تعلوب هو الشخص النادر فى هذا الزمن، فالمسؤول العادل المخلص لوطنه لم يعد موجودا. كان تعلوب مشرفا على خزانة الغابة، وكان الأسد يثق به كثيرا لإخلاصه بالعمل ولحبه للعدل والمساواة، ولذلك عينه فى هذا المنصب فتآمر عليه القرد والذئب والنمر فسجنوا، ثم خططوا للهروب من السجن والاستيلاء على السلطة فى الغابة.
مسلسل الأطفال «تعلوب» عرض فى أوائل التسعينيات من تأليف «عزت عبدالوهاب» وإخراج محمود إبراهيم وأداء صوتى لأحمد ماهر وعبدالعزيز مخيون الذى يرى أن هذا المسلسل قدم قيما ومبادئ رفيعة لأطفال جيل الثمانينيات والتسعينيات الذين هم الآن شباب الثورة، وأثر فيهم وفى حبهم لوطنهم، فهو مسلسل بناء جعل الأطفال إيجابيين وفعالين وأيضا سياسيين ومشاركين فى أحداث الوطن.
مضيفا أن هناك تشابها بين أحداث المسلسل والواقع الذى تعيشه مصر الآن، فالمؤامرة على الغابة تشبه المؤامرة على مصر فى الواقع، فالمؤلفون دائما يهربون إلى عالم الحيوانات وتجسيدها حتى يجدوا مساحة أوسع للتعبير والهروب من الرقابة.
ويشير مخيون (أو تعلوب) إلى أن العدل والمثالية فى الحكم هما الحل كما كان يفعل تعلوب، ونحن دائما باحثون عن العدالة الاجتماعية والمساواة وهذه هى القيم التى نتمناها والتى ننادى بها دوما، مضيفا صعوبة دوامها بسبب وجود الصراعات، وأن هناك قوى تتغلب على قوى أخرى لتمسك بالسلطة.
أما مخرج المسلسل محمود إبراهيم فيرى أن «تعلوب» وأحداث الغابة تتطابق مع الوضع الذى تشهده مصر الآن مع اختلاف وحيد هو «أن الغابة لها قوانين تحكمها، أما الواقع الذى تشهده مصر الآن فهو يسير بلا أى قانون، إضافة إلى أن حيوانات المسلسل قامت بعمل مجلس إدارى للغابة، وانتخابات وأشرفت عليها بنزاهة، واحترمت القانون والقضاء.