جمال البنا مفكر إسلامي وهو الشقيق الأصغر للشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الأخوان المسلمين ، ولد 15 ديسمبر عام 1920 بمدينة المحمودية بمحافظة البحيرة ، وهو نجل الشيخ أحمد عبدالرحمن البنا الاخوان المسلمين وعم أحمد سيف الإسلام حسن البنا عضو مجلس شوري جماعة الإخوان المسلمين وعضو مجلس الشعب السابق وأمين مجلس نقابة المحامين السابق ، وعرف جمال البنا الذي لم يتزوج بحبه للصحافة في وقت مبكر من حياته وأسس عددا من الصحف قبل أن تغلق لأسباب عدة, وظل حتي أيامه الأخيرة مواظبا علي كتابة المقالات بعد توقف سنوات ، ولكنه كان يختلف مع فكر الجماعة . فحين رفض الإنضمام لجماعة الإخوان المسلمين ببداية تأسيسها وهو يواجه رفاقه بآرائه الجريئة والمعارضة، التي أثارت عليه جدلا كبيرا ، كان يرى أن جماعة الإخوان مهادنة "أكثر من اللازم" مع الحكام ، ورغم خلافه مع حسن البنا ، إلا إنه لم ينكر عليه "معجزته" التي مكنته من تأسيس جماعة إسلامية تمتد جذورها لربوع العالم. ورغم شهرة جماعة الإخوان المسلمين لم يتحمس الشقيق الأصغر للإنضمام إليها ، وكون حزبه الخاص الذي ما برح أن فشل بعد عامين من التأسيس . ومع ذلك ظل حسن البنا مهتما بأمر شقيقه ويوكل إليه مهمة متابعة مطبعة الجماعة ليكتسب منها خبرة ، وهو ما وافق عليه البنا الصغير لرغبته في أن يصير كاتبا .. وقد تحدث بعض رفاق جمال في المطبعة مع أخيه الأكبر عن أنه يترك الصلاة وينشغل بالعمل ، فكان رده : "اتركوه وشأنه" . تأثر جمال بوالده الراحل أحمد حسن البنا الساعاتي عالم الحديث ، والذي خصص 35 عاما من حياته يكتب "سيرة بن حنبل" ، وأعجب البنا بفكر والده الذي يميل لفقه السنة وليس "فقه المذاهب" ، الذي كان يراه يعمل في التفرقة بين المسلمين ، وكذلك صفاته العصامية وكان ينوي جمال البنا قبل وفاته إصدار كتابا ً لتخليد ذكرى والده وشقيقه الأكبر باسم " خطابات حسن البنا الشاب إلى أبيه" ، جمع فيه قرابة عشرة خطابات أرسلها حسن البنا إلى والده يبدأ أولاها سنة 1926 أي قبل التخرج ، وآخرها سنة 1945 ، وهي خطابات شخصية جدًا ، ولكن جمال البنا وجد فيها شيئاً يستحق أن ينشر ويعلن . كما أسس جمال البنا " دار الفكر الإسلامي " ، ولجمال البنا العديد من الأراء الفقهية التي يعتبرها بعض العلماء مخالفة لما يرونه إجماع في الكتاب والسنة ، حيث يرى جمال أن المرأة لها حق الإمامة من الرجال إذا كانت أعلم بالقرأن كما يرى أن الحجاب ليس فرضا ً على المرأة ، وأن القرأن الكريم خص به نساء الرسول صلى الله عليه وسلم . كما يرى جمال أيضا ً أن الإرتداد من الإسلام إلى المسيحية أو اليهودية أمر لا يستوجب عليه حد القتل ، وأن التدخين أثناء الصوم لا يبطل الصيام خاصة لغير القادرين عن الإقلاع عنه ، ويؤكد جمال البنا في مؤلفاته على أنه لا يجوز للرجل أن يطلق زوجته منفردا وذلك كونه تزوج منها بصفة رضائية وبالتالي يتوجب الطلاق رضا الطرفين وإتفاقهما لكي يتم الإنفصال ، ويقول أيضا ً يجوز تبادل القبلات بين الجنسين . وضمن مؤلفات البنا صدر أول كتاب له بعنوان " ثلاث عقبات في الطريق للمجد " سنة 1945 ، وفي العام التالي 1946 أصدر كتابه الثاني " ديمقراطية جديدة " ، ثم توالت مؤلفاته في الصدور وتجاوزت مؤلفاته ومترجماته 150 كتابا ً ، وعمل جمال البنا محاضرا ً في الجامعة العمالية والمعاهد المتخصصة منذ سنة 1963 وحتى سنة 1993 ، وعمل خبيرا بمنطقة العمل العربية . كما أصدر جمال البنا كتابًا بعنوان "ما بعد الإخوان المسلمين" عرض فيه لعمل حسن البنا ، ودوره التاريخي ومواقفه وسياساته التي لا يمكن أن تفهم على حقيقتها إلا في ضوء ما بينه من ملابسات ، ودافع عنه وبرأه مما يرميه به البعض ممن لا يلم بما ألم به جمال البنا.