تترقب الاوساط الكويتية جلسة مجلس الامة الكويتي التي ستعقد في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، والتي ستحدد طبيعة العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، التي دخلت منعطفا قد ينذر بأزمة وعودة لحالة التشنج التي لازمت السلطتين في السنوات الماضية . وبحثت الحكومة في جلستها امس الموقف وكيفية التعاطي مع مجلس الامة وسط حالة من التدافع لتقديم الاستجوابات رغم عدم انقضاء شهرين على مجيء السلطتين ، وأفاد مصدر حكومي أن حالة من عدم الرضا والاستياء لدى القيادة السياسية بعد اخفاق جهود التهدئة التي تبذلها بعض الأطراف ويشارك فيها رئيس مجلس الامة علي الراشد ونواب ووزراء، اذ تجاوز الاندفاع في تقديم المزيد من الاستجوابات هذه الجهود ، وخاصة بعد تقديم النائبين سعدون حماد ونواف الفزيع استجواب مشترك بتوقيعهما لوزير النفط هاني حسين يتضمن خمسة محاور ويقع في 56 صفحة. فيما تقدم نواف الفزيع منفردا باستجواب لوزير المالية مصطفى الشمالي حول فوائد القروض ومسؤولية الوزير عن التجاوزات التي حدثت فيها، اضافة الى الاستجوابين المقدمين سابقاً إلى وزيري المواصلات والداخلية والمقرر بحثهما في جلسة اليوم لمجلس الامة ، ولتكون الحكومة على موعد مع المنصة ولم يمر سوى شهرين على انتخاب المجلس الحالي وتشكيلها. وقد ادت تصريحات رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك حول الاستجوابات المقدمة التي اعتبرها دلالة على عدم التعاون مع الحكومة، نفسها على مسار العلاقة البرلمانية بشكل لافت، وبعد تلويح الحكومة بورقة "عدم التعاون " مع المجلس الحالي الى تراجع النواب عن موقفهم بتأييد الاستجوابات المقدمة . وقد دعا رئيس مجلس الامة على الراشد في اجتماعه مساء امس مع نواب المجلس، الى تأجيل جميع الاستجوابات مدة ستة اشهر او الى دور الانعقاد المقبل، بعد تقديمه رسالة من الحكومة بعدم التعاون مع المجلس، وتم تداول ورقة تم توقيعها من عدة نواب وهم الاكثرية تؤيد فكرة التأجيل، بينما اصر اخرون على حق النواب الدستوري للنائب في تقديم الاستجوابات، وأن على الحكومة مواجهة الاستجوابات، في حين اجل اخرون ابداء الرأي الى جلسة اليوم. وذكرت صحيفة " القبس " نقلا عن مصدر وزاري أن رئيس الوزراء أحاط الوزراء علماً بسفر وزير العدل شريدة المعوشرجي إلى المغرب لاطلاع أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، على تفاصيل وأبعاد الاستجوابات التي تعكس "عدم تعاون " من قبل المجلس، وأنه تباحث مطولاً مع الأمير عبر الهاتف، ولكنه قرر إيفاد المعوشرجي إلى المغرب لإيضاح بعض التفاصيل.