أفتتح الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية اجتماع مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات بحضور كلا من الدكتور ناصر القدوة رئيس مجلس ادارة مؤسسة ياسر عرفات، وأعضاء مجلس الأمناء، وذلك اليوم الخميس بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. وقال العربي في كلمته الإفتتاحية "أنه لا شك أن تجتمع هذه المؤسسة التى تحمل اسم المناضل العظيم، ياسر عرفات، فى مقرنا لهو شرف عظيم للجامعة"، مشيرا إلى أن هذا الإجتماع لهو دليل على أن فلسطين تحتل لدى الجامعة مكانة القلب قائلا:"ستبقى قضيتنا المركزية وشغلنا الشاغل، حتى يتحقق حلم الرئيس عرفات، بقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". مشيرا إلى أن هذا الإجتماع يعقد في الوقت الذي مازالت الاجراءات الاسرائيلية العدوانية في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة مستمرة، حيث تحاول إسرائيل، فى غياب رد فعل من قبل المجتمع الدولى وخاصة مجلس الأمن ، خلق واقع جديد على الأرض ووضع العوائق للحيلولة دون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط 1967. قائلا أنه قد تمادت سلطات الاحتلال الاسرائيلى فى تنفيذ مخططها الاجرامى الاستيطانى الشيطانى بشكل واسع النطاق فى الأراضى المحتلة بهدف تغيير الطبيعة الديموغرافية والجغرافية لفلسطين، كما أن القدس الشريف يتعرض لهجمة وحشية تهويد وطمس للمعالم الاسلامية والمسيحية، وتكثيف للحفريات تحت وحول المسجد الأقصى بحيث أصبح معرضاً للهدم بعد أن تم المساس بأساساته. مضيفا ، لقد كان نجاح فلسطين فى الحصول على وضع دولة مراقب فى الأممالمتحدة، فى قرار تاريخى تم بأغلبية كبيرة، تأكيداً بأن قيام دولة فلسطين المستقلة الحرة على حدود 1967 وعاصمتها القدس هو هدف واضح من أهداف المجتمع الدولى بأسره، ويعد تطوراً وانجازاً يجب البناء عليه، كما أن بوادر تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية سيعزز الموقف الفلسطينى فى اتجاه ترسيخ أسس الدولة الفلسطينية واستمرار الاعتراف الدولى بها. كما أطلع الحضور على التحرك السياسي الذى تبنته جامعة الدول العربية منذ قرار المجلس الوزارى فى 17 نوفمبر الماضى والذى ينص على ضرورة اعادة تقويم الموقف إزاء مجريات ما يسمى مجازاً – فى رأيه – بعملية السلام التى وضح بجلاء الآن أنها مجرد عملية مظهرية ليس الهدف منها تحقيق السلام الذى قررته قرارات الأممالمتحدة ، ولن تحقق سلاماً وإنما اضاعة الوقت بما يصب فى مصلحة اسرائيل التى تسعى دائماً إلى كسب الوقت والتسويف - على حد قوله. وأكد العربي أن التعامل الدولي مع القضية الفلسطينية يعانى منذ عام 1967 عواراً وقصوراً شديدين، حيث نجحت اسرائيل فى دفع المجتمع الدولى على تبنى منهج "ادارة" الصراع وليس "إنهاء" الصراع. وبينما تم تطبيق القرارين 242 و 338 على الجبهتين المصرية والأردنية، ويمكن اعتبار فض الاشتباك بين سوريا واسرائيل الذى أبرم فى 30 مايو 1974 هو بداية السعى لتنفيذ القرار على الجبهة السورية، فقد تقاعس مجلس الأمن والمجتمع الدولى عن تنفيذ القرار بالنسبة للأراضى الفلسطينية، وظلت القضية تدور فى حلقات مفرغة منذ عدة عقود ، قائلا لقد ضاع الوقت واستغلت إسرائيل هذا فى تنفيذ مخططاتها لابتلاع الأرض الفلسطينية ومحاولة القضاء على حل الدولتين الذى أجمع المجتمع الدولى منذ صدور قرار التقسيم فى عام 1947 على أنه الحل الوحيد لهذه القضية المعقدة وقال أنه فى المرحلة الأخيرة على وجه الخصوص، انصب التركيز على معالجة تداعيات وآثار ومظاهر الاحتلال (المستوطنات / الأسرى / أموال الضرائب) بدلاً من التعامل مع الاحتلال الاستيطانى نفسه والعمل على انهائه. وهذا توجه أثبتت التجارب أنه يفضى الى المزيد من عدم الاستقرار وتهديد السلام ولم يحقق أى تقدم يذكر. وأشار إلى أنه لابد من إيجاد منهجية جديدة تعمل على تنفيذ القرارين 242 و 338 تنفيذاً كاملاً وأميناً، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية، بما فيها القدسالمحتلة، وقيام الدولة الفلسطينية حرة مستقلة مكتملة المقومات على حدود 1967، وذلك فى إطار زمنى محدد وملزم. كما أصبح من الواضح أيضاً ضرورة أن نبلور آلية متابعة أكثر فاعلية من الرباعية الدولية، التى أثبتت فشلها وقلة حيلتها. وقال أنه فى اطار قرار المجلس الوزارى فى 17/11 قام بمشاورات مع عدد من المسئولين الأوربيين كان آخرها مع ليدى كاثرين آشتون منذ أسابيع قليلة فى لندن حيث ووجد تجاوباً كبيراً لهذا الطرح، بل أنه قد وجد اتفاقاً شبه كامل مع هذا التوجه، ووجدت شعوراً لدى المسئولين الأوروبيين خاصة فى فرنسا وبريطانيا بخطورة الوضع اذا استمر على ما هو عليه، كما وجدت رغبة حقيقية فى تحريك الأمور فى الاتجاه الصحيح مشيرا إلى أهم ما وضح خلال هذه المشاورات أن المسئولين الأوروبيين شددوا على ثقتهم فى جون كيرى وزير الخارجية الأمريكية وتفاؤلهم بأنه سيولى ملف القضية الفلسطينية اهتماماً كبيراً وذلك بفهم ووعى بأبعاد القضية وخلفياتها وخطورة استمرار الوضع الحالى. مضيفا أن كيرى قد بدأ ولايته بالاتصال بالرئيس أبو مازن وبالطرف الاسرائيلى كما سيزور المنطقة خلال الأيام القليلة القادمة قائلا أنه من المقرر أن يلتقي به بعد غد السبت وأنه سيسعى لدفع الأمور فى هذا الاتجاه واقناع الولاياتالمتحدة بضرورة قيادة جهد جديد وكبير لانهاء هذا النزاع مع حلول نهاية عام 2013.