أدان أحدث تقرير صادر عن لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا ممارسات من أسماهم ب"مجموعات المتمردين المناهضة للحكومة"، متهما هذه المجموعات بارتكاب أعمال قتل وتخريب لا تستثنى المدنيين العزل أو المناطق السكنية. وأفاد التقرير الذي يغطي الفترة ما بين 28 سبتمبرالماضي و16 ديسمبرالجارى أن هذه المجموعات تضم فى صفوفها العديد من المحاربين الأجانب الذين يرتبطون بعلاقات وثيقة مع متطرفين ،لديهم أجندات خاصة بعيدا عن مطالب الديمقراطية والحرية، مؤكدا أنه لا حل للصراع الدائر فى سوريا الآن سوى الحل السياسى، التفاوضي. وقال رئيس اللجنة "باولو بينهيرو" فى مؤتمر صحفى عقده الليلة الماضية ان المعارضين قد ارتكبوا العديد من الجرائم و ان النظام لا يتحمل وحده مسئولية ما يحدث الآن فى سوريا من انتهاكات لحقوق الانسان ، لافتا الى ان الأقليات فى سوريا قد أنخرطت للمرة الأولى فى الصراع حيث تقوم بالتزود بالسلاح دفاعا عن نفسها لاسيما وان المعارضة ،وفقا لشهادات حية لما يزيد على ألف ومائتى شخص تم استجوابهم من قبل اللجنة ، قد ثبت تورطها فى ارتكاب أعمال تعذيب و ممارسات غير انسانية . ولفت الى ان اللجنة بصدد جمع المعلومات بهذا الصدد لطرحها على الجهات المعنية تمهيدا لاحالة كل من ثبت تورطه فى مثل هذه التجاوزات الى المحكمة الجنائية الدولية للمحاكمة ،مؤكدا ان تزويد المعارضة بالسلاح من شأنه تعقيد الوضع فى سوريا و أستبعد ان يساهم هذا الأمر فى حسم المعركة لصالح هذا الطرف أوذاك.
وأكد رئيس لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا "باولو بينهيرو" فى مؤتمره الصحفى أن الحرب فى سوريا ليس فيها امكانية لأى انتصار عسكري، و جدد دعم اللجنة الأممية لمهمة المبعوث الدولى و العربى "الأخضر الابراهيمى" فى سوريا، مشددا على ضرورة العودة الى اتفاقية جنيف التى تم التوصل اليها فى شهر يونيو الماضى حول سوريا كمرجعية وخارطة طريق صالحة لاطلاق مفاوضات بين النظام والمعارضة من أجل وضع حد لدائرة العنف المحتدمة فى هذا البلد بحيث يمكن توفير الحماية للمدنيين.
وحذر "باولو"من التدهورالسريع للوضع الانسانى فى سوريا خلال الفترة التى تمت خلالها صياغة التقرير حيث تم رصد صعوبة الحصول على الطعام وعلى المياه الصالحة للشرب والوقود من قبل المواطنين خاصة فى منطقة "أدلب" و"لاتاكيا" وفى شمال حلب، لافتا إلى ان التيار الكهربائي قد تعرض للانقطاع أكثر من مرة فى مدينة "حلب" كما ان الوضع في "أدلب" لم يكن أفضل حالا حيث يعانى المواطنون من نقص حاد فى الوقود وفى الغاز التي تحتاجه المنازل، إضافة إلى انقطاع المياه لفترات طويلة واختفاء المواد الغذائية الأساسية كالخبز من الأسواق .
وواصل رئيس اللجنة الدولية قائلا:" في بعض المناطق، يزدادالوضع الإنسانى سوءا بسبب تدمير وهدم مناطق سكنية، ما يحول دون عودة النازحين داخلياالى ديارهم التي تهدمت"، مشيرا إلى انه من المتوقع أن يصل عدد اللاجئين السوريين خلال الشهور القليلة القادمة إلى 700 ألف لاجىء جديد، إضافة إلى 2 مليون لاجىء كان مكتب التنسيق للشئون الانسانية لدى الأممالمتحدة قد أحصاهم مؤخرا فى أحدث تقرير له.