أشعلت حادثة اغتصاب جماعي لطالبة لم يتعدى عمرها 23 عاما فى حافلة نقل عام فى نيودلهي احتجاجات لم يسبق لها مثيل بنيودلهى، وسلطت هذه الحادثة البشعة قضايا فساد وقضايا حقوقية وخصوصا عندما يتعلق الأمر باحترام الذات والحق في العيش بكرامة. وأشارت الصحف العالمية، أن الفتاة أشعلت ثورة مفاجئة، وتسببت فى موجة من الاحتجاجات تعتبر الأوسع في العاصمة الهندية منذ مظاهرات عام 2011 والتى قامت بسبب فساد الحكومة التى توصف بأنها حكومة ليس لديها أى فكرة عن مطالب الشعب الهندى، ولا تشعر بنبض الشارع الهندي.
ووفقا لصحيفة الديلي تلجراف البريطانية، انه قد وجد رئيس الوزراء الهندى مانموهان سينغ نفسه فى موضع دفاعى حيث قام باستخدام العنف ضد االمحتجين، ولكنه قام مؤخرا بمحاولات لتهدئة الرأى العام الغاضب فى نيودلهى والمدن الهندية المجاورة، وقامت سونيا غاندي زعيمة حزب المؤتمر الحاكم بمقابلة بعض المحتجين لسماع مطالبهم، وأغلبهم ممن يشعرون بالاحباط حيث يعتبرون الحكومة الهندية حكومة ضعيفة وبها قيادة متدنية في مواجهة القضايا الاجتماعية والاقتصادية، وأوضح المحتجين ان الحكومة لابد ان تتعهد باستبدال عقوبة السجن مدى الحياة للمغتصبين، إلى عقوبة الإعدام ، وقال سوشيل كومار شيندى وزير الداخلية أن الحكومة الهندية تدرس تعديلات فى العقوبات على الجرائم التى تمارس ضد المرأة فى الهند
وتأتى تلك الجرائم فى حق المرأة فى الهند بسبب المجتمع الذكورى، وازدراء القانون العام، وضعف الشرطة وزيادة عدد السكان المهاجرين، والتمييز الطبقي حيث يعاني الفقير الذل والمهانة بعكس الغنى فى الهند، وأوضحت الاحصاءات أن نيودلهي تشهد جريمة جنسية كل 18 ساعة أى بمعدل أكثر من 700 حادثة اغتصاب فى العام الواحد ولكن الجريمة الاخيرة كانت القشة التى قسمت ظهير البعير وأججت الاضطرابات التى تعيشها البلاد على المستوى الاجتماعى والسياسي والاقتصادي
وقد حاولت الحكومة الهندية وقف ارتفاع الغضب من خلال الإعلان عن سلسلة من الإجراءات تهدف إلى جعل دلهي أكثر أمانا بالنسبة للمرأة وتشمل الدوريات الليلية للشرطة، والرقابة على سائقي الحافلات ومساعديهم، وحظر الحافلات ذات النوافذ الداكنة أو الستائر يذكر أن الضحية التي تبلغ من العمر 23 عاما تعرضت يوم 16 ديسمبر للضرب والاغتصاب الجماعى لمدة ساعة تقريبا وألقيت من حافلة متحركة في نيودلهي، وحالتها ما زالت حرجة وتخضع لجهاز التنفس الصناعي.