أدى الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، صلاة الجمعة اليوم في مسجد الشربتلي بالتجمع الخامس، وهو المسجد الذي تظاهر عنده عدد من المصلين عقب صدور الإعلان الدستوري في فبراير الماضي، وبصحبته ابنه عبدالله. وطالب المصلون مرسي بإلقاء كلمة، لكنه انصرف دون أن يتحدث، وشهد المسجد إجراءات أمنية دقيقة لتفتيش المصلين. وبعد الصلاة، هتف بعض المصلين مطالبين بالإفراج عن المعتقلين في السعودية والإمارات، كما طالبوا بأداء صلاة الاستسقاء وتفعيل القانون ضد البلطجية. وأكد الدكتور محيي عفيفي، عميد كلية الدعوة الإسلامية الأسبق خطيب مسجد الشربتلي، ضرورة شعور المسلم بأنه فاعل في المجتمع وجزء منه، مشيرا إلى مرور 521 عاما على سقوط الأندلس، التي علَّمت الغرب معنى التقدم والحضارة. وأكد عفيفي أن المجتمع المسلم لا يعرف الفردية، بل يهتم بالتعاون والتلاحم، لذا يقول الله تعالى: "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، مشيرا إلى أن التكريم والاحترام في الإسلام للإنسان لكونه إنسانا، دون النظر إلى ديانته أو جنسيته أو لونه، وأضاف أن شعور الانتماء للوطن يملي على كل مسلم أن يكون انتماؤه لله ورسوله أولا ثم لوطنه وبني وطنه، لأن الإسلام لا يعرف منطق الأنانية والشح، ولا منطق "أنا ومن بعدي الطوفان"، إنما يرمي لترسيخ الصلات بين المسلمين، لأنهم أشبه بالجسد الواحد. وحول سقوط الأندلس قال إن السبب فى سقوط آخر المعاقل الاسلامين هو انفراط عقد الأمة وزالت دولة الإسلام هناك، بسبب عدم تطبيق شرع الله وانغماس المسلمين وحكامهم في الملذات وتشييد القصور، وبعد أن أصبح الهدف هو المغنيات والراقصات والمغنين، كما انهارت عندما تحالف بعض حكام المسلمين مع خصوم الإسلام، لافتا إلى أن العلماء هم المنوط بهم جمع كلمة الأمة. وختم الشيخ خطبته باكيا: "اللهم وحد صفوف المصريين وأعد لمصر مجدها وعهدها، وانصر الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها".