تصاعدت حدة الضباب الدخاني الكثيف الذي غطى أكثر من 3ر1 مليون كيلومتر مربع، أو ما يقرب من 14 \% من مساحة الصين، مما اضطر السلطات الصينية لعقد إجتماعات عاجلة على مستوى الحكومات المحلية بالعاصمة بكين ومناطق أخرى لمناقشة خطة للطوارىء للحد من تلوث الهواء الذي سببه بعض المصانع الكبري في هذه المدن إضافة لإجراءات أخرى لتلافي تأثيرات هذا التلوث الذي لم تشهده الصين من قبل وقد يؤثر على صحة الإنسان. ففي بكين، قررت حكومة المدينة إغلاق أحد أكبر مصانع السيراميك في إجراءات عاجلة لتخفيف حدة الغبار الملوث، حيث نقلت وسائل إعلام صينية رسمية عن نتائج مسح أجرى بالقمر الاصطناعي أن الضباب الدخاني الكثيف انتشر في منطقة في شمال شرق الصين بنسبة تزيد ثلاث مرات على مساحة ألمانيا، كما أصدرت الحكومة المحلية لبكين إشعارا أكثر صرامة، حيث علقت بالكامل جميع خطوط إنتاج بعض المصانع ما أدى إلى التوقف عن الإنتاج وهو ما يعني خسائر اقتصادية كبيرة للمصانع المغلقة. من جانبهم، يقول محللون إنه بمجرد أن يخف الضباب الدخاني وترفع حالة التأهب، فإن إنتاج هذه المصانع سيتم استئنافه مرة أخرى، وأنها قد تحتاج إلى تكثيف الإنتاج لتعويض خسائرها، لذلك لم تحل المشكلة حقا، في وقت يعتقد كثيرون أن الحكومة سوف تضطر إلى بذل المزيد من الجهد لخفض مصادر التلوث مستقبلا. من جانبها، ذكرت صحيفة (تشاينا ديلي) الصينية الصادرة باللغة الإنجليزية أن المسح الذي أجرته وزارة الحماية البيئية ذكر أن الضباب الدخاني غطى العاصمة بكين وأقاليم هيبى وتيانجين ومقاطعات خنان وشاندونغ وجيانغسو وانهوى وهوبى وهونان حيث أعلن مسئولون في بكين عبر رسائل نصية إلى سكان العاصمة البالغ تعدادهم 20 مليون نسمة، عن اتخاذ إجراءات طوارىء ضد التلوث وتوخي الحذر وارتداء الكمامات الواقية خاصة الصغار وكبار السن والمرضى. وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة المحلية قالت إن الضباب الدخاني الذي يخيم على بكين منذ منتصف يناير الجاري نجم عن مزيج من تلوث الهواء الحاد وظروف الطقس، حيث كانت من بين الإجراءات التي اتخذتها بكين لتقليل حدة التلوث هو الحد من استخدام السيارات الحكومية في شوارع المدينة وتعليق الإنتاج في 103 مصانع في الأيام التي يسجل بها تلوث جوي كثيف، إضافة للحد من العوادم والأدخنة الناجمة عن احتراق الفحم في المناطق الصناعية القريبة، حيث أن استهلاك الفحم في الصين ارتفع بنسبة 200 \% منذ عام 2000، ليصل إلى 50 \% من إجمالي الاستهلاك في العالم وذلك طبقا لتقارير دولية. من ناحية أخرى، ذكرت وسائل إعلام صينية أن جزءا كبيرا من الصين سيتعرض لمعاناة من الضباب والدخان وسيظل الهواء ملوثا بشكل يوصف بالخطير في الليلة القادمة، وقالت "إنه حتى الساعة ال10 صباح اليوم بتوقيت بكين ظلت الجزيئات العالقة في الهواء التلوث الرئيسي في بكين عند درجة 310 ميكروجرامات لكل متر مكعب في المتوسط خلال الساعات ال(24) الماضية، وكان الرقم المسجل في اليوم السابق 354 ميكروجراما في المتر المربع.