فى رسالة بعث بها إلى محمود درويش، الشاعر الفلسطينى، بعد خروجه من حيفا، قال شحاتة هارون: «تحية من القاهرة، صخرتى التى لن أبيعها باللآلئ، حبيبتى التى لن أهجرها، أنت وأنا الأمل.. لو عدت أنت لحيفا وصمدت أنا فى القاهرة». مصرى ديانته اليهودية، عشق وطنه، وعاش على ترابه ودفن فيه، وظل يرفض الخروج منها، متشبثا بمصريته، مناهضا لما يسمى بدولة إسرائيل، التى تأسست على جماجم أطفال فلسطين، يساريا يؤمن بالعدالة الاجتماعية ويرفض معاهدة كامب ديفيد ويعلى صيحة: لا سلام مع احتلال. فى كتابه «يهودى فى القاهرة» كتب: لكل إنسان أكثر من هوية، وأنا إنسان مصرى حين يُضطهد المصريون، أسود حين يُضطهد السود، يهودى حين يُضطهد اليهود، فلسطينى حين يُضطهد الفلسطينيون.. هكذا كان إنسانا بامتياز ومصريا خالصا بامتياز ويبدو أن الأقدار أرادت له أن ينشأ مختلفا، فقد كان أبوه «الخواجة هارون» يعمل موظفا فى «شيكوريل» ولما لاحظ أن ابنه ضعيف العلم بتعاليم اليهودية أحضر له حاخاما لتدريسه إياها وحين لاحظ ضعفه باللغة العربية أحضر شيخا أزهريا، بينما كان يدرس بمدرسة «الفرير الكاثوليكية». هكذا تشربت نفس الطفل، الذى ولد سنة 1920 وتوفى 2001، مبادئ الإنسانية وأفكار التسامح والتعايش وعاش مؤمنا بالآخر.. وهو الإيمان الذى ساقه إلى إعلان العداء لدولة الكيان الصهيونى، لأنها تريد إلغاء الشعب الفلسطينى. فيما كان اليهود يبحثون عن مهرب مما كانوا يعتبرونه جحيم مصر، قرر «شحاتة» البقاء إلى درجة أنه رفض الخروج إلى فرنسا لعلاج ابنته «منى» من إصابتها بمرض فى الدم، لأن الحكومة اشترطت عليه الخروج بلا عودة.. فما كان إلا أن ماتت الطفلة بين ذراعيه. أحب عبدالناصر.. وعارض كامب ديفيد، وأوصى بألا يصلى عليه حاخام إسرائيلى، فاستقدمت ابنتاه نادية وماجدة حاخاما من فرنسا، ونشرت فى الصحف نعيه كما أحب أن يعيش.. إنسان مصرى يسارى يكره الظلم ويؤمن بالعدالة الاجتماعية، ويقف إلى جوار الإنسانية. هذا مصرى.. أحب مصر، لاحقته اتهامات بالخيانة، فبقى.. خسر فلذة كبده فبقى.. طورد فبقى.. اتهم بالخيانة والتجسس لصالح إسرائيل، فبقى.. ولم يهرب إلى ما يسمى أرض الميعاد، ولعله لو كان بيننا الآن، لسخر من دعوة الدكتور عصام العريان إلى الذين اختاروا المشروع الصهيونى وتنكروا لأرضهم بأن يعودوا إلى هذه الأرض. فى السطور المقبلة، نماذج أخرى للذين ولوا الأدبار وهجروا مصر بحثا عن حلم «أرض الميعاد».. ومنهم من حاربوا ضد بلدانهم الأصلية. ديفيد حاموى: لست نادمًا على الهجرة من وطن يعادينى لأنى يهودى عندما حاولت الالتحاق بالجامعة، قيل لي: عليك أن تغير اسمك من ديفيد إلى داود، حتى يتم قبولي.. شعرت آنذاك بالمرارة، فقررت أن أهجر مصر، غير نادم على هذا الوطن، الذى يعادينى لمجرد أنى يهودى. ويقول ديفيد الذى غادر مصر سنة 1962: عام 1948 كنت فى السادسة من عمرى، وحينها بدأ الصراع العربى الإسرائيلى «حرب فلسطين»، ولما كنت أغط فى النوم، سمعت قرعًا عنيفًا على الباب، وفجأةً اجتاح جنود المخابرات المصرية منزلنا بالقاهرة للتفتيش. أتذكر وجه والدى وعلمات الرعب ترتسم عليه، كان أبيض البشرة شاحبًا، وكان يضمنى إلى صدره ليهدئ من روعي، وعندئذٍ شعر أبى أن حياة السعادة فى مصر، ذهبت إلى غير رجعة. ويضيف «كانت السعادة تملأ حياتنا، بعد خطوبة زوجتى روزيت، وكان أحد الجيران قد أخبر الشرطة بأن عائلتنا، تعقد اجتماعات صهيونية، وجاءت المخابرات فى الليل للبحث عن أدلة وأسلحة، فقلبوا المنزل رأسًا على عقب وفتشوا كل زواياه ومزقوا المفارش، وأخذوا محتويات الأدراج، وفى صباح اليوم نفسه أصيب والدى بنوبة قلبية بسبب ما حدث، هذا رغم أنه كان رجلاً قوياً وصاحب شركة لصناعة النسيج ومتعهد عقارات. ويضيف ديفيد «كنت فى القاهرة أثناء نشوب ثورة يوليو عام 1952، وأتذكر أن الدخان غطى سماء العاصمة المصرية» فى الأيام التى أعقبت خروج الملك فاروق إلى إيطاليا، وسيطرة جمال عبدالناصر على مقاليد الحكم، وكان والدى قد وافته المنية قبل بضعة أشهر من قيام الثورة، وكنا وحدنا مع والدتي، لم نكن نعرف أى مصير ينتظرنا، خصوصًا أن نظام عبدالناصر كان معادياً لليهود.. حسب قوله. ويقول: كنا خائفين جداً، وعندما اندلعت حرب السويس فى عام 1956، اختبأت مع عائلتى فى المناطق الريفية خارج القاهرة، وأتذكر صوت الطائرات ودوى المدافع المضادة للطائرات، اتذكر اختبائى تحت السرير وطلاء المصابيح باللون الأزرق حتى لا تتمكن الطائرات من رؤية المنزل، وخلال نفس الفترة بدأ ناصر ترحيلنا وتأميم جميع ممتلكاتنا. ويتابع قائلاً: اضطرت شقيقتى وزوجها إلى مغادرة مصر، وسافرا على متن الطائرة الأولى التى غادرت مصر وفى حوزتهم 20 جنيها لا أكثر، وأُغلقت حساباتهم المصرفية، وتركوا منازلهم، ولم تصب أسرتى بأذى، «كانت والدتى أرملة ولديها أطفال صغار لم نفكر مطلقًا بأننا نشكل تهديدا على مصر. قصدت فرنسا.. وهناك استقبلتنى إحدى المنظمات الصهيونية العاملة بمجال تهجير اليهود إلى «أرض الميعاد».. لقد أرسلهم الرب لإنقاذي. «جوزيف واحد» إسرائيلى من أصل مصرى: هجرت القاهرة هربًا من «معاداة السامية» وسأدافع عن «أرض الميعاد» ضد الإخوان مازلت أحمل فى ذاكرتى بعض ذكريات عن مصر وشعبها، حيث عشت فى عصر البراءة بالقاهرة، وحين كنت ألعب الكرة فى الشوارع، مع محمد ومصطفى وبطرس. هكذا تحدث جوزيف واحد، الإسرائيلى الجنسية من أصول مصرية، عن حياته بمصر، وذكريات الخروج منها، قاصدًا الدولة الصهيونية. جوزيف البالغ من العمر الآن، نحو 76 سنة، وخرج من مصر، فيما كان فى نحو الخامسة عشرة من العمر. يقول: والدى وجدى من المصريين اليهود، لكنى إسرائيلى وسأبقى ضد كل أعداء «دولتنا» وعلى رأسهم الإخوان المسلمين الذين يريدون القضاء على دولة إسرائيل «كما يدعي». ويتابع قائلاً: «أنتمى إلى ما يقرب من مليون لاجئ يهودي، من الإسرائيليين من أصول عربية، ممن تم طردهم من تسع دول عربية، تاركين خلفنا ميراث كبير من الثقافة والتراث والممتلكات الدنيوية، واليوم هناك أقل من ثمانية آلاف يهودى يعيشون فى الدول العربية، بعد تهجيرنا. وردًا على سؤال عما إذا كان قد تم تهجيره أو هاجر بمحض إرادته يقول: بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ظهرت فى مصر قوتان، هما جماعة الإخوان المسلمين التى كانت تعادى اليهود، وتسعى لتهجيرهم عن عمد، والقومية العربية.. وبالتوازى مع ذلك، ظهرت دولة إسرائيل، «أرض الميعاد»، فطبيعى أن يكون خيارى الرحيل. كان العداء لليهود قد بلغ أشده مع نجاح قائد الجيش النازي، روميل ثعلب الصحراء من اجتياح ليبيا، وتأهبه لدخول مصر، حيث بدأ بعض المصريين يرفعون لافتات مكتوباً عليها: «مرحبًا رومل».. عندئذٍ شعر والدى أن المستقبل ليس على هذه الأرض، لأن «معاداة السامية».. سكنت فى نسيج المجتمع المصري. ويقول: كانت هذه حقبة حالكة الظلام من تاريخنا، وكان لابد من الخروج، وهكذا ضاع كل ما كان يتحلى به المصريون من ثقافة التسامح والانفتاح على الآخر، رأيت كيف تحول الحب الى غضب أعمى وسلوك عنصري؟ وتم قتل المئات من اليهود ووضع الكثير منهم فى السجن، وخسر رجال الأعمال ممتلكاتهم، وكانت طريقة العرب فى التعامل معنا وحشية جدا وخاصة فى العراق وسوريا واليمن ومصر، حيث ردد المصريين فى القاهرة «إن اليهود هم كلاب العرب»، ووضع اليهود فى المعتقلات خلال حرب «الأيام الستة» التى كسرت ظهر المصريين.. حسب تعبيره. ولم يشأ جوزيف الخوض فى حديث عن انكسار أسطورة الجيش الذى لا يقهر فى حرب «الساعات الستة» ومن قبلها الاستنزاف متجاوزًا السؤال إلى مواصلة حديث الخروج من مصر حيث يقول: خرجنا من مصر، وقررنا أن نشارك فى تأسيس دولتنا التى نعيش فيها كرماء، ونجحنا واعترف العالم بنا رغم أنف العرب. لا نريد العودة إلى مصر، ولا نرغب فى وطن باستثناء دولتنا، وعلى العرب ألا يفكروا فى مناوشتنا، فدولتنا أصبحت قادرة على ردع الذين يريدون القضاء عليها، نسينا كل أيامنا فى مصر، ولا نريد تذكرها، ولا تعنينا دعوة عصام العريان، بالعودة لأننا لا يمكن أن نعود إلى بلد تحكمه جماعة الإخوان. ويختتم قائلاً: لو وقعت حرب بين مصر وإسرائيل، سأكون إلى جانب دولتي.. التى ليس لى دولة سواها، دولة إسرائيل. مايكل دانا: هاجرت من مصر خوفًا من هتلر.. وأسست صناعة النسيج فى إسرائيل يبلغ الإسرائيلى من أصول مصرية مايكل دانا، من العمر الآن نحو 77 عامًا، لكن ذاكرته قلما تخونه حين يتحدث عن ذكرياته فى مصر، التى غادرها بعد وفاة والده سنة 1945، وذلك «كما يزعم» بعد طرده منها. يقول: ذكرياتى الأولى عن مصر تدور حول حقبة الحرب العالمية الثانية، حيث كانت لدى والدى مخاوف كبيرة من تمكن جيش هتلر من اجتياح مصر، شعر اليهود بمرارة كبرى حين رحب المسلمون بجيش هتلر وطالبوه بتخليصهم من الاحتلال الإنجليزي.. كان هذا يعنى بالضرورة إحراق اليهود، كما حدث فى الهولوكوست النازي. هذه الفترة صدرت قوانين ساهمت فى فقدان اليهود لوظائفهم، ولما ضاق الرزق، بدأت أسرتى تهاجر.. عمى ارتحل إلى الأروجواي، وخالى إلى إسرائيل، وبدأت الاتهامات بالتجسس تنهال على اليهود، بعد وصول الضباط بقيادة عبدالناصر إلى الحكم. بعد العدوان الثلاثى على مصر، بدأت الملاحقات الأمنية تزداد، وتم تجميد حسابات مصرفية لأسرتي، وكنت آنذاك أدرس بإنجلترا، وبصعوبة بالغة تمكنت والدتى من إرسال الأموال لى هناك، لمدة ثلاث سنوات، حتى التحقت بالجامعة بالولاياتالمتحدة.. ومن ثم غادرت مصر، وتركت ما تبقى من أموال هناك. وفى سن السادسة عشرة، كنت طالبا بالتكنولوجيا والهندسة النسيجية فى برادفورد، عشت هناك دون أسرتى، حيث كان عمى يعيش فى ميلانو، والآخر يعيش فى نيويورك، ووالدتى فى ذلك الوقت انتقلت إلى الأرجنتين، وكانت أختى لا تزال تعيش فى مصر. بعد التخرج هاجرت إلى إسرائيل، عام 1960 حيث تم بناء قاعدة صناعة المنسوجات التى كانت واحدة من الصناعة الرئيسية هناك، وتوفرت لى الفرصة، حتى أصبحت واحدًا من أهم وأبرز رواد هذه الصناعة بإسرائيل.. بل إنى أعتبر نفسى مؤسس صناعة النسيج هناك. كانت الحياة فى إسرائيل صعبة بالنسبة لي، فعاداتى كانت كعادات كل المصريين، والمجتمع غربى الطابع، ولم أكن أتقن العبرية، فشعرت بشيء من الغربة أول الأمر، لكنى لصغر سنى سرعان ما تأقلمت، خلافًا للكبار فى السن، الذين لم يتمكنوا من التأقلم مع الظروف الجديدة، وعاشوا فى «أرض الميعاد» غرباء. ويقول: أعتقد أنى فعلت القرار الصائب، ولست نادمًا على الهجرة من مصر، فهى وإن كنت أحمل لها ذكريات طيبة، لم تعترف بنا وعاملتنا بعدائية شديدة، هذا خلافًا لدولتنا.. لكن ماذا عن معاملة ما تسميه بدولتكم للفلسطينيين.. السكان الأصليين على أرضهم التى استعمرتموها؟ هذا سؤال لا يجيب عليه مايكل دانا. «مارك خضر» اليهودى المصرى فى أمريكا: أحب الملوخية وأغانى أم كلثوم وفريد ورفضت الهجرة لإسرائيل «عت كملك فى مصر»، جملة استهل بها مارك خضر اليهودى المصرى البالغ من العمر 63 عاماً ويعيش حاليًا فى فرنسا. ويقول: خرجت مع عائلتى مع حرب 1967، وكنت فى نحو الثامنة عشرة من العمر، ولظروف ما لم ألتحق بالجامعة، فعملت مدرسًا للرسم بمعهد أمبوسكو، وحصلت على راتب حوالى 18 جنيهًا فى الشهر. كان هذا المبلغ كبيراً بما يكفى لأن أعيش كالملوك بالقاهرة، التى لم أفكر يومًا الخروج منها، لكن فى صبيحة السادس من يونيو عام 67، ألقى القبض على من ضمن كثيرين من المصريين اليهود، وانهارت فكرة التعايش السلمى بين أتباع الديانة اليهودية والمسلمين فى مصر، يوم ألقى القبض علينا، ووجدنا أنفسنا سجناء فى سجن أبوزعبل الذى يبعد ساعتين عن القاهرة. وفى صباح اليوم التالى أُجبر 400 من السجناء اليهود على الجرى فى الفناء، فيما كان أحد الجنود المصريين يقوم بضربنا بالحزام، وسألنى إذا كان لدى مشكلة فى قلبي، الذى كانت دقاته سريعة جداً، لشدة خوفى فقلت: نعم.. فوضعنى فى غرفة أخرى للمسنين والمرضى، وكانت الغرفة رقم 24 بنفس حجم غرفة رقم 21، ومرة أخرى حُشر فى داخلها ستون شخصاً، وأثناء الليل شكلوا ثلاثة صفوف فى كل منها عشرون شخصا، ولما ذهبت إلى الحمام ليلاً رجعت فلم أجد مكانى لأن شخصاً آخر انتقل إليه. ويضيف خضر «بعد أيام قليلة جاء قطار من الإسكندرية محملاً ب 200 يهودي، وكانوا متعبين ومصابين بجروح بعد قضائهم مدة طويلة فى القطار، وقال المصريون هؤلاء «أسرى حرب تم القبض عليهم بعد إسقاط طائرات إسرائيلية» وأثناء سفرهم ضُربوا بالحجارة. ظللت فى أبوزعبل لمدة ثمانية أشهر قبل نقلى إلى «سجن طره»، الذى كان على مسار الطائرات الحربية الإسرائيلية. ويعتقد خضر بأن المصريين أرادوا أن يفجر الإسرائيليون السجن وقتل السجناء اليهود الموجودين داخله، وأنه رأى فى إحدى المرات طائرة إسرائيلية تحلق فوقهم على ارتفاع يقل عن ارتفاع منخفض، فرأى «نجمة داود» عليها، وكان الطيار يعرف بأن فى السجن يهودًا، فأسقط قنابله باستثناء السجن الذى كنا فيه، رأيت بعض الدخان الأسود واعتقد المصريون أنه تم إسقاط الطائرة ولكنها حلقت عاليًا جداً فى الهواء وبسرعة كبيرة. وبعد مرور 3 سنوات وشهر واحد أُفرج عنى وطُردت من مصر، وانضمت إلى والدتى وأختى وأخى ووالدى وسافرنا معًا إلى باريس، وعشت هناك لمدة ثمانية أشهر أعمل فيها فى متجر لبيع الملابس النسائية. ويقول: فى فرنسا اكتشفت المعنى الحقيقى للحرية، ثم انتقلت مع عائلتى إلى سان فرانسيسكو، حيث كان شقيقى الأكبر قد وصل إليها قبل حرب 1967 وعمليات الاعتقال التى أعقبتها، وفى سان فرانسيسكو عملت فى متجر آخر لبيع الملابس لمدة عشر سنوات، واشتريت متجر «تيون – آپ شوپ»، وهو فرع من امتياز منتشر فى جميع أنحاء الولاياتالمتحدة، ثم التقيت بزميلة يهودية مصرية وتزوجت منها ولنا ثلاثة أطفال. ويختتم كلامه قائلاً: لم أحب الذهاب إلى إسرائيل، فأنا مازلت مصريًا رغم كل شيء، وطباعى رغم خروجى من مصر منذ أكثر من 45 عامًا مازالت مصرية، وأحب الطعام المصري، وخصوصاً الملوخية، وأعشق أغانى فريد الأطرش وأم كلثوم.. ربما أعود يومًا ما، ربما.. لولا الحرب لما كنت خرجت من مصر.