تباينت تغطية الفضائيات للاستفتاء على الدستور الجديد، كما اختلفت المواقف والضيوف والأحداث التى واجهتها القنوات، فمن من منع الكاميرات من الدخول إلى اللجان وصولا إلى الهجوم المباشر على الإعلام واتهامه بالعداء للإسلام، إلا أن النقل الحى للحدث يبقى هو الأبرز على الشاشة. ويظهر موقف التليفزيون المصرى واضحا فى عدم إجراء أى حوارات مع رموز المعارضة من القوى السياسية التى رفضت الإعلان الدستورى المكمل والدستور الجديد، ولم تتواجد قناة «cbc» داخل أى لجنة تضم رموز القوى السياسية المعارضة، أما الحياة التى يملكها الدكتور السيد البدوى، أحد رموز المعارضة، فقد واجهت قناته اعتداءً على المراسل فى إحدى اللجان الانتخابية، ومنع الكاميرا من التغطية للاستفتاء، فيما تجاهلت قناة «القاهرة والناس» التغطية للانتخابات وعرضت برامج مسلجة وأفلاما على شاشتها.
أكد طارق أمين، رئيس تحرير برنامج «الحياة اليوم» على قناة «الحياة» عدم وجود أى مشاكل تواجه القناة فى تغطية لجان الاستفتاء على الدستور، وذلك فى محافظة القاهرة فقط، حيث تمكن المراسلون من التحدث إلى المواطنين والتعرف على آرائهم المختلفة فى الاستفتاء سواء ب«نعم» أو «لا»، بالإضافة إلى دخول الكاميرات داخل غرفة لجان الاستفتاء للوصول إلى تغطية متميزة للحدث، بينما واجه مراسلو القناة مشاكل فى بعض المحافظات الأخرى، منها محافظات أسيوط والغربية والشرقية التى منعت المراسلين من الدخول فى لجان الاستفتاء على الدستور وتصوير مدى نسبة مشاركة الجمهور، وتم منع دخول المراسلين والكاميرات فى ميدان التحرير.
وقال ألبرت شفيق، رئيس قناة ontv، إن طاقم القناة لم تواجهه أى مشاكل فى تغطية لجان الاستفتاء على الدستور، سوى فى دخول كاميرات القناة إلى اللجان صباحا، إلا أن الأمن وافق على دخولهم بعد فترة للجان الاستفتاء، نافيا ما تردد حول الاعتداء على مراسل بالضرب أمام إحدى لجان الاستفتاء، مؤكدا أن اليوم مر دون مشاكل.
وقال عمرو الخياط رئيس «صدى البلد» إن القناة انفردت بعدد من اللقاءات مع مختلف الشخصيات السياسية، من بينهم الدكتور عمرو موسى، المرشح الرئاسى السابق، ومهدى عاكف، المرشد السابق لجماعة «الإخوان المسلمون»، وصدقى صابر، رئيس أركان حرب سابق، كما انفردت القناة بلقاءات أخرى مع محافظى الشرقيةوأسيوط.
وفى راديو مصر نفى ماهر عبدالعزيز، مدير إذاعة راديو مصر، وجود أى مشاكل واجهت مراسلى المحطة، التى قامت بتغطية واسعة شملت عشر محافظات، موضحا أن المحطة استعانت بمراسلين من قطاع الأخبار بالتليفزيون المصرى حتى تتمكن من تغطية متميزة واسعة للقاهرة وباقى المحافظات.
ولم يستضف قطاع الأخبار بالتليفزيون المصرى أيا من رموز قوى المعارضة من المرشحين السابقين لرئاسة الجمهورية، واكتفى مراسلو قطاع الأخبار بإجراء حوارات مع المواطنين والتعليق على آراء الصحفيين والكتاب السياسيين داخل الاستوديو.
من جانبه أكد محمد خضر، مدير قناة «دريم» الفضائية أن القناة غطت الانتخابات على مستوى ست محافظات، باستثناء محافظة شمال سيناء ومحافظة أسوان، وتمت تغطية هاتين المحافظتين من خلال مكالمات تليفونية مع مراسلى القناة هناك، وغطى المراسلون الانتخابات على الهواء مباشرة من خلال البث الحى دون مشاكل، مشيرا إلى أن الأزمة الوحيدة فى لجان الاستفتاء على الدستور هى تغيب بعض القضاة عن الحضور، وتأخر البعض الآخر، مما أدى إلى فتح اللجان فى غير موعدها المحدد، وفوجئت بعدم وجود أى دعاية للاستفتاء أمام اللجان من قبل التيارات المختلفة.
وقال وليد حسنى، رئيس قناة التحرير: واجهنا مشكلة عند بداية التغطية فى الصباح وهى رفض بعض لجان الاستفتاء دخول مراسلينا، وذلك بسبب عدم موافقة «اللجنة العليا للانتخابات» على دخولهم ، ولكن بعد مفاوضاتنا مع اللجنة تمت الموافقة وانتهت المشكلة.
من جانبه قال خالد مرسى مدير الأخبار بقناة «النهار»: نتمتع بخبرة كبيرة فى التغطيات، وإذا واجهتنا أى مشكلة نستطيع التغلب عليها، ولاحظت من خلال التغطية أن جميع فئات الشعب حضروا للتصويت، وقمنا بالتغطية على مستوى المحافظات العشر بلا استثناء، حيث ينقل مراسلونا الحدث من محافظة إلى أخرى بشرائح مختلفة من كل اللجان، ورصدنا كل حالات الانتهاكات والمخالفات وقدمنا تغطية متوازنة للمشاهد بدأت من الساعة الثامنة صباحًا وتنتهى مع نهاية التصويت، ومن خلال برامجنا أخذنا آراء جميع التيارات المؤيدة والمعارضة، ونحرص على تقديم تغطية متوازنة، وإننا بصدد استضافة كل التيارات لإعطاء صورة كاملة للمشاهد.
ونفس الحال بالنسبة لقناة «المحور» الفضائية التى امتنعت عن النزول لتغطية الحدث من داخل لجان الاستفتاء، واكتفت بالتغطية من خلال برامج التوك شو المعتادة لها. وهاجم أحد مراقبى اللجان الانتخابية كاميرات قناة «إم بى سى» متهما الإعلام بأنه هو العدو الحقيقى للبلاد، وذلك من خلال التغطية الإعلامية لعملية الاستفتاء على الدستور، والتى كان يقدمها برنامج «صباح الخير يا عرب»، حيث فوجئ مراسل القناة بأحد مراقبى اللجان الانتخابية يقول له «أنتم من تصنعون الأزمات وتسلطون الضوء على الصراعات بين طوائف الشعب مما يتسبب فى تضخيمها فأنتم العدو الحقيقى»، كما أشار مراقب اللجنة فى حديثه مع مراسل «إم بى سى» إلى أن الإعلام كله بصفة عامة هو من يتسبب فى خلق الأزمات بين طوائف الشعب، وقال للمراسل «لو لديكم الشجاعة الكافية ذيعوا تعليقى هذا»، وبالفعل ذاعت القناة التقرير على الهواء مباشرة، وعندما عاد البث إلى الاستديو مرة أخرى، قال مذيع البرنامج «ذعنا على حضراتكم هذا التقرير بمنتهى الشفافية ولا تعليق عليه».
وخصص اتحاد الإذاعة والتليفزيون 10 وحدات بث مباشر «إس إن جى» للتغطية الإعلامية للاستفتاء على الدستور، حيث نقل فريق عمل قطاع الأخبار وفريق المراسلين الحدث من خلال تغطية لعملية الاستفتاء، كما عقدت قناة النيل الإخبارية استديو تحليليا استضاف مجموعة من الرموز السياسية فضلا عن تلقى العديد من المداخلات الهاتفية.
من جانبه قال إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار فى تصريحات خاصة: لقد انفرد قطاع الأخبار بلقاء حى مباشر مع رئيس الوزراء هشام قنديل على راديو مصر، مشيرا إلى أن القطاع يغطى حدث الاستفتاء بحيادية كاملة دون الانحياز أو التوجيه، وعن المداخلات الهاتفية قال الصياد: نسعى لأن تكون المداخلات التليفونية حيادية وتمثل جميع الأطراف، ونفى الصياد منع أى من الرموز السياسية الظهور على شاشة التليفزيون المصرى، مؤكدا أن جميع الآراء يتم طرحها على شاشة التليفزيون المصرى.
وفى سياق متصل قال سامح رجائى، رئيس قناة النيل الإخبارية: خرج جميع مراسلى القناة اليوم لتغطية الاستفتاء وإعداد تقارير خارجية، واستضافت القناة مجموعة كبيرة من الرموز السياسية من خلال الاستديو التحليلى، أبرزهم د.ياسر حمزة، القيادى بحزب الحرية والعدالة، والكاتبة الصحفية حنان شومان والناشط السياسى صفوت البياض وإبراهيم السيد القيادى بالإخوان والمفكر القبطى جمال أسعد وعاطف مغاورى عضو المكتب السياسى عن حزب التجمع ومحمود صدقى عضو اللجنة التأسيسية وسليم عزوز رئيس تحرير جريدة الأحرار وصلاح عبدالمعبود، عضو اللجنة التأسيسية، ومحمد الدهبى أستاذ القانون الدستورى.
