ذكرت صحيفة (هافينجتون بوست) الأمريكية الصادرة اليوم السبت أنه في الوقت الذي تبددت فيه آمال البعض في إيجاد مخرج للحرب الأهلية المندلعة في سوريا، يرى مسئولون روس وأمميون مؤشرات إيجابية لإمكانية حدوث ذلك. واستندت الصحيفة في تقرير لها أوردته على موقعها الإلكتروني على طرحها في هذا الصدد بذكر تصريح المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي باعتزامه البقاء في منصبه حتى نهاية العام الجاري بعد أن أبدى رغبته منذ شهرين في الاستقالة.. وهي ما يوحي باستشعاره بتحركات تحت المياه الراكدة، وأوضحت الصحيفة أن هناك مسئولين بالأمم المتحدة أعربوا عن أملهم في أن يسهم تعيين وزير خارجية أمريكي جديد في تعزيز الشراكة الأمريكية - الروسية وينهي الحرب الأهلية في سوريا، متخوفين في الوقت ذاته من احتمالات الانحراف عن نهج المفاوضات من خلال تكثيف الدعوات بقيام واشنطن بتسليح المعارضة السورية. وأشارت إلى أنه برغم من أن دعوة زعيم المعارضة السورية معاذ الخطيب للدخول في محادثات مباشرة مع ممثلي الحكومة بهدف تفعيل الفترة الانتقالية قد جلب له انتقادات حادة من جانب معارضين أصروا تنحي الرئيس بشار الأسد قبل إجراء أي محادثات، إلا إنه بعث بالأمل في نفوس المسئولون الروس والأممين بشأن إمكانية الخروج من المأزق السوري. وذكرت صحيفة (هافينجتون بوست) الأمريكية "إنه برغم تشدد عدد من عناصر المعارضة السورية في هذا الأمر،أظهرت المعارضة في مجملها قبولا للمرونة التي بدا عليها الخطيب، وذلك من خلال عدولها عن شرط تنحي الأسد عن السلطة أولا قبل بدء محادثات مع الحكومة"، وأضافت "إن أعضاء الائتلاف الوطني السوري المعارض يرون أن مفتاح حل الأزمة السياسية التي تعصف ببلادهم حاليا في قبضة الروس كذلك الحال بالنسبة للإبراهيمي" .. مشيرة إلى أن الأسد نفسه، والذي لم يبد أي مرونة بل أكد استمراره في حكم سوريا حتى انتهاء فترة ولايته العام القادم، لا يزال يعتمد على إمدادات الأسلحة التي تأتيه من روسيا لسحق معارضيه. ورأت الصحيفة الأمريكية أن التحدي الأكبر أمام روسيا حاليا يكمن في الحصول على اتفاق من جانب الأسد أو أفراد أسرته التي تستحوذ على كبرى المناصب الأمنية في البلاد، يقضي بتخليهم عن السلطة بحيث يضمن لهم الخروج الآمن ويجنب موسكو حرج إيجاد نفسها أمام مذكرة اعتقال من جانب المحكمة الجنائية الدولية ضد الاسد إذا ما استجاب المجتمع الدولي لرفع جرائم الحرب المرتكبة في سوريا إليها.