رصدت الصحف الغربية الصادرة اليوم "الأحد" أهم الأحداث التي شهدتها سوريا في العام الجاري ومدى تأثيرها على الدول المجاورة. حيث ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أنه مع اقتراب نهاية 2012 تتجه سوريا نحو نهاية دموية وفوضوية لاحتجاجات بدأت سلمية ضد نظام استبدادي. ورأت الصحيفة - في مقال لها أوردته على موقعها الإلكتروني - أن تداعيات الحرب الدائرة في سوريا ربما تكون كارثية بحيث تهدد بزعزعة كثير من دول الشرق الأوسط وتقدم لتنظيم القاعدة قاعدة عمليات جديدة، وقد تؤدي إلى نقل أو حتى استخدام الأسلحة الكيماوية. وأوضحت أن الأزمة السورية نتجت - في المقام الأول - عن وحشية وضراوة نظام الرئيس بشار الأسد ومستشاريه المقربين بجانب مؤيديهم في إيرانوروسيا، غير أنها تعكس أيضا فشلا واسع النطاق لقيادة الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة لهذه الأزمة، والتي تعد الأسوأ منذ أزمة الإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا قبل عقدين مضيا. وأشارت (واشنطن بوست) إلى أن وقوف روسيا والصين في مجلس الأمن الدولي عائقا أمام أغلب مشروعات القوانين الدولية التي تدين العنف في سوريا من خلال استخدام حق النقض (الفيتو) مما جعل الإدارة الأمريكية تفشل في اتخاذ خطوات لتغيير الوضع في سوريا. وتابعت أنه بدلا من ذلك وقفت الدول الحليفة للولايات المتحدة، مثل بريطانيا وفرنسا وتركيا تشاهد باستياء بالغ المأساة ، بينما قام البيت الأبيض بخلق الأعذار تلو الأعذار لتبرير سلبيته الدائمة والتي كانت آخرها زعم أن إمداد الثوار أو حتى المنظمات المدنية بمساعدات أمريكية مباشرة يعد أمرا غير قانوني. ونوهت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية بأن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما حرصت خلال العام الجاري على تبني دبلوماسية عقيمة من خلال دعم مهمة المبعوث الأممي إلى سوريا كوفي عنان الذي قدم استقالته مؤخرا وتولى من بعده الأخضر الإبراهيمي، ومحاولة تحقيق احتمال بعيد المنال بدعم روسيا للتوصل إلى فترة انتقالية تفاوضية تزيح الأسد عن سدة الحكم وتشكيل حكومة ائتلافية. ومع ذلك ..ذكرت (واشنطن بوست) أن موسكو قد تكون مستعدة أخيرا لدعم خطة انتقال سياسي نسبة احتمالات تمريرها تكاد تكون معدومة نظرا لأن قوات المعارضة التي تتحرك ببطء لكنها تحافظ على انتصاراتها بما جعلها صاحبة اليد العليا في المعارك مع النظام، أصبحت لا ترغب في التفاوض مع نظام الأسد. واختتمت الصحيفة مقالها بأن رجحت أن السيناريو المتوقع وقوعه هو أن قوات المعارضة سوف تنتصر في معركتها في غضون الأسابيع أو الأشهر القادمة أو على الأقل ستدفع الأسد إلى التراجع إلى معقله العرقي الأخير على ساحل البحر المتوسط فإن كان العالم أكثر حظا فسيتحقق هذا السيناريو بسرعة نسبية وإن لم يكن كذلك فسيحدث انقلاب داخلي يطيح بالأسد. ومن جانبها. ذكرت صحيفة (الإندبنتت) البريطانية أن الانتقال من دمشق إلى بيروت يبدو وكأنه انتقال من كوكب لكوكب أخر فما يعد واضحا أن ما يحدث في سوريا الآن أصبح مثيرا للجدل في لبنان. وأوضحت الصحيفة - في تقرير لها أوردته على موقعها الإلكتروني - أن وسائل الإعلام خارج سوريا أصبحت دائمة الحديث عن قرب انتصار الثوار وهزيمة قوات الأسد، في تجاهل صريح لحقيقة أن نظام الأسد مازال الجهة التي تسيطر على معظم وأهم المدن في سوريا حتى الآن. واعتبرت أن ما يفسر اختلاف التصورات بداخل وخارج دمشق هو الطريقة التي تصف بها وسائل الإعلام الإقليمية والدولية أوضاع الحرب في سوريا ، لاسيما في ضوء قلة أعداد الصحفيين الأجانب في سوريا نظرا لصعوبة الحصول على تصريح للدخول. وأشارت إلى أنه على الرغم من سماع دوي قصف المدفعيات في أحياء دمشق إلا أن المدينة لا تعد محاصرة وهو ما يتجلى في استمرار فتح الطرق الشمالية المؤدية إلى حمص والجنوبية المؤدية إلى درعا بجانب فتح الطريق الدولي المؤدي إلى بيروت، فعندما تنجح المعارضة في الاستيلاء على أحد الأحياء تأتي القوات الحكومية لاستعادتها من خلال قتل البعض وإجبار البعض الأخر على الرحيل. وتناولت الصحيفة مخاوف الذين يعيشون في أحياء دمشق التي لم تتضرر حتى الآن؛ حيث تنتابهم مخاوف مما يحمله المستقبل القريب خاصة في ضوء تفاقم المشاكل اليومية التي يعانون منها مثل انقطاع الكهرباء ونقص الغاز والمواد الغذائية. وذكرت أنه في الوقت الذي تعترف فيه الولاياتالمتحدة ، وحلفاؤها في الغرب بالائتلاف الوطني المعارض الجهة الشرعية عن الشعب السوري ، أدرجت الإدارة الأمريكية جماعة (جبهة النصرة) المعارضة في قائمة الإرهابيين.