ديلى تلجراف: «الإخوان» يستخدمون رجال الدين للتلاعب بالمواطنين .. وإذاعة الجيش الإسرائيلى: مصر بدأت تشم رائحة الدم وتقترب من حرب أهلية أول رئيس جمهورية إيرانى بعد الثورة: الدستور المصرى غابت عنه مبادئ حقوق الإنسان.. واستبدل «ولاية الفقيه» بتطبيق الشريعة
اهتمت الصحف العالمية ووسائل الإعلام، ومنها الإسرائيلية والإيرانية بالاستفتاء على مشروع الدستور المصرى، وجاءت غالبية تعليقاتها على النتائج لتؤكد خسارة تيار الإسلام السياسى بالمقارنة بنتائج استفتاء مارس 2011، ما يؤكد انخفاض شعبيته فى أوساط المواطنين المصريين. ذكر تقرير لصحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن إجراء الاستفتاء على مشروع الدستور المصرى قبل إجراء انتخابات برلمانية يعد تنازلا كبيرا من قبل الإخوان، لإعلانهم فى أكثر من مناسبة أنه سوف يتم إجراء انتخابات برلمانية قبل الاستفتاء على الدستور. وقال تسيفى برائيل، محرر الشئون الشرق أوسطية بالصحيفة: «إن مرسى لم يجد سوى اللجوء إلى الاستفتاء لتهدئة الشعب بعد الإعلان الدستورى المكمل»، واستبعد فى تقريره أن يهدأ الوضع فى مصر، بسبب الصراع البرلمانى الذى سوف ينشأ بين المعارضة والتيارات، وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلى: «إن مصر على مقربة من حرب أهلية وأن ما حدث داخل مصر من اضطرابات وحرق لمقر حزب الوفد يدل أن مصر بدأت تشم رائحة الدم». وقال أبوالحسن بنى صدر، أول رئيس جمهورية فى إيران بعد الثورة الخومينية والذى كان ينتمى للتيار القومى فى حوار مع راديو «عصر إيران»: «يبدو أن مجلس الخبراء بالبرلمان الإيرانى قريب الشبه بلجنة صياغة الدستور المصرى، التى اقتصرت على الإسلاميين والجيش»، وأشار إلى أن الدستور غابت عنه مبادئ إعلاء قيمة حقوق الإنسان ودعم ثقافة الديمقراطية، وأضاف: إن الدستور يعطى صلاحيات كبيرة لرئيس الجمهورية، وأوضح أن المصريين استبدلوا خانة ولاية الفقيه بتطبيق الشريعة. وقال : إذا سألت أحدا ما هى أحكام الشريعة الإسلامية ربما لا تجد إجابة واضحة. ومن ناحية أخرى، أكد جاويد قربان أوغلو، مدير عام سابق بوزارة الخارجية الإيرانية فى حديثه لصحيفة «دبلوماسى إيرانى»، أن الرئيس «مرسى» سوف تنتصر قراراته فى النهاية، وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية: إن تأرجح مصر بين نتيجتين يعيد تجدد المأزق السياسى، وأكدت أن ادعاء الإخوان بالنصر فى تصويت الجولة الأولى ودعوة المعارضة لإعادة الاستفتاء واتهام الإخوان بالتدليس يؤدى إلى التمزق الشديد، وأوضحت أن الكثير من المراقبين الأجانب لم تدعهم الحكومة المصرية لمراقبة الاستفتاء. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية: «إن مشكلات مرسى الحقيقية ستبدأ بعد تمرير الدستور لعدم حصوله على شرعية شعبية مطلقة»، ومن جانبها رأت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية أن الاستفتاء فى أى مكان فى العالم لابد أن يحصل على حد أدنى من المشاركة لضمان الاستقرار وأشارت صحيفة «الديلى ميل» البريطانية إلى أن نحو 27 مراقبا مستقلا تم منعهم من مراقبة فرز الأصوات. ومن جانبها، قالت صحيفة «الديلى تلجراف» البريطانية: إن مصر تغرق فى بحر من عدم اليقين السياسى، فكل من الإسلاميين والمعارضة يدعيان الانتصار، حيث تشهد مصر حالة من التقسيم الاجتماعى لم تشهده من قبل، والمجتمع المصرى على شفا انهيار واضح، وأشارت الصحيفة إلى أن جماعة الإخوان تعتمد على الدعم من قاعدة أقل تعليما وفئة تتسم بضيق الأفق ويتم التلاعب بها بسهولة من قبل رجال الدين المحليين. ورأت صحيفة «ذى تايمز» البريطانية أن اتهامات التزوير تلاحق جماعة الإخوان، وأشارت إلى أن التقارب الواضح فى المؤشرات تعطى تأكيدا أن رصيد «مرسى» أصبح محدودا، وأشارت الصحيفة العبرية «إسرائيل اليوم» إلى أن غالبية الرافضين للدستور من قاطنى القاهرة والإسكندرية، وأن الإخوان لا يتمتعون بتأييد كامل فى المحافظات الكبرى، ونقلت الصحيفة عن عدد من ممثلى تيارات المعارضة اعترافهم بأنهم خسروا نتيجة الاستفتاء فى المرحلة الأولى.