*ندفع ثمن استيلاء بعض التيارات على كل شىء فى الوطن *رد فعل الرئاسة أقل بكثير من حجم الحدث ولم تفهم الرسالة *اختيارات الرئيس فى فريقه الرئاسى أو الحكومة أقل من حجم أزمة مصر أكد الدكتور أيمن نور زعيم حزب غد الثورة أن مصر تدفع الآن ثمن الاحتقان السياسى الزائد واستيلاء بعض التيارات على السلطة وكل شيء فى مصر، مشيرا الى البلاد أصبحت تدار بلا عقللا أو ضمير، وقال فى حواره مع الصباح إن رد فعل الرئاسة أقل بكثير من حجم الحدث فى مصر الان، مؤكدا أنها لم تفهم الرسالة من الاحتجاجات الأخيرة، موضحا أن اختيارات الرئيس سواء فى فريقه الرئاسى او الحكومة أقل من حجم الأزمة فى مصر، قائلا إذا كانت هذه هى اختيارات الرئيس لإدارة الأزمة فهى قرار بالانتحار، معتبرا ان الحل يكمن فى الحوار الجاد والحقيقى وإلى نص الحوار.. ■ مرّ عامان على الثورة ومع ذلك لا نجد طريقا يمكن أن يجمع الثوار؟ الثورة لم يقم بها تنظيم سياسى أو تيار سياسى، بل قام بها شعب عانى لسنوات طويلة من التشرذم السياسى، وبالتالى انعكس هذا على طريقة الأداء، لأن الثورة لم تكن ملكا لقيادة أو تيار، وشارك فيها الجميع وبالتالى لم يكن متاحا بعد الثورة أن يتم جمع صفوف كل الثوار فى تيار واحد لاخت اف المرجعيات، ولمشاكل لها علاقة بغياب الثقافة السياسية والثقافة الديمقراطية، فنحن مجتمع زاد وعيه واهتمامه بالعمل العام، لكنه لم يزد فى ثقافته الديمقراطية والسياسية، وبالتالى لدينا إشكالية كبيرة فى التعاون بين القوى والتيارات المكونة للحياة السياسية فى مصر، وهذه الأزمة من أزمات فترة ما قبل الثورة، وانعكست على فترة ما بعد الثورة، فلم نستطع الى الان اقامة شراكة وطنية حقيقية ب ن القوى الثورية، وهذا أحدث قدرا كبيرا من عدم التوافق والشقاق، وقدرا كبيرا من الارتباك، وبالقطع لن تتحقق أهداف الثورة إلا بمزيد من التسامح وقبول الاخر وتكوين جبهة وطنية واسعة تؤمن أن التزاماتها هى تنفيذ مطالب الثورة. ■ ما تقييمك للمشهد الان بعد الأحداث التى وقعت فى الذكرى الثانية للثورة؟ المشهد واضح وصريح نحن ندفع ثمن احتقان سياسى زائد، وندفع ثمن استيلاء بعض التيارات على السلطة وكل شيء فى مصر، وكذلك ندفع ثمن إحباط زائد لدى المواطن المصرى الذى شعر ان الثورة لم تعد عليه بما يريده. ■ هل حققت الحشود والمظاهرات الهدف منها؟ رسالة 25 يناير 2013 وصلت بشدة، ولم نر حتى الان رد فعل يتناسب مع حجم وقوة هذه الرسالة من قبل الرئاسة التى أصيبت بحالة من حالات الخرس فى ال 24 ساعة الاولى، ثم نطقت ببيان صادر عن مجلس الدفاع الوطنى وهو أقل بكثير من حجم الحدث والرسالة التى ينبغى أن تكون وصلت للقيادة السياسية، بشكل صحيح، تقتضى الأمور أن يدرك الرئيس انه لم ينفذ وعده بأن يكون رئيسا لكل المصريين، وعليه ان يتخذ خطوات حقيقية تؤكد باليقين، أنه رئيس لمصر وليس رئيسا لحزب الحرية والعدالة او لجماعة الإخوان المسلمين، وعلى الرئيس ان يدرك ان اختياراته الصادقة سواء فى فريقه الانتخابى او فى حكومته كانت ضعيفة، وأقل من حجم الأزمة التى تعانى منها مصر، وإذا لم يدرك هذا، فالرسالة لم تصله بعد، فأداء مؤسسة الرئاسة كان مرتبكا وضعيفا بصورة افقدت هذه المؤسسة الكثير من رصيدها المعنوى لدى الشعب، وأنا أتصور ان فى الساعات المقبلة ينبغى أن يتم ترجمة وصول هذه الرسالة بمواقف واضحة من خلال حكومة إنقاذ أو حكومة وحدة وطنية، من خلال إعادة تكوين مؤسسة الرئاسة مرة اخرى بشكل متعدد يسمح بأن يكون الرأى داخل هذه المؤسسة متنوعا وليس رأيًا فى اتجاه واحد، كما هو الان، فالرئيس يستشير من يحملون نفس وجهة نظره، وبالتالى لا يوجد رأى اخر داخل مؤسسة الرئاسة وهذا اضعف من أدائها وأوقعها فى أخطاء فادحة، وأيضا لابد من ترجمة هذا باختيار حكومة حقيقية وقوية لها رئيس يتسم بالمصداقية لا نشعر أن لدينا حكومة، ولا نشعر أن لدينا رئيسا للحكومة وكل ما لدينا انطباعات سلبية بأن مصر بلا حكومة منذ قدوم الدكتور مرسى. ■ هل المظاهرات والاعتصامات هى طريقنا الوحيد لننجو من رمال الكذب الإخوانى المتحرك؟ أنا مع فكرة المواجهة بالحجة والبرهان، والحوار والمواجهة بالحقائق، وبالشارع، وجزء من المواجهة فى الشارع هو التظاهر، كما أن العمل السياسى لا يبدأ وينتهى بالتظاهر، لكن التظاهر إحدى آلياته المهمة فى التعبير عن الرأى والتعبير عن الموقف السياسى، لكن ينبغى ألا تكون هى الآلية الوحيدة، وإلا تحولت المسألة إلى أكثر بكثير من الفوضى. ■ بعد جمعة الرحيل وتراجع أعداد المعتصمين هل تؤيد استمرار الاعتصام؟ الموقف أكثر تعقيدا من اختزاله فى كلمة أنت مع أو ضد الاعتصام، أنا مع الحق فى التعبير، ومع التعبير السلمى عن رأى الناس فى الشارع بطرق آمنة وعاقلة لها حدود، ينظمها القانون، لكن متى يجب أن تنتهى الفعاليات ومتى يجب أن تستمر هذا أمر تختلف فيه التقديرات بين القوى السياسية والشباب الموجود على أرض الواقع، ولا أحد يملك أن يصدر قرارا الآن بإخلاء ميدان التحرير فيتم إخلاؤه ومن يقول هذا فهو واهم، اليوم الشارع له رأى، والرأى العام جزء كبير من هذه الأزمة، وإذا لم يتم إقناع الرأى العام بكل المستجدات، وما يدور من أحداث فأنا أعتقد أن المشهد سيكون به مزيد من التعقيد. ■ هل النخبة السياسية فشلت فى إدارة صراعها السياسى؟ النخبة السياسية مأزومة، وشاركت بقدر كبير فيما حدث فى الأيام الاخيرة ايجابيا وسلبيا، والاستقطاب الزائد والانفراد بتحديد مواقف سياسية على خلفية مصالح حزبية او شخصية هذا كله أساء إلى النخبة المصرية وأضعف موقف النخبة بين الشارع، والجماهير التى تحتشد فى الميادين ليوم لديها مشكلة حقيقية مع الرئيس ونظامه، ومشكلة اخرى مع النخبة السياسية ورموزها وقيادتها. ■ اذن انت مع ان الدولة تدار بطريقة التنظيمات السرية من جهة والنخبة تخطئ من جهة أخرى والبسطاء وحدهم بلا عقل حكيم ينير لهم الطريق؟ انا اوافق على هذه المقولة جزئيا، واتفق مع هذا الاتجاه فى أن العقل غائب وازمة مصر أنها وطن يدار ب ا عقل وايضا ب ا ضمير وهذا ما يدفعنا الى مخاطبة كل العق اء وكل اصحاب الضمير والشرفاء فى مصر، بأن يحتكموا إلى ضمائرهم فى هذه اللحظات الصعبة، ويبتعدوا عن كل أشكال الخلاف والصراع السياسى والانتخابى، ويحتكموا إلى مصلحة الوطن فى هذه الساعات الحرجة التى تمر بها مصر، ونتخلص من رغبتنا وشهوتنا الانتخابية كحكام ومحكومين أغلبية أو أقلية. ■ إذن كيف نقضى على الانقسام والتشظى الحاصل بين شركاء الثورة؟ فكرة القضاء على الانقسام ب ن شركاء الثورة حلم راودنا كثير، ولكن الحل الآن ليس فى توحيد الجميع فى بوتقة واحدة، لكنه فى الإتفاق على خطوات واحدة ومبادئ واحدة، فالتوحد صعب لأن المرجعية تختلف، والتوحد بمعنى أن يكون هناك تنظيم واحد اسمه قيادة الثورة، وهذا لن يحدث لأن الثورة شارك فيها ليبراليون واس اميون واخوان واشتراكيون وشيوعيون، والعديد من الفصائل ولا نستطيع ان نقول ان هناك تنظيما واحدا يمكن أن يجمع هذه التناقضات المتعددة، لكن نستطيع أن نقول هناك مبادئ وأهداف واحدة تستطيع أن تجمع هؤلاء جميعا. ■ كن هذا الانقسام أهدر العديد من الفرص لصياغة مشروع وطنى جامع؟ لا شك فى هذا، لأن هذا الانقسام قلل من فرصة وجود مشروع وطنى جامع، كما أن المرحلة الوطنية وإدارتها الفاشلة بشقيها العسكرى والرئاسى، أهدرت هذه الفرص وأخطر ما ضاع فى مصر هو حماس الناس للثورة والروح التى كانت لدى الناس فى الثمانية عشر يوما الاولى للثورة، وكان من الممكن أن تبنى مصر فى مائة يوم، وكان من الممكن إذا استثمرت بطريقة صحيحة أن تولد طاقة هائلة تصنع دولة عظمى فى شهور، وللأسف كسرت هذه الروح بفعل الإحباطات، وبفعل تفريغ الثورة من مضمونها، وبفعل القيادات القديمة التى أدارت مصر بنفس الطريقة، وكأن حسنى مبارك غائب لسبب ما، وكل الامور سارت فى نفس المسار، وهذا معناه ان الثورة طاقة معنوية كان ينبغى ان تستثمر ولم تستثمر، وغاب أيضا الاحساس بقيمة الاخر، وفى الأيام الاولى من الثورة لم نكن نشعر اننا تنظيم واحد بل مواطن واحد، وكانت الناس تشعر بالخوف على بعضها، بغض النظر عن أن الأشخاص يعرفون بعضهم أم لا، اليوم هناك حالة من حالات العداء، والكراهية والتخوين أحدثت مساحات وفجوات واسعة بين الناس، وهذه الروح التى غابت حلت مكانها روح سلبية جدا، وإذا استعدنا الروح الإيجابية وحماس الناس للثورة وحماسهم لبلادهم وإيمانهم بقيمتها، واستعدنا روح المحبة القابلة للآخر التى تتسع للجميع أعتقد اننا سنستعيد مصر الجميلة التى شاهدناها فى 25 يناير 2011. ■ ما رأيك فى وصف الحكومة بأنها باهتة الأداء تقف فى الأزمات والكوارث موقف العاجز.. والرئاسة بأن سمتها التردد فى اتخاذ القرار أو التراجع عنه؟ الحقيقة، الحكومة الحالية حكومة بلا ملامح، فقدت قيمها منذ البداية تأثيرها، والحد الأدنى من الاستحقاقات التى تجعل منها رقما حقيقيا مؤثرا فى حياة الناس، الحكومة بلا خبرة اقتصادية أو دور واضح، وهى تعمل بطريقة المودع منذ اول يوم لتوليها مهام عملها، وبالتالى هذه الحكومة لم تؤد باعتبارها حكومة تعبر عن تيار سياسى او تيارات مختلفة او تعبر عن خبرة تقنية او خبرة تكنوقراط، فهى حكومة بعيدة عن كل المقاييس، وغير مستقلة وضعيفة وغير مؤثرة ولذلك انا ارى انه مهم جداً من الرئاسة ان تتنبه لأهمية وجود حكومة، بعد ان اصبح الرئيس هو الحكومة اصبح الناس يتوقعون أن يصدر كل شيء من الرئيس، دون ان تفكر فيما يسمى بالحكومة، الحكومة هى كيان غائب لضعف الاختيارات التى اختارها الرئيس، ونحن نقول لو كانت هذه الاختيارات اختيارات الدكتور مرسى فهذه قرارات بانتحار الرئيس لأنها غير صائبة. ■ ما تعليقك على قانون الانتخابات البرلمانية وتوقعاتك للانتخابات القادمة؟ لا شك أن قانون الانتخابات جزء مهم فى صياغة ما يمكن تسميته ببرلمان متوازن وعادل، والقانون لابد أن يسبقه إرادة سياسية، فمصر عرفت قوان ن متعددة من قوان ن الانتخابات ومختلف هذه القوانين، كانت تتم فى أجواء ومناخ ا يؤدى إلى انتخابات ديمقراطية، وكل الأنظمة الانتخابية تم تجربتها، ولكن لم يكن هناك ارادة سياسية لإجراء انتخابات نزيهة وعادلة، وبالتالى كانت النتائج كلها سيئة برغم وجود قوانين بعضها ليس بهذا السوء، ومررنا بتجربة الانتخابات الفردية فى عهد ممدوح سالم ايام السادات وكانت "أنزه" انتخابات وبنفس القانون تم أسوأ انتخابات على مدار ثلاثين عاما فى عهد مبارك، والمعنى هنا ان القانون الانتخابى ليس هو العنصر الوحيد الحاكم فى الوصول الى نتائج ديمقراطية فى العملية الانتخابية، فالمسألة ليست نزاهة أو شفافية انتخابات فقط، المسألة عدالة هذه الانتخابات، نريد انتخابات عادلة والانتخابات العادلة هى التى يراعى فيها كل القواعد الخاصة بعدالة الأنظمة الانتخابية وهى التى تؤدى إلى برلمان متوازن يعبر عن كل المصريين. ■ ما توقعاتك فى ذكر موقعة الجمل «موقعة الجمل»؟ لا احد يستطيع فى ظل الظروف التى نمر بها أن يتوقع ماذا سيحدث بعد ساعة، ولكن وفقا للمسار الطبيعى للأحداث سيكون هناك تعبير عن الرأى، وكذلك بعض التجاوزات وبعض الاحتكاكات، ونتمنى من الجميع أن يوقظوا ضمائرهم لإنقاذ الوطن من وضع مأساوى نحن نتجه إليه قدما وبسرعة شديدة. ■ لماذا اتهمت النيابة أنها غير فاصلة وحاكمة بالشكل الكافى؟ لأن النتائج واضحة وعندما يتم الحكم غيابيا وبراءة بعض المتهمين غيابيا بمعنى ان المحكمة تطبق الحد الأقصى الى ان يأتى بالس امة، وننظر الموضوع ونحاكمه، وعندما يأتى ونسمع منه الموضوع ونبت فى أمره، ولكن عندما يأخذ أحد المتهمين براءة غيابيا إذن النيابة لم تقدم "أوراق" والنيابة لم تبذل جهدا حقيقيا، وأنا أقول إن النيابة فى عهد المستشار عبدالمجيد محمود لم تكن بالحياد المطلوب. ■ هل أسدل على قضية موقعة الجمل نهائيا؟ الأحكام التى صدرت طعنت عليها النيابة العامة، وأظن أن هذا الطعن الذى قدمته النيابة قد يقبل، وتعاد المحاكمة مرة أخرى. ■ القول بأن مذبحة بورسعيد مدبرة.. هل يعنى أنها ثأر من الأولتراس؟ كيف تكون غير مدبرة ويقتل فيها 71 شخصًا، ولو كانت غير مدبرة فمن يكون المدبر؟.. فأنا أعتقد أن المسألة أكبر من منازعات كروية، فنحن شاهدنا منازعات كروية على مر السنين، وستظل موجودة فى الم اعب، لكن ما حدث كان جريمة كبيرة يقف وراءها أطراف عديدة، وأنا مؤمن بأن الذين صدرت ضدهم الأحكام هم المنفذون للجريمة، وربما تكشف الأيام القادمة عن المخططين لها. ■ هل تعتقد أن تهديدات الأولتراس وما أحدثه فى الساعات الأخيرة هى التى انتزعت الحكم؟ أظن ان قضية مبارك كان فيها ضغوط أكبر ولهذا صدر فيها براءات لكل المتهمين عدا مبارك وحبيب العادلى، ففكرة الضغط وعلاقته بالنتائج ليست فكرة يقينية ولا شك ان القاضى جزء من المجتمع يتأثر بالرأى العام وهذا أمر لا نستطيع أن ننزع القاضى من مجتمعه وبالقطع تأثر القاضى بجزء مما يدور فى الرأى العام، لكن لا نستطيع ان نقول إن الذى اصدر الحكم هو الأولتراس، لأن بهذا الشكل نحن نحول القاضى إلى ببغاء، وهذا ليس صحيحا إنما القاضى جزء من مجتمعه، ولذلك ليس القضاء منزهًا عن الهوى، وليس صحيحا أن نقول إن أحكام القضاء أحكام إلهية، فهذا ليس صحيحا وهذه أحكام بشرية تصيب وتخطئ وبها انفعالات. ■ وكيف ترى الحكم وتوابعه؟ باعتبارى محاميًا وقانونيًا لم أعتد على فكرة التعليق على أحكام القضاء ولكن أؤمن بمناقشة أحكام القضاء فى سياق النطاق القانونى وليس فى إطار السياق السياسى ولم يعجبنى الاداء الإعلامى مع الحكم، واحدى القنوات التى كنت اشاهد الحكم فيها بمجرد صدور الحكم ظهرت المذيعة وهى تقول مفاجأة، وقالت انه "مثل حكم مبارك تم احالة المتهمين للمفتى". وهذا الكلام هراء لا علاقة له .» المتهمين للمفتى بمناقشة الاحكام او القانون ووفقا لقانون العقوبات المصرى قانون الاعدام يصدر بالإحالة للمفتى رأى المفتى هنا استشارى لأن المفتى عندما يقول لهيئة المحكمة لا تعدم فهو لا يملك ان يملى هذا الامر على القاضى، لأن القاضى هو الخبير الاول فى الدعوى، ورأى المفتى استشارى وفى العادة رأى المفتى فى الغالب لا يختلف عن رأى المحكمة، وبالتالى البعض الذى أراد أن يتعامل مع الحكم اليوم على أنه نوع من الخداع، وانه سيؤجل، والى غير هذا من الكلام عيب وهدفه التهييج، وليس له سند فى القانون وبالتالى "ان هذا الحكم تأجيل وليس إعداما هذا كلام مغلوط وكذب" ■ كيف شاهدت وقرأت ما حدث فى بورسعيد بعد النطق بالحكم؟ الوضع محتقن جدا، وبورسعيد تشعر بإحساس بالظلم والناس هناك تعتقد ان بعض الذين صدرت ضدهم أحكام أبرياء وهذا حق بعض الناس فى بورسعيد ولكن الحق المطلق هنا ان نلتزم بأحكام القضاء وان نحترم احكام القضاء ونطعن على احكام القضاء من خلال القضاء، وليس من خلال حرق المؤسسات والمنشآت وتعطيل الم احة فى قناة السويس أو اقتحام السجون، وإفراغها ممن فيها، وهذا الكلام انفعال يجب أن يتوقف مع كل الاحترام والمحبة لشعب بورسعيد، لكن لابد أن نراعى ونحترم حرمة الدم التى نسيناها فى صخب ما يحدث. ■ وما مضمون البيان الذى تقدمت به للحكومة بشأن هذه الاحداث؟ هو بيان ننعى فيه الشهداء الذين سقطوا والنظر بعين القلق على مستقبل البلاد، ونؤكد أننا لا نبرئ طرفا من المسئولية على تداعيات الاحداث، وخصوصا مؤسسة الرئاسة وحزب الأغلبية، وكذلك بعض التيارات التى سعت إلى زيادة الاحتقان، وناشدنا الجميع تغليب المصلحة الوطنية على غيرها، والوصول إلى نقطة لقاء عاقلة حتى لا يصل الأمر الى حرب أهلية، وقد تقدمت أنا ومجموعة من الشخصيات العامة والأحزاب المصرية بحزمة مطالب للخروج من الأزمة. ■ وما هو مضمون هذه المطالب؟ وقف كل أعمال العنف، وخروج الرئيس عن صمته وإصدار بيان يتعهد فيه بمحاسبة كل المسئولين عن دماء الابرياء التى سالت واحالة الأحداث الأخيرة الى قضاة تحقيق محايدين، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وإعادة تشكيل الفريق الرئاسى بشكل يضمن التنوع السياسى وتصويب قرارات الرئاسة التى لم تتسم بالحياد والانفصال عن حزب الأغلبية، وتجديد تعهد الرئيس بإجراء تعديلات دستورية على الدستور الحالى فى أول جلسة للبرلمان الجديد مع أخذ التعهدات الكافية لأحزاب الأغلبية بإقرار هذه التعديلات وعدم الالتفاف حول هذا المطلب، ونطالب الرئيس أن يعلن عن حوار وطنى حقيقى لتنفيذ أهداف الثورة وإنقاذ البلاد من حالة الانتحار التى تمر بها. ■ وهل هناك ضمانات لنجاح هذا الحوار؟ بالطبع، ومنها أن يتسع الحوار ليشمل كل الجهات والأحزاب والشخصيات العامة والقوى والحركات الثورية الفاعلة، على ان تتعهد هذه الجهات قبل بدء الحوار بالتمسك والالتزام الكامل بنتائج الحوار، وأن يتضمن جدول أعمال الحوار قضايا هامة وفى مقدمتها الوضع الاقتصادى بما يواجه من مخاطر وطرق مواجهتها، والانتخابات القادمة وضمان إجرائها بما يطمئن كل الأطراف وضمان نزاهتها، وموعد إجراء انتخابات مجلس الشورى خ ال المدة التى حددها الدستور، والعلاقات الخارجية المصرية فى ضوء المخاطر التى تحيط بالمصالح المصرية فى الأقاليم والعالم.