كتب عنه القلم بشهادة ميلاده ليكتب به أسطورة كتاباته، لتبرز في خيالات واقعه حروف الصبر محفورة في طيات اسمه، البلطجي بسلاح القلم، قاهر الظلام بنور مؤلفاته هكذا هو " صبري موسى "، إن اختلفت ألقابه إلا أن المسمى واحد لكاتب صحفى عاشق لرغباته الممنوعة باعثاً لرسالات عشقه المكتوم على مدار خمسون عامأً لمحبوبته الصحافة . ضربت أمواج بحره شواطيء دمياط بميلاده عام 1932 ، ليغوص في محيطات الموهبة الكتابية حافراً اسمه بين أعلام الأدب والصحافة، متسمة مؤلفاته بأعماقها التغلغلية فى نسيج المجتمع الحريري بخشونته، لتتشابك خيوطها الأخلاقية والاجتماعية في شبكة أدبية احترافية في كتابتها ، مختلطاً في أنحاء نفوس بلاده بمختلف طبقاتها ليتخذ من معرفته الميدانية ومغامراته الحياتية سلاحاً في رحلته مع القلم، ليبعث الحياة في حروف كلماته بتعاويذ الموهبة السحرية الثلاثية "حرفية الصحافي بقوة الأدب وشخصية الأديب المغامر"، مضيفاً بهارات التصوير الإبداعي للصورة ليحيي بكلماته حبه للرسم الذي دفعه للعمل مدرساً للرسم لمدة، لتتحول مواقفه المؤلفة إلى صورة لها اطارها وعناصرها الداخلية الرمزية . لينتقل بعدها لميادين المعارك الصحفية في عدة جرائد قومية ، ليبدأ كصحفي بجريدة الجمهورية ومن ثم كاتباً متفرغاً وعضو بمجلس الإدارة في مؤسسة روز اليوسف ليصبح في الأخير عضواً في اتحاد الكتاب العرب ومقرراُ للقصة بالمجلس الأعلى للثقافة . انتقل برواياته " فساد الأمكنة ، السيد من عهد السبانخ " وقصصه القصيرة " القميص،وجهاً لظهر "عابراً بأدب الرحلات لعالم الشاشة الكبيرة ليرتدى ثوب السيناريست بمؤلفاته السينمائية الخالدة مثل : الشيماء، قنديل أم هاشم ، البوسطجي،قاهر الظلام، رحلة داخل إمرأة، رغبات ممنوعة ، وأين تخبئون الشمس وغيرها العديد من السيناريوهات التي جسدت سينمائياً بإبداعات إخراجية منقطعة النظير . حاصداً على مر سنين مسيرته الإبداعية عديد الجوائز والتقديرات، بدءاً من جائزة الدولة التشجيعية في الأدب، متقلداً وسام الجمهورية للعلوم والفنون لمرتين، مروراً بالميدالية الذهبية الأمريكية لجائزة بيجاسوس للأعمال الأدبية الأجنبية، وأخيراً جائزة الدولة التقديرية . لتمتليء خزانة انجازاته بفيضانات الشكر والتقدير مستمرة في السيلان بإستحالة جود أي سد يمنع اصطدامها بشواطيء موهبته . هذا هو "صبري موسى " ببساطة الكلمات إن عجزت بتعقيدات تعبيرها عن وصف شخصيته التائهة في خيالات واقع كتاباته البديل .