصد دستور – واضح لكي يلعب دوره علي هذا الأساس ! فإذا ما تجاوزنا مسألة غياب الدستور, فإن الاشتراط الثاني للبطل ان يكون مناسبا لنص الدور والمادة التى سوف يقوم بتجسيدها, فلا يمكن اختيار ممثل حديث االعهد بالتمثيل, بمعنى ضرورة ان يكون قديرا وقادرا على تقديم النص والدور والبطولة, وكذا قادر على مواجهة الجمهور, بل ولدية الجاذبية ( الكاريزما) والقدرة على اقناع الجماهير به. وبناء عليه فإن على الذين لايملكون هذه الجاذبية ولا يملكون عقلية حديثة ولديهم ثقافة محددة لايصلحون ابطالا للعب دور بطولة مسرحية مصر الحديثة. كما ان من الصعب المجئ ببطل مجهول ومحدود السمات والقدرات ونتوقع نجاحه فى لعب دور البطولة في الفيلم او المسرحية. على هذه المعايير سيختار الأديب عصفور بطل المسرحية, ويضيف بسخرية رأيه بالقول:" انا حاليا أقوم بفتح الفنجان بحثا عن هذا البطل" . أما شروطه في اختيار الرئيس القادم فهى شروط بديهية من النزاهة والاستقامة والخلق والوعى بالمشاكل التى يعيشها الوطن والمواطن, ولديه رؤيه وخطة لمعالجة هذه المشاكل وتحديد مواقع اقدامنا لكى ينتقل بنا الى حياة أفضل. وأظن أن مشكلة الأمن كتنبا فيها كتبا وعرضنا حلولا واضحة بشأنها .. ولكن للأسف لم يرد علينا أحد ولم يقولو لنا إن كانت تصلح أم لا.. وهذه هى طبيعتهم! ومشكله الأمن ان لم تحل فسوف تؤثر على السياحة وعلى الاخلاق وعلى مستقبل البلد, وارجو من الرئيس القادم الحزم وسرعة البت فى قرارته لان استمرار المشاكل يؤدى الى ترسخها واعتيادها, كما ان الاوضاع التى تحدث اليوم قد يمكن حلها وإلا سوف تتفاقم ويستعصى حلها. رئيس وطني شجاع ويرى السيناريست والروائى رفيق صبان ان الرئيس القادم لابد ان يكون نموذجا جديدا للرؤساء, وان يتسم بالقدرة على التضحية من اجل الوطن, بمعنى ان يمتلك الشجاعة فى مواجهة الحقائق الصعبة التى نعيشها فى الداخل والخارج وعلى مستوى المنطقة. ولابد ان يكون مثقفا ملما بالتاريخ وواقع الأمور, واقصد ان يتسم الرئيس بالبعد الانسانى والبعد القومى والوطنى, وايضا ان يكون مسلحا بوعى ينبثق بمشاكل الوطن بصورة تفصيليه..