حدث تاريخي.. تفاصيل تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة    أسعار اللحوم اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025    أسعار الذهب في مصر اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025    ترامب: مجلس السلام في غزة سيضم عدة رؤساء دول    زيلينسكي: روسيا أطلقت 470 مسيرة و48 صاروخا على أوكرانيا خلال الليلة الماضية    بالصور.. أجواء مُبهجة في استقبال 2700 سائح بميناء بورسعيد    نادي القضاة: انتخابات النواب 2025 لم يشرف عليها القضاة وأعضاء النيابة العامة    طن عز بكام.... اسعار الحديد اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025 فى المنيا    وزير الزراعة: حماية الرقعة الزراعية أولوية قصوى.. ولا تهاون في مواجهة التعديات    بعد انسحاب "قنديل" بالثالثة.. انسحاب "مهدي" من السباق الانتخابي في قوص بقنا    أخبار مصر: حدث عالمي يشهده السيسي وبوتين اليوم، حفل جوائز الكاف، "مجلس دولي" غير مسبوق لغزة، هل يهدد "ماربورج" مصر    الضفة.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 100 فلسطيني شمالي الخليل    المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026 بعد صعود ثلاثي أمريكا الشمالية    أبرزها دولة فازت باللقب 4 مرات، المنتخبات المتأهلة إلى الملحق الأوروبي لكأس العالم 2026    توقعات بسقوط أمطار وانخفاض في درجات الحرارة بمطروح والساحل الشمالي    محكمة الاتحاد الأوروبي تعتزم إصدار حكمها بشأن وضع أمازون كمنصة كبيرة جدا    اليوم.. العرض الأول لفيلم "اليعسوب" بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    خبراء: الأغذية فائقة المعالجة تعزز جائحة الأمراض المزمنة    طريقة عمل كيكة البرتقال الهشة بدون مضرب، وصفة سهلة ونتيجة مضمونة    الاتصالات: الأكاديمية العسكرية توفر سبل الإقامة ل 30095 طالب بمبادرة الرواد الرقمين    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    زيلينسكي يزور تركيا لإحياء مساعي السلام في أوكرانيا    برنامج فعاليات وعروض أفلام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي اليوم    ارتفاع أسعار الذهب في بداية تعاملات البورصة.. الأربعاء 19 نوفمبر    إسعاد يونس ومحمد إمام ومى عز الدين يوجهون رسائل دعم لتامر حسنى: الله يشفيك ويعافيك    بشري سارة للمعلمين والمديرين| 2000 جنيه حافز تدريس من أكتوبر 2026 وفق شروط    البيت الأبيض: اتفاقية المعادن مع السعودية مماثلة لما أبرمناه مع الشركاء التجاريين الآخرين    حقيقة ظهور فيروس ماربورج في مصر وهل الوضع أمن؟ متحدث الصحة يكشف    ترتيب الدوري الإيطالي قبل انطلاق الجولة القادمة    شبانة: الأهلي أغلق باب العودة أمام كهربا نهائيًا    أوكرانيا تطالب روسيا بتعويضات مناخية بقيمة 43 مليار دولار في كوب 30    "النواب" و"الشيوخ" الأمريكي يصوتان لصالح الإفراج عن ملفات إبستين    النيابة العامة تُحوِّل المضبوطات الذهبية إلى احتياطي إستراتيجي للدولة    نشأت الديهي: لا تختاروا مرشحي الانتخابات على أساس المال    انقلاب جرار صيانة في محطة التوفيقية بالبحيرة.. وتوقف حركة القطارات    مصرع شاب وإصابة اثنين آخرين في انقلاب سيارتي تريلا بصحراوي الأقصر    ما هي أكثر الأمراض النفسية انتشارًا بين الأطفال في مصر؟.. التفاصيل الكاملة عن الاضطرابات النفسية داخل مستشفيات الصحة النفسية    مصرع شاب وإصابة اثنين في انقلاب سيارتي تريلا بالأقصر    النائب العام يؤكد قدرة مؤسسات الدولة على تحويل الأصول الراكدة لقيمة اقتصادية فاعلة.. فيديو    أبرزهم أحمد مجدي ومريم الخشت.. نجوم الفن يتألقون في العرض العالمي لفيلم «بنات الباشا»    في ذكرى رحيله.. أبرز أعمال مارسيل بروست التي استكشفت الزمن والذاكرة والهوية وطبيعة الإنسان    أحمد الشناوي: الفار أنقذ الحكام    سويسرا تلحق بركب المتأهلين لكأس العالم 2026    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    أسامة كمال: الجلوس دون تطوير لم يعد مقبولًا في زمن التكنولوجيا المتسارعة    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    أحمد فؤاد ل مصطفى محمد: عُد للدورى المصرى قبل أن يتجاوزك الزمن    جامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر تطلق مؤتمرها الرابع لشباب التكنولوجيين منتصف ديسمبر    تحريات لكشف ملابسات العثور على جثة شخص في الطالبية    زيورخ السويسري يرد على المفاوضات مع لاعب الزمالك    مشروبات طبيعية تساعد على النوم العميق للأطفال    فيلم وهم ل سميرة غزال وفرح طارق ضمن قائمة أفلام الطلبة فى مهرجان الفيوم    طيران الإمارات يطلب 65 طائرة إضافية من بوينغ 777X بقيمة 38 مليار دولار خلال معرض دبي للطيران 2025    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    هل يجوز أداء العشاء قبل الفجر لمن ينام مبكرًا؟.. أمين الفتوى يجيب    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور محمود كبيش ل«الصباح»: الإعلانات الدستورية الصادرة عن الرئيس باطلة مهما أضفى عليها من حصانة
نشر في الصباح يوم 14 - 12 - 2012

التأسيسية انحازت لمرسى فى صراعه مع القضاة بصياغة مواد انتقائية فى الدستور
مرسى ليس قائدا للثورة.. وأنتخب بقواعد دستورية أقسم على احترامها
حازم أبوإسماعيل يكرس لسلطة غير رسمية فى البلاد.. ومستقبل المشهد السياسى مظلم
الحديث عن مؤامرة ضد الوطن أسلوب الحاكم الذى يبرر سياساته
لا يستطيع أحد أن يحكم بالدين إذا استخدمه وسيلة للوصول إلى السلطة

قال الدكتور محمود كبيش عميد كلية الحقوق بجامعة القاهرة: إن الرئيس مرسى ليس قائدا للثورة.. وأكد أنه انتخب رئيسا بقواعد دستورية سابقة جاءت به وأقسم على احترامها، وأشار إلى أنه خالف هذه القواعد بإصداره إعلانا دستوريا يمنحه سلطات بطريقة غير قانونية، مؤكدا أن هذه الإعلانات الدستورية الصادرة عن الرئيس هى قانون مجرد قرارات إدارية منعدمة وباطلة مهما أضفى عليها من حصانة، وقال فى حواره مع «الصباح» أن الجمعية التأسيسية للدستور انحازت للرئيس فى صراعه مع القضاة بصياغة مواد انتقائية، واتهم الشيخ حازم أبوإسماعيل بأنه يكرس لسلطة غير رسمية فى البلاد، معتبرا أن حديث الرئيس عن مؤامرة ضد الوطن هى أسلوب الحاكم الذى يبرر سياساته مشيرًا إلى أن مستقبل المشهد السياسى مظلم.. وإلى نص الحوار..

كيف ترى مسار الجدل بشأن مواد الدستور.. وما هى تحفظاتك عليها؟
بصفة عامة الكثير من نصوص هذا الدستور وضعت لمواجهة حالات انتقائية وأوضاع معينة، بل ومواجهة أشخاص معينين، وهو ما يتنافى مع الأسلوب والصياغة القانونية للتشريعات العادية، ومن ثم مع قواعد وضع الدساتير التى تعتبر القواعد التشريعية الأعلى، واتضح من خلال نصوص معينة أن الجمعية التأسيسية دخلت بمقترحاتها طرفا فى صراع السلطة التنفيذية ضد القضاء، أو ضد خصوم سياسيين محددين، ولم نكن نتمنى أن يكون هذا دور الجمعية التأسيسية التى تضع الدستور الدائم لمصر بعد الثورة، والجمعية التأسيسية التى أعدته باطلة، وهذا البطلان ينعكس على عملها والمنتج الذى جاءت به، وهذا البطلان لا يمكن أن يصححه استفتاء شعبى، وسيحكم التاريخ على مصر أنها أخرجت دستورًا باطلًا وفرض على الشعب رغما عنه.
ماهى هذه المواد والنصوص بالتحديد؟
النص الخاص بتولى مجلس الشورى بتشكيله الحالى سلطة التشريع كاملة حتى انعقاد مجلس النواب الجديد، والشعب لم ينتخب مجلس الشورى للتشريع إنما انتخبه ليكون مجلسًا استشاريًا، كما أنه لم ينتخبه إلا 6% من مجموع الناخبين، كما أنه لا يضم إلا أعضاء تيار سياسى محدد، ولا تلغى القوانين التى يصدرها وهو بتشكيله الحالى لا يمكن أن يؤتمن على إدارة التشريع بعد أن أظهر عمليا إنه غير أمين على الديمقراطية ولا على الحرية، بعد هيمنته على أجهزة الإعلام الحكومية وأخونتها، إضافة إلى ذلك عدم تنفيذ الحكم الصادر لرئيس تحرير جريدة الجمهورية، وهذا نموذج لا يغتفر أنه لا ينفذ حكمًا قضائيًا نهائيًا ويلتف حوله. كيف أئتمنه على إصدار تشريعات للدولة ممكن أن يهدر بها كل مابقى من حريات وحقوق للمواطنين، فضلا عن نص قانون العزل الذى يؤكد على تسييس الجمعية وانحيازها.
هل يعنى هذا أنك تدافع عن أعضاء الحزب الوطنى؟
أنا لا يهمنى أعضاء الحزب الوطنى، ولكن عندما يصدر حكم من المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية قانون العزل ويأتى إصرار على إهدار الحكم ووضعه فى النص الدستورى ليواجه حالات بعينها وأشخاصًا محددين يعتدى على أحكام القضاء ويهين القضاء ليقرر بذاته عزل مواطنين وعدم ممارستهم حقوقهم السياسية لمدة عشر سنوات وبالتالى يهدر كفاءات، وهذا النص يصطدم بالمبادئ ذاتها التى أقرتها المسودة ويتناقض معها تناقضًا ظاهراً وعندما يأتى الدستور فى الديباجة التى تقرر فيها أنها تمثل جزءًا لا يتجزأ من الدستور، وأن الدستور وضع وفقا لها وفى المادة (6) التى تكلمت عن الديمقراطية والشورى والمواطنة والتعددية السياسية والتداول السلمى للسلطة إلى آخره. المهم أنها أقرت مبدأ الديمقراطية وهذا النص يتعارض تماما مع فكرة الديمقراطية وهى ألا أحرم المواطن من حقه فى ممارسة حقوقه السياسية طالما لم يصدر ضده حكم قضائى، وكذلك مع نص المساواة فى الفرص لجميع المواطنين ويتناقض أيضاً مع بند التزام الدولة باستقلال القضاء، والمادة (33) التى تقول ،المواطنون لدى القانون سواء وهم متساوون فى الحقوق والواجبات العامة، وهو ما يؤكد أن الدستور يناقض نفسه، ومتناقض أيضا فى مبدأ حق المواطنين فى مباشرة الحقوق السياسية فى الترشح والانتخاب دون تمييز.
وكيف جعلت الجمعية التأسيسية من نفسها طرفًا فى الصراع السياسى القائم بين السلطة الحاكمة والقضاء والمحكمة الدستورية العليا؟
هذا واضح من خلال نصوص تواجه حالات بعينها وخصوم بذاتهم، حيث تضمن الدستور النص على عزل ثمانية قضاة من المحكمة الدستورية، عندما قال إن المحكمة الدستورية منذ نفاذ الأحكام تتكون من رئيس وعشرة قضاة، والأعضاء الحاليون ثمانية عشر، وهذا معناه عزل القضاة فى أعلى سلطة قضائية خلافا لكل المواثيق الدولية لاستقلال القضاء، ومبدأ استقلال القضاء، وهذا كله من أجل عزل المستشارة تهانى الجبالى.. لكم أن تتخيلوا نصًا يوضع لعزل فلان أو فلانة ونصًا يوضع فى الإعلان السابق لعزل عبدالمجيد محمود، هذا ليس أسلوب دولة كبيرة بحجم مصر، وكذلك لم يحدد النص الدستورى طريقة تعيين أعضاء المحكمة الدستورية العليا ورئيسها وترك هذا للقانون وهذه كارثة بكل المقاييس.
ألم يكن الرئيس مبارك هو المنوط بتعيينهم فى السابق؟
بالفعل.. ولكن لم تكن هناك ثورة وشهداء استشهدوا من أجل الحصول على الحقوق والحرية التى نفرط فيها الآن، هؤلاء استشهدوا ليغيروا لنا الواقع الأليم هل أنا أنتقل من نظام مستبد إلى نظام أكثر استبدادا، إذن لماذا قمنا بالثورة؟.
ألا ترى أن هناك موادًا أخطر من هذه المادة تقفز على كل النصوص أيضا؟
بالفعل هناك مادة فى منتهى الخطورة البالغة وهى المادة (236) التى قررت إلغاء جميع الإعلانات الدستورية السابقة، وهى التى كررها الرئيس بما سمى بالإعلان الدستورى والذى نصه «تلغى جميع الإعلانات الدستورية الصادرة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الجمهورية منذ الحادى عشر من فبراير سنة 2011 وحتى تاريخ العمل بالدستور، ويبقى نافذا ما ترتب عليها من آثار فى الفترة السابقة».
وهل معنى هذا الإعلان الدستورى أن الرئيس لا يحترم ذكاء الشعب كما ترى بعض التيارات.. وأنه التفاف على الإعلان الصادر فى نوفمبر؟
بالفعل.. لأن الإعلان السابق الذى أصدره زعم أنه ألغاه، وأيضا الإعلان الأخير زعم أنه سيلغى بمجرد وضع الدستور، وهم يروجون مقولة لتضليل الناس وهى «إن الإعلانات التى أصدرها رئيس الجمهورية فى الفترة الأخيرة ستلغى بمجرد التصويت على الدستور». ولذلك يجب أن تصوتوا ونسى أنه وضع فى نفس المادة «أنه يبقى صحيحا ونافذا كل ما ترتب عليها من آثار». بمعنى كل ما صدر أو سيصدر فى الفترة المقبلة من قرارات أو قوانين، مهما كان إخلالها بالحقوق والحريات والأشخاص والسلطة القضائية ستظل قائمة، لأنها من آثار هذه الإعلانات، فهذا نوع من التعمية للناس والمثال على ذلك قانون حماية الثورة وهو سيبقى نافذا برغم أنه قانون يكبل الحريات ويعتدى على كل الثوابت لدرجة أنه يعطى للنائب العام صلاحيات جديدة ويمد فترة الحبس الاحتياطى من 3 أشهر إلى 6 . فهل هذا الشعب نائم أم ساذج يستمع ولا يناقش؟.. ولذلك هذه الإعلانات هى أعمال مادية لا ترقى إلى العمل القانونى، وأقصى تقدير لها إنها قرارات إدارية منعدمة وهى باطلة مهما أضفى عليها من حصانة.
هل بالفعل لم يكن ممكنا قانونيا تغيير موعد الاستفتاء لأنه حدد بإعلان دستورى تم الاستفتاء عليه؟
هناك أكذوبة كبرى تردد أن إعلان 30 مارس هو الذى وافق عليه الشعب وعرض فى استفتاء شعبى، وهذا كذب. إنما نص 19 مارس هو الذى عرض فى استفتاء شعبى وإعلان 30 مارس لم يستفت عليه الشعب. وهذا الموعد معروف فى القوانين وفى الدساتير أنه موعد تنظيمى وتوجيهى وليس إلزاميا، ولو استند على أنه موعد إلزامى، فهل يكون الرئيس قادرا أن يعدل كل شىء فى الدنيا إلا الموعد، هل يعقل أن تنتهك كل النصوص الدستورية والمبادئ وعند الموعد لا يستطيع.. هذا عجيب.
القضاة كانوا بين شقى الرحا ما بين مؤيد ومعارض لإشرافهم على الاستفتاء وطرح البديل.. كيف تقيم موقفهم؟
الإعلانات الدستورية السابقة على تولى الرئيس الحكم كانت هى الدستور ولاتزال هى الدستور، والرئيس أتى وفقا لها رئيسًا للجمهورية، وليس قائد ثورة بل رئيس منتخب جاء وفق هذه القواعد وحلف وأقسم على احترامها، وهى التى كانت يجب أن تمنعه من إصدار إعلانات دستورية بعد تولى الحكم، وبالتالى إشراف غير القضاة يؤدى إلى بطلان الاستفتاء.
وما عما تردد عن أن 135 ألف دبلوماسى رفضوا الإشراف لذلك أرجأ الرئيس الاستفتاء فى الخارج ليوم الأربعاء وليس لإظهار حسن النوايا؟
يقينا هذا هو سبب الإرجاء لأن الرئيس مصمم على أن يتم الاستفتاء فى موعده، الرئيس ينتهج نهج الجماعة، ويخطئ من يقول إن الرئيس رئيس كل المصريين، فهو جزء من الجماعة لا ينفصل عنها ويتكلم باسمها ويعين منها فى مختلف الوظائف، فلماذا نريد نحن كشعب أن نضحك على أنفسنا؟.
وكيف ترى خطابه الأخير عقب أزمة الاتحادية؟
هذا الرجل صريح عندما وقف يخطب فى أهله وعشيرته أمام قصر الاتحادية.. تكلم بصراحة فهذا الرجل لا يخفى شىئا وصادق مع نفسه، فقال إنه يحترم المعارضين ويحترم المدافعين عن الشرعية ووصف الآخرين بالمعارضين ووصف أهله وعشيرته بالمدافعين عن الشرعية وأعطاهم بذلك شرعية المقاومة بدلا من الجيش والشرطة، وأضفى عليهم شرعية المقاومة وقرر أن من قتلوا هم منا وأن المعتدين هم الآخرون، وكان ذلك قبل تحقيقات النيابة وأثبتت النيابة أن لا علاقة لمن ضبط بأى رمز سياسى وتم الإفراج عنهم.
هل ترى أن ميراث السلطة المستبدة أن يتكلم الرئيس دائما فى كل خطاباته عن المؤامرة التى تحاك للوطن فى الداخل والخارج دون أى دليل لصحة كلامه؟
هذا أسلوب متبع لدى كل حاكم يريد تبرير سلطاته وسياساته، وهذا تحديدا ما كان يفعله مبارك حرفيا عندما يخرج علينا ليلقى خطابًا، فيشعرنا بكبر وضخامة المؤامرة التى تحاك للوطن وهو المتربص المنتظر لخروج المتآمرين لينقض عليهم وما إلى ذلك، والشعب يعلم إن كانت هناك مؤامرة أم لا.
وهل ترى أن الإعلان الدستورى الجديد يحصن الديكتاتور ويفرض دستور الإخوان على مصر؟
بالطبع هذا يقين، ولكن أنا أصر على أنه ليس إعلانا بل عمل مادى هو عمل يؤكد به مسلسل هدم الشرعية وهدم دولة القانون والاعتداء على أحكام القضاء وسلطة القضاء، ويراد الآن إسقاطها.. هذا دُنُو سقوط الدولة.
ما رأيك فى تصريحات حازم أبوإسماعيل التى قال فيها «إن حرية النقد الشديد والمعارضة القوية لرئيس الدولة مكفولة»؟
لم أعرف دولة بالعالم ينزل فيها المؤيدون للنظام للتظاهر، إنما السائد نزول المعترضين لأن مؤيدى النظام مكفولة حقوقهم وطلباتهم بواسطة النظام والسلطة التى يملكها النظام، ولكن المعارض ينزل، ويبدى رأيه سلميا. ولكن عندما ينزل هؤلاء المؤيدون فلا يمكن أن أقول إنهم نزلوا لتأكيد موافقتهم للرئيس، لأن هذا معروف ولا يحتاج إلى مظاهرات إلا إذا كان هناك غرض آخر من نزولهم.. وحينما قيل على لسان السيد الرئيس إنه يحيى المدافعين على الشرعية الذين أطاحوا بخيم المتظاهرين يحييهم ويحيى المعارضين أيضا كأنه يكرس مبدأ أن تأتى فئة من المجتمع تمارس عملًا بالقوة لتأكيد الشرعية وحفظ النظام لأهداف نبيلة فهذا غير جائز على الإطلاق، فالذى يحتكر القوة أجهزة الدولة الرسمية الشرطة والجيش، ولكن أن تأتى فئة أخرى، وتقوم بهذا الدور فهذ
مرفوض تمامًا.. ومن نصّبهم سلطة داخل الدولة.. أم أصبحوا دولة داخل الدولة؟.
ومارأيك فى تصريحات الشيخ حازم بأنه يعد قوائم سوداء للإعلاميين والسياسيين؟
هذا تكريث لفكرة السلطة غير الرسمية التى يمكنها أن تمارس القوة ومارستها بالفعل، وهل تعى الدولة ذلك، وهل مستشارو الرئيس والسادة العظام من أساتذة القانون يعلمون هذه الحقيقة وهم من كبار أساتذة القانون الدستورى، فهل أوضحوا للرئيس ذلك وما يمثله من خطورة على نسيج المجتمع.
ما تعليقك على تصريحات خيرت الشاطر عن وجود تسجيلات تدين البعض وتكشف تواطؤهم واعتلاء المرشد منبر الأزهر وهو منبر الوسطية؟
إذا كانت مصر ستدار بهذه الصورة، فلماذا قامت الثورة؟ ومن سمح له أو لغيره أن يفعل هذا؟.. وبالنسبة للمرشد فهم يشعرون الآن أنهم يملكون كل شىء وأن ماعداهم لا يساوى شيئا وإن عبروا عن غير ذلك ويملكون كل شىء بقوة الحشد.
كيف ترى بيان الجيش الذى تحدث عن الديمقراطية وولائه للشعب وأنه لن يتدخل إلا عند جود خطر؟
الجيش منضبط جدا، وولاؤه للشعب. لأن الجيش المصرى مكون من أفراد الشعب المصرى وعلى الرغم من وجود خلايا نائمة من فصيل أو آخر، فإنها لا يمكن أن تسيطر على الجيش الذى يتميز بالانضباط الشديد، ولا يتدخل لنصرة طرف على آخر، وتاريخ الجيش المصرى سطر ذلك بحروف من نور، ومعنى تصريح أن الجيش ولاؤه للشعب والوطن فهو يحمى الشعب ولا يحمى حاكمًا، وتاريخ الجيش من أيام عرابى شاهد على كلامى وثورة 25 يناير خير دليل وبرهان على الجيش يحمى الشعب وولاؤه للشعب.
ما تعليقك على المقولة التى تقول إن بقاء الإسلاميين لمدة طويلة فى الجحور والعمل فى الخفاء جعل من الصعب عليهم الإيمان بالحرية؟
هناك مقولة لشخص أعجبتنى جدا تقول «الوسائل التى تقرب الحاكم من السلطة لا ينفع أن يحكم بها». والمقصود هنا استخدام الدين كوسيلة للنجاح فى الانتخابات، لكن لا يستطيع أن يعيش عليها أو يحكم بها، لأنه سيفشل، وهم عاشوا بمشاعر معينة يستخدمون الدين لإلهاب مشاعر معينة للحشد للانتخابات فى مجتمع الغالبية العظمى منه متدينة، والذى أريد أن أؤكده ليس هناك من يرفض الشريعة، ولا حتى المسيحيون، وهناك معارضة تؤيد الشريعة والأخرى ضد الشريعة، لكنها تستغل للتمكين من الحشد وتحقيق مكاسب انتخابية.
مصر إلى أين.. بعد إلغاء الإعلان الدستورى وطرح الدستور للاستفتاء؟
مخطئ من يتصور أن لديه قدرة على أن يتوصل تحديدا إلى المشهد السياسى المقبل، إنما اليقين أنه مظلم، ومهما أوتى للشخص القدرة على التحليل السياسى، فلن يتوصل إلى صورة واضحة أو محددة المعانى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.