التقت بأحد أسر البدو الرحل لترصد معاناتهم فى هذه الأيام الشاتية شديدة الصقيع وتساءلت عن كيفية مواجهة هؤلاء البدو الرحل لموجة البرد القارصة، والصقيع الشديد في هذه الأيام. حياتهم فى خيام من صوف الأغنام تغزلها السيدات فى وقت فراغهم إن وجد، حياتهم ما بين الترحال والتنقل معاناة مستمرة، بحثاً عن مواضع الرعى، يتعرضون لحر الصيف فيتحملونه، وبرد الشتاء القارص هو عدوهم اللدود رغم، ما يستعدون له من عدة، ولكنها حتما تفشل، فتغرقهم مياه الأمطار، ويأتى عليهم البرد القارص، فتنفق أغنامهم ومواشيهم، ويتعرضون لخسائر كبيرة، بسببب نفوق المواشى، أطفالهم لا يكفون عن الصراخ، وخاصة في الليل الدامس الظلام. التقينا مع أحد الرعاة، سالم إبراهيم العبادة، الذى قال: مهنتي هى الرعى، وأنتسب لفرع الوداد من قبيلة العبابدة التى قدمت لمصر من الجزيرة العربية إبان الفتح الإسلامى لمصر، ونتعرض لأقصى أنواع العذاب، فتنفق مواشينا ولا تسأل عنا الحكومة ممثلة فى الطب البيطرى الذي يرفض تحصين المواشى بحجة كثرتها، ولا يعوضنا عن نفوق الأغنام بسبب الحمى القلاعية، ويضيف سالم، نعانى من غلاء أسعار البرسيم حيث يصل سعر القيراط إلى 100 جنيه، ولا يكفى حاجة المواشي لمدة يوم. ويضيف السيد سالم محمد كباش، مقر خيامنا الأساسي بقرية 45 الشراقوة التابعة لمركز الحامول، وتنتقل في الشتاء حيث المراعي، وفي الصيف نتجه إلى مركز بلطيم، حيث العلف المتخلف عن زراعة البطيخ، وأصعب ما يواجهنا هو برد الليالي الشاتية، فالأيام الماضية تعرضنا لموجة من البرد الشديد، وصراخ أطفالنا ليلاً. وتضيف فاطمة الحمادى عمر: لا نستطيع العيش بدون خيام مفتوحة من الجهة الشرقية حيث شروق الشمس، لقلة هبوب الرياح من الناحية الشرقية، ونتغلب على شدة البرد بحرق الأخشاب فى موقد "الراكية" وشرب الشاى، وعصير البرسيم لنمو الأطفال، وحمايتهم من الأمراض. وتؤكدحنان سالم رزق، زوجة سليمان السيد، أحد العراب الرحل، أنها تجد متهتها فى تربية ورعاية صغار الأغنام الوليدة داخل الخيام، وأقوم بإرضاعهم من ألبان الأبقار، بدلاً من أمهاتهم التى نفقت بسبب برودة الجو. أما سليمان السيد، فقال باكياً، فقدت اليوم أعز بقرة عندى، بسبب تعرضها للبرد والشتاء، حيث أنها كانت أما للأبقار، ولم أفكر يوماً فى بيعها، نظراً كانت "قدم السعد على الأسرة وكان لبنها كتير وكانت بتولد توأم فى كل مرة". وقال الزكى إبراهيم، أحد البدو، أن أطفالنا لا تعرف تحصينات وزارة الصحة، ومواشينا أيضاً كذلك، ومن ينفق منها لا نحصل على تعويض له من الدولة، ولم يكن لنا أصوات انتخابية فى الماضى، وشاركنا فى الانتخابات الرئاسية وانتخبنا حمدين صباحى، لأنه الأقرب إلينا، وقلنا لا للدستور لأنه يخدم الإخوان المسلمين وحدهم، وأخبرنى أحد جماعة الإخوان أن الرئيس مرسى يغير المحافظين والوزراء واستبدالهم بأعضاء من الإخوان ولكن "على مراحل "حتى لا يهيج علينا الشعب"، وهذا هو مخطط الإخوان "لأخونة مصر" وربنا يعوض علينا، وأردف فينك يا عبد الناصر. وقال حمدان السيد، أتصدى للصوص الغنام من البلطجية، والذئاب والثعالب، والكلاب الضالة، وجدتى السيدة سالم كباش، 75 عاماً، ترقد من شدة الربد، ومغطاة بأجولة من الخيش، للتدفئة من شدة البرد، وعلقت الجدة أنا مش قادرة اتكلم من البرد.