أثارت الرسالة التي نشرتها وكالة أنباء "فارس" في 16 نوفمبر الجاري جدلاً كبيراً في مصر، حيث وقع نحو 17 عالماً ومفكراً إيرانياً وقاموا بتوجيهها إلي الرئيس "محمد مرسي" أعلنوا خلالها عن استعدادهم لنقل التجربة الإسلامية الإيرانية لمصر الأولي من نوعها. وكانت وكالة "فارس" نشرت نص الرسالة في قسميها الفارسي والعربي، قالت وبعث هؤلاء العلماء والمفكرون الايرانيون رسالتهم بالتزامن مع الذكرى الثانية لانتصار الثورة المصرية حيث اوضحوا فيها التجارب الفذة التي اكتسبتها الثورة الاسلامية في ايران لاسيما في مرحلة بناء نظام الحكم القائم على اسس الشريعة الاسلامية السمحاء ، وكذلك المنجزات التي حققتها ايران في ظل الحكومة الشعبية الدينية واشاروا الى المكتسبات العلمية موثقة بالإحصاءات التي نشرتها المؤسسات والمراكز العالمية المعنية" . كان نصها ما يلي: فخامة رئيس جمهورية مصر العربية الدكتور محمد مرسي المحترم " إننا شهدنا النجاحات التي حققها الشعب الإيراني العظيم بفضل انتصار ثورته الإسلامية بقيادة الإمام الخميني الراحل أعلى الله مقامه الشريف، الذي كان، بحق، حكيما وعارفا وعالما فذا قل نظيره في التاريخ، وكذلك شهدنا التجارب التي اكتسبتها ايران طيلة 34 عاما من عمر ثورتها الاسلامية وكفاحها المرير ضد الصهيونية والاستكبار العالمي من أجل إرساء أسس نظام الجمهورية الإسلامية؛ لذلك نود أن نطرح على فخامتكم النقاط التالية ". وتضمنت العودة إلي التعاليم والقيم الإسلامية في النواحي الاجتماعية الاقتصادية والثقافية و التعليمية وغيرها. أما النقطة السادسة والتي تنص علي: إن الولاية ،في حقيقتها ، لله تعالى و لرسوله و لأوليائه. و إن أفضل مناهج الحياة وأنماطها هو مايكون مستمَدّا من الولاية الإلهية . فأي نظام حكم يضع سياساته و يُنشئ مؤسساته و يخطط مناهجه في ظل الولاية الإلهية وأهدافها، سينجح في بلوغ الصلاح وتحقيق السعادة، و سيكون مصدرا للرقي والكمال. ولعل هذا النقطة تحديداً هي الأكثر إثارة للجدل في هذه الرسالة، فالولاية التي تحدثوا عليها لله و رسوله وأولي الأمر هي أشبه ب"ولاية الفقيه" وهو ما دفع صحيفة الشرق الأوسط تنشر الرسالة تحت عنوان "خامنئي لمرسي: استوحوا ولاية الفقيه" . من ناحية أخري فإن نشر مثل هذه الرسالة من قبل علماء و ساسة إيرانيون في وكالة إيرانية رسمية باللغتين العربية و الفارسية وهما لا يحدث إلا للحدث بالغ الأهمية هو ما دفع الصحيفة للقول بأن المرشد الأعلى للثورة "علي خامنئي" وراء هذا الأمر ، وهو ما نفته الوكالة فيما بعد، وأتهمت الصحيفة بنشر الأكاذيب و عدم الالتزام بالحيادية المهنية. لم تكن هذه الرسالة الأولي من نوعها ففي نوفمبر الجاري صرح "حسين شيخ الإسلام" مستشار رئيس مجلس الشورى الاسلامي في الشؤون الدولية أن العلاقات المصرية – الإيرانية بأن هناك ترحيباً من الجانبين ،وأضاف قائلاً "أن المصريين في حاجة إلي إيران ، كما أنه يمكنهم الاستفادة من تجربة إيران في العديد من المجالات". وهو ما أكد عليه "صلاحي خطاب" رئيس دار المحفوظات والوثائق والمكتبة الوطنية بإيران في لقاءه مع الوفداً المصري الذي يضم عدداً من أساتذة الجامعات وبعض العاملين بقطاع الثقافة وعدداً من ممثلي الأحزاب المصرية والذي صرح قائلاً : نحن علي إستعداد تقاسم خبرات التجربة الإسلامية الإيرانية مع المتنورين المصريين . مشيراً إلي أن اللقاء جاء في إطار توطيد العلاقات بين البلدين لاسيما في مجال التعاون الثقافي . كما صرح "علي أكبر ولايتي" مستشار قائد الثورة الإسلامية "علي خامنئي" و الأمين العام للمجمع العلمي للصحوة الإسلامية قائلاً : اليوم يوم الصحوة الإسلامية في العالم ، حتي يتم في النهاية رفع لواء الإمام الخوميني علي حد تعبيره ، ووفقاً لما نشر عبر صحيفة "عصر إيران" في تاريخ (19 اردبيشت 1391) وهو التقويم الإيراني . من ناحية أخري فإن إيران أبدت رغبتها في نقل تجربتها فيما يتعلق بالدستور المصري ، ففي 3 ديسمبر 2012 نشرت صحيفة "الوفاق" الإيرانية في نسختها العربية أن "كاظم جلالي" رئيس مركز أبحاث مجلس الشوري الإسلامي عن إستعداد مجلس الشوري الإسلامي لنقل خبراته إلي مؤسسات سن القوانين في مصر وبالتحديد البرلمان المصري الجديد . وأكد علي هذا الأمر خلال لقاءه مع "خالد إبراهيم عمارة" مدير مكتب رعاية المصالح المصرية في إيران .
جريدة إيرانية تنشر رغبة إيران في نقل خبرتها للبرلمان المصري خامنئي يطالب "مرسي" بالاقتداء بالنموذج الإيراني والمعارضة المصرية: "إياك أن تفعل" صحافة طهران تغازل "الإخوان" وتروج لنموذج "حكم المل" في مصر هل تسير ثورة يناير على خطى الثورة الإيرانية؟ يبدو هذا السؤال مفزعًا، للتيار الليبرالي واليساري، الذي لا ينكر عليه ألد أعدائه، أنه أشعل فتيل الثورة، يوم بدأت مظاهرات حركة كفاية، تهتف لأول مرة وقبل ثمانية أعوام بسقوط النظام، وحين دشن الدكتور محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور، الجمعية الوطنية للتغيير وقتها. الرسائل المصرية الإيرانية، وخطوات التقارب بين القاهرةوطهران، ودخول مصر عهد "حكم المرشد" الذي يراه مفكرون لا يختلف كثيرًا عن حكم "آية الله".. كلها مؤشرات على أن المخاوف من تكرار النموذج الإيراني، تستحق التوقف عندها، والتمعن فيها. السطور المقبلة.. محاولة لقراءة ما بين سطور ما تنشره الصحافة الإيرانية، عسى أن تتضح الصورة.. فنعرف إلى أين تتجه بوصلة الثورة؟ بعد قطيعة استمرت لأكثر من 34 عامًا، إثر توقيع الرئيس الراحل محمد أنور السادات، معاهدة كامب ديفيد، وبعد أن استضاف شاه إيران الأخير، محمد رضا بهلوي، بعد أن أطاحت به الثورة، وأيضًا بعد أن أطلقت إيران، اسم "خالد الإسلامبولي" قاتل السادات، على أحد أكبر شوارع طهران، ووصفته بالمجاهد الثوري.. بعد هذا كله، ها هي المياه تعود إلى مجاريها بين البلدين الأكبر والأكثر تأثيرًا بالشرق الأوسط. هل كان نظام مبارك يقف عائقًا بين التقارب المصري الإيراني.. كونه يحمل إرث السادات على ما فيه من علاقات استراتيجية مع الولاياتالمتحدة؟ في الواقع إن النظام الإيراني، طالما ناصب مبارك العداء، عداءً مجانيًا في كثير من المواقف، ففي 2009 تداول عدد من الصحف الإيرانية الرسمية وغير الرسمية خبر إعلان بعض العناصر الانتحارية جائزة مليون دولار لقتل الرئيس السابق "حسني مبارك". وقالت صحيفة "عصر إيران" الإيرانية أن عدداً من الطلاب جلسوا في مطار "مهرآباد" الإيراني مطالبين بالسفر إلى غزة لإنهاء الحصار المفروض عليها، وأعلنوا عن هذه الجائزة لمن يقتل "مبارك" في أي مكان. ونفي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية آنذاك، أن تكون إيران وراء هذا الأمر، لكن الصحافة الإيرانية، التي لا يمكن أن تدعي انفصالها عن مراكز صناعة القرار وصفت مبارك بأنه يعد واحداً من القادة العرب الذين خانوا القضية الفلسطينية و تواطئوا مع إسرائيل علي حد تعبيرها. ولم يكن مبارك منفتحًا تجاه التقارب مع إيران، لأسباب صرح بها أكثر من مرة، ومنها: استمرار احتلال الجزر الإماراتية الثلاث، طنب الصغرى والكبرى وأبوموسى، هذا فضلًا عن شارع الإسلامبولي الذي طالما انتقد إصرار طهران على بقائه. ومع سقوط نظام مبارك، بدأ القادة الإيرانيون، يمدون أياديهم لنظام محمد مرسي "الإخواني"، ففي الذكري الثالثة والعشرين لرحيل "الخميني" قال "علي خامنئي" المرشد الأعلي للثورة الإسلامية: إن الخميني هو الأب الروحي للحركات الإسلامية في العالم العربى، وأنه أحيا العزة والكرامة الوطنية فى البلاد بثورته الإسلامية التى أصبحت إلهاما للثورات الإسلامية فى العالم العربى. وأشار إلي أن ثورات الربيع العربي، ستكون حط صد أمام العدو الصهيوني، على حسب تعبيره. ولم يفت خامنئي أن يستخدم تعبير "الصحوة الإسلامية" الذي تستخدمه الصحافة الإيرانية ومراكز صناعة القرار هناك لوصف ثورات الربيع العربي. كما طالب نظام الدكتور مرسي باقتفاء النموذج الإيراني، لأنه نموذج "ثوري" حسب وصفه، لكن قوى اليسار في مصر، لم تدع هذا المطلب يمر مرور الكرام، إذ أخذت تحذر من نموذج شنق اليسارين وقوى الثورة الحقيقية بعد أن صعد التيار الديني إلى سدة حكم إيران، وأطلق سياسيون منهم مرشح الرئاسة ومؤسس التيار الشعبي تصريحات تؤكد رفض استنساخ النموذج الإيراني، بما فيه من إقصاء للآخر وتهميش وظلم للأقليات، حسب قوله. وانحازت وسائل الإعلام الإيرانية إلى التيار الإسلامي بانتخابات مجلس الشعب وأيضًا انتخابات الرئاسة، فعلي سبيل المثال نشرت وكالة أنباء "فارس" الرسمية في مايو الماضي تقريرًا موسعًا جاء فيه أنه من المتوقع أن تزداد المنافسة شراسة بين القطب الإسلامي والذي تعهد بتطبيق الشريعة الإسلامية وإلغاء معاهدة كامب ديفيد مع الكيان الصهيوني "إسرائيل" علي حد تعبيرها. كما نشرت الوكالة "كاركاتير" بعنوان "أحمد شفيق مرشح الغرب" وفيه يقف الفريق أحمد شفيق أمام صورة خريطة مصر، وقد تقسمت الخريطة، إلى قطع صغيرة ، وأمامه المشاركون في المؤامرة وهم: أعضاء المجلس العسكري وقطر وإسرائيل والسعودية والولاياتالمتحدة. وأشارت الوكالة إلى وجود مؤامرة ضد الشعب المصري بفعل شفيق والمجلس الذي وصفته بأنه "موالي للصهاينة" حسبما يصرح مسئولو إيران دوما.
وفي السياق نفسه وصفت الوكالة الفريق "شفيق" بأنه مرشح أمريكا وإسرائيل، وأنهما يدفعانه للترشح، بينما صورت مرشح الإخوان "محمد مرسي" بأنه مرشح للشعب المصري فحسب، و أن الشعب هو الذي يدفعه إلى حكم مصر.
كما نشرت وكالة الأنباء الإيرانية "مهر" خبراً، تحت عنوان صورة لميدان التحرير في حالة فوز أحمد شفيق، واعتبرت الوكالة أن الدمار سيشيع بمصر في حال نجح شفيق. وأضافت الوكالة أن حسين الجابر الناشط السياسي المصري قام بتصميم هذه الصورة التخيلية لميدان التحرير، وبعض الأماكن الشهيرة في مصر التي تعبر عن حضارتها مثل برج القاهرة، وهي محترقة، في إشارة إلي أن هذا سيكون مستقبل مصر إذا فاز شفيق لأن الثوار لن يرضوا بذلك . الإذاعة الإيرانية تزور استطلاع رأي الأهرام لصالح الإسلاميين ولما كان د/ عبد المنعم أبو الفتوح فرس الرهان الرابح في المرحلة الأولي في الإنتخابات الرئاسية ، تلاعبت الإذاعة الإيرانية بنتيجة استطلاع الرأي الذي نشرته جريدة الأهرام المصرية حول مرشحي الرئاسة قبل الانتخابات ، حيث نشرت الإذاعة في قسمها العربي خبرا تؤكد فيه أن مرشح الرئاسة د. عبد المنعم أبو الفتوح هو رئيس مصر المقبل. وأضافت في خبرها تقدم المرشح الرئاسي الإسلامي المصري د/عبد المنعم أبو الفتوح في استطلاعات الرأي خلال الأسبوع الأخير من الانتخابات ، خاصة استطلاع صحيفة الأهرام كبرى المؤسسات الصحفية القومية بالقاهرة، حيث أحرز تقدما ملحوظا إلي جانب منافسه السياسي المخضرم "عمرو موسي" . والحقيقة أن السلطة الإيرانية أرادت بهذا الخبر مغايرة الواقع تماما لنتيجة استطلاع الرأي الذي أجراه مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الذي نشرته الأهرام بتاريخ 6 مايو فقد تصدر المرشح عمرو موسى سباق الرئاسة يليه في القائمة د.عبد المنعم أبو الفتوح. من ناحية أخري فإن عددا من الصحف ووكالات الأنباء الرسمية في إيران تبنت وجهة نظر الإخوان المسلمين في إمكانية تزوير الانتخابات لصالح بعض مرشحي الرئاسة المحسوبين علي النظام السابق. جدير بالذكر أن التلاعب في إستطلاع الرأي جاء من باب التأثير علي الرأي العام من ناحية و إبراز مدي شعبية هذا المرشح من ناحية أخري و بالتالي فإن أعتماد أي نتائج مغايرة يعني التزوير في إرادة الشعب .
منابر إيران "أبواق إخوانية" يبدو أن منابر مساجد مصر "السنية" لا تكفي الدكتور محمد مرسي وجماعته، ويبدو أن دعاياتها بأن الانضمام إلى جوقة السمع والطاعة، أقرب إلى التقوى، ليس يرضي، فقد أصبحت منابر إيران "الشيعية" بدورها.. بوقًا لنظام مرسي. وقال آية الله محمد إمامي كاشاني خطيب جمعة المؤقت ب"طهران" إن الثورات العربية والتي تطلق عليها إيران اسم "الصحوة الإسلامية" تحتاج إلي دعم مادي ومعنوي حتي تؤتي ثمارها . وأشار إلي أن العودة إلي الله والحث علي التحلي بالأخلاق الكريمة هي الدعم المعنوي لهذه الثورات ، مؤكداً علي أن الصحوة الإسلامية سوف تنصر في نهاية الأمر . وأضاف أن الإسلام هو الحل لجميع المشكلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية . ولم تكن تلك هي المرة الأولي التي يتبني فيها خطباء المساجد في إيران الحديث عن الأوضاع في المنطقة العربية و مصر تحديداً، ففي الفترة التي سبقت جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية في مصر حذر خطيب الجمعة الملقب "بحجة الإسلام "جعفر صديقي" من فوز مرشح بعينه لأنه لا يمثل التيار الديني . كما أنها لم تكن وجهة نظر خطيب الجمعة فحسب، فقد أكد "علي خامنئي" قائد الثورة الإسلامية الإيرانية على هذا الأمر خلال كلمة ألقاها نهاية الشهر الماضي في مؤتمر الوحدة الإسلامية الدولي المنعقد في طهران حيث قال إن أعداء الصحوة الإسلامية هم من يشعلون نيران الفرقة داخل العالم الإسلامي، مشيراً إلي ما يحدث في مصر. وأضاف أن أعداء المشروع الإسلامي يشعلون الفتن في مصر لإحداث الفوضى و إثارة التناحر. الرسائل المعارضة رجل دين إيراني يطالب "بان كي مون" بإنهاء حكم الملالي طالب رجل الدين الشيعي، والمعارض الإيراني البارز "کاضميني بروجردي" الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون"، التدخل لإنهاء الحكم الإسلامي في إيران. وانتقد "بروجردي" في رسالة إلى الأمين العام، بمناسبة جلسة الأممالمتحدة، التي عقدت مؤخراً في "نيويورك"، سيطرة رجال الدين علي السلطة منذ أواخر السبعينات. ونشر موقع "حقوق الإنسان في إيران – نصر" رسالته عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، صفحتها علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، من ثم تم تداولها عدد من المنتديات، مواقع المعارضة. وقال "بروجردي" في رسالته إنه "عندما قامت الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، تم الاتفاق علي التخلي عن النظام الملكي، مع الاحتفاظ بروح الحياة العصرية، في محاولة لتحقيق العدالة الاجتماعية، لتكون إيران بعد الثورة جنة الله علي الأرض. ومضى المعارض البارز يقول: "الآن وبعد مضي أكثر من ثلاثة عقود، أصبحنا أكثر فقراُ، أصبح الملايين يعيشون تحت حد الكفاف، وازداد عدد التعساء والفقراء، كما أصبحنا نعاني من الفاشية الدينية "علي حد تعبيره . والمعروف أن "بروجردي" رجل دين معارض لولاية الفقيه، التي أقر بها الخميني، والمتبعة حتي يومنا هذا، وتعطي "الولي الفقيه" أي "المرشد الأعلى" صلاحيات لا حصر لها في إدارة شئون البلاد، ولا تسمح لأحد أن يعترض علي قرارته أو الخروج عليه. وأضاف أن الملالي يحكمون البلاد بقبضة من حديد، فلا يوجد سوي القهر والعنف، فما يحدث في إيران لن تراه في أي مكان في العالم، حيث نهب أموال الشعب، والممتلكات العامة، وعدم احترام حقوق الإنسان.
نص الرسالة التي أرسلها "بروجردي"
رسالة من أحد أعضاء المعارضة الايرانية إلى الرئيس مرسي إلى الرئيس "محمد مرسي"، ثوار مصر الشرفاء، شعب مصر العظيم، أتمني أن تستفيدوا من تجربة الثورة الإسلامية في إيران، وأن تتعظوا من المصير، الذي لحق بالشعب الإيراني.. ينبغي عليكم ألا تسمحوا بأن تتحول ثورتكم إلي نموذج من الثورة الإيرانية، فالأحلام والحريات حتى الأموال ذهبت مع الريح علي يد النظام المستبد. كانت هذه كلمات وجهها إلى الرئيس محمد مرسي، الناشط السياسي، "أبوالفضل قدياني" أحد الأعضاء البارزين في منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية. وتقول الإذاعة الألمانية: إن الناشط ناشد خلال رسالته "مرسي"، بعد أن علم بمشاركته في قمة عدم الانحياز، التي عقدت في "طهران" مؤخرًا، استهل رسالته بالآية الكريمة "تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فساداً و العاقبة للمتقين". وقال: "لابد أن يتذكر "محمد مرسي" رئيس جمهورية مصر أن النظام الإيراني، الذي يؤكد دوماً في خطاباته علي الديمقراطية والعدالة، ما هو إلا طاغية، وحاكم مستبدا. وأشار إلى أن "خامنئي"، كأنه يود أن يقول للرئيس "مرسي" بصفته رئيساً لهذه القمة، برجاء ألا تنخدع بمثل هذه الكلمات. وكان الدافع الرئيسي من وراء هذه الرسالة، هو تنوير ثوار "ثورات الربيع العربي"، التي تطلق عليها إيران "الصحوة الإٍسلامية"، بأن ثوراتهم تسير علي خطي الثورة الإسلامية "الخمينية"، التي قامت 1979، لاسيما بعد وصول الإسلاميين إلي سدة الحكم في معظم البلدان العربية. وبعد مضي أكثر من 30 عاماً من حكم الملالي في إيران، خرج التيار الإصلاحي ليصرخ في وجه النظام، ليطالب بفصل الدين عن الدولة مرة أخري، نظراً للتضييق على الحريات باسم الدين . وأشارت مواقع إيرانية معارضة إلى أن الهدف من الرسالة لم يقتصر على أن تصل إلي الرئيس "مرسي" مباشرة، بقدر توعية الشعوب العربية، وتعريف جميع الحركات التي خرجت من رحم الثورة بالآثار المترتبة علي ترك الصلاحية المطلقة بيد الحكام، لا سيما الحكام الذين يخلطون بين الدين السياسة، ربما يكون هذا سبب منع الزيارة عنه في الفترة الأخير . ويبلغ قدياني من العمر 67 عاماً، ويعد أكبر أعضاء الحركة الخضراء المعتقلين، وأحد أبرز قادة التيار الإصلاحي، الذي يقوده الرئيس السابق "محمد خاتمي"، وجهت إليه تهمة "قلب نظام الحكم" و"الدعاية ضد النظام". وتعرض "قدياني" للاعتقال أكثر من مرة، بدءًا من عام 2009 وفي أعقاب اندلاع الثورة الخضراء، التي تلت الانتخابات الرئاسية في إيران، بعد اتهمت المعارضة الرئيس الإيراني "أحمدي نجاد" بتزوير الانتخابات لصالحه. وكان من المقرر أن يقضي في السجن عاماً واحداً ، إلا أنه تم تجديد حبسه في العام الماضي ، حيث أصدرت محكمة الثورة حكماً ضده بالسجن ثلاث سنوات أخري ، بعد أن قام بكتابة رسالة شديدة اللهجة للقائد الأعلى للثورة "علي خامنئي"، فوجهت له المحكمة تهمة "إهانة القائد" . ويؤكد "قدياني" أن الحركة الخضراء ستظل تعترض على نتائج الانتخابات الرئاسية. وأصدرت محكمة إيرانية سبتمبر الماضي، حكمًا بالسجن المشدد على "قدياني"، والجلد 40 جلدة، وقالت "زهرة رحيمي" زوجة الناشط السياسي في حوار للإذاعة الألمانية، إن المحكمة أضافت تهمة جديدة لزوجها، ألا وهي "نشر الأكاذيب "، أنها لم تستطع مقابلته، بعد أن تم إيداعه بسجن "إيفين". وأضافت أنها عندما زارته مؤخرًا، قال لها أنه اقتيد إلي سجن "إيفين" من أجل تنفيذ الأحكام، الصادرة ضده، لكنه فوجئ بأن الحكم تحول إلي السجن عامين و 40 جلدة، في حين أن الأحكام في المحكمة الابتدائية لا تتعدي عام فحسب، إلا أن قضيته أحيلت إلي محكمة الاستئناف، بعد أن أضيفت له تهمة "نشر الأكاذيب".