كشف تقرير حكومي يمني أن مساحة الأراضي المزروعة بالقات في اليمن طغت على مساحات المحاصيل الأخرى حيث ارتفعت المساحة المزروعة من القات للعام 2011، حسب إحصاءات وزارة الزراعة والري إلى 162 ألفا 584 هكتارا عما كانت عليه في العام 2010، حيث بلغت 159ألفا و671 هكتارا. وبلغ إنتاج هذه المساحة المزروعة للعام 2011، حوالي 180 ألفا و630 طنا، فيما كان في عام 2010، 176 ألفا و435 طنا. وسجلت وزارة الزراعة المساحة المزروعة من الحبوب والخضروات والفواكه والبقوليات والمحاصيل النقدية والأعلاف للعام 2011، بمساحة مليون و411 ألفا و929 هكتارا، وكان إنتاج هذه المساحة المزروعة حوالي 5 ملايين و125 ألفا و9 أطنان، وأشارت الإحصاءات الي تراجع المساحة المزروعة من هذه المحاصيل مقابل شجرة القات. وقد كشف التقرير أن الإنفاق على شراء "القات" يستحوذ على نسبة تتراوح بين 26 و 30 بالمائة من دخل الأسرة محتلا المرتبة الثانية بعد الغذاء؛ الأمر الذي يشكل عبئا على ميزانية الأسرة خصوصا ذات الدخل المحدود، فيما يعتبر لدى البعض في المرتبة الأولى قبل الغذاء من حيث التكلفة والإنفاق. وكانت الحكومة سعت خلال سنوات الخطة الخمسية الاقتصادية الثالثة 2006 وحتى 2010 إلى إيجاد بدائل لزراعة واستهلاك "القات" بوصفه ظاهرة اجتماعية يومية مكلفة اقتصاديا، وضارة صحيا. ويتعاطى نسبة كبيرة من اليمنيين "القات" بالمضغ عن طريق الفم كعادة من بعد ظهر كل يوم في جلسات جماعية وفردية يطلق عليها شعبيا "المقيل"، وتمتد إلى الليل، حيث قدر حجم الإنفاق الشعبي على تناول "القات" بنحو 250 مليار ريال سنويا،فيما تصل الساعات المهدرة جراء جلسات تعاطيه إلى نحو 20 مليون ساعة عمل في اليوم بإجمالي 2ر7 مليار ساعة في السنة. وتشير الإحصاءات إلى وجود أكثر من 700 نوع من السموم والمبيدات في السوق اليمنية يستخدم معظمها لرش أشجار القات، وتظل ضمن أهم الأسباب الرئيسة المرتبطة بتوسع انتشار مرض السرطان في اليمن ذات علاقة وطيدة بسموم المبيدات التي تستخدم في القات. ولا تزال قائمة المبيدات في تزايد مستمر. وفي تقرير لمنظمة الصحة العالمية قدر عدد من يصيبهم السرطان في اليمن ب 20 ألف شخص سنويا، فيما تصل نسبة الوفيات 60 بالمائة من هذا العدد أي 12 ألف شخص في السنة، ويتماثل للشفاء وبحسب التقرير الدولي ما يتراوح نسبته بين 25 و 30 بالمائة من المصابين، ويعيش لأكثر من عام 10و 15 بالمائة منهم. من جهة أخرى كشف تقرير في الجهاز المركزي للإحصاء اليمنى عن تراجع في إنتاج العنب- على سبيل المثال- إلى 83ر1 ألف طن عام 2005 مقارنة ب 130ر7 ألف طن عام ،2001 كما تراجعت المساحة المزروعة إلى 18ر4 ألف هكتار من 9ر6 ألف هكتار في عام 2001. ويعزو التقرير أسباب التراجع في مساحة وإنتاج العنب إلى تزايد الزحف العمراني على الأراضي الزراعية الخاصة بزراعته، إضافة إلى الهجرة الداخلية من الريف إلى المدينة وزراعة القات.