أعلن 14 حزبا جزائريا أن زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يوم الأربعاء القادم إلى البلاد عديمة الجدوى في ظل رفض اعتراف فرنسا بجرائمها في حق الشعب الجزائري . وقال بيان مشترك صادر اليوم الجمعة عن الأحزاب الجزائرية أن إصرار فرنسا على عدم اعترافها بجرائمها الاستعمارية المرتكبة في حق الشعب الجزائري وتعويضها عن الخسائر البشرية والمادية والنفسية سيجعل من زيارة الرئيس فرانسوا هولاند إلى الجزائر فرصة لتكريس المزيد من الاختلالات في موازين العلاقات الثنائية على جميع الأصعدة. وسجل موقعو "البيان - الذين يتقدمهم رئيس حركة مجتمع السلم المحسوبة على الإخوان المسلمين أبو جرة سلطاني وأمين عام حركة الإصلاح الوطني الإسلامية حملاوي عكوشي ورئيس حزب الفجر الجديد الطاهر بن بعيبش ولعلاوي بلمخي عن حركة النهضة وموسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، وتشكيلات حزبية ومنظمة وطنية واحدة - عجز السلطات الجزائرية على الدفاع بقوة عن مطالب الشعب الجزائري وحمل فرنسا على الاعتراف بجرائمها الإنسانية في حق الجزائريين وتعويضهم عنها. وطالب البيان أن الشخصيات الوطنية والقوى السياسية الوطنية المخلصة التي ترفض الخضوع والخنوع، أن تتحرك لكشف سياسة فرنسا المشبوهة تجاه الجزائر والرامية إلى فصل الصحراء الجزائرية عن شمال البلاد من خلال الدور الفرنسي المفضوح إزاء الأزمة في مالي" . كما طالب محررو "البيان" السلطات الجزائرية الرسمية بعدم استقبال "الحركى" المتعاونون مع الأحتلال الفرنسى خلال وجودهم فى الجزائر المحتمل قدومهم ضمن الوفد المرافق لمهمة هولاند بالجزائر . من بين الأسباب التي دفعت الأحزاب السياسية لإصدار هذا البيان الإعلامي المشترك ما سموه "الدور الفرنسي المفضوح شمال مالي وآثاره المدمرة على الجزائر" وأشاروا إلى أن إصرار فرنسا على التدخل العسكري في شمال مالي الهدف منه "أفغنة وصوملة منطقة الساحل الأفريقي والصحراء الكبرى"، واعتبروا ذلك معناه أن فرنسا "لم تتخل عن حلمها بفصل الصحراء الجزائرية عن شمال الوطن والاستيلاء على الثروات الوطنية للجزائر" . وطالبت الأحزاب من هولاند في هذا الشأن "وقف فرنسا لابتزازها على حدودنا الجنوبية ومساعدة منطقة الساحل على تجاوز أزمتها عبر الحوار السياسي بين الفرقاء وليس عبر التدخل العسكري الذي يفضي إلى المزيد من تأزيم المنطقة برمتها". تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سيصل إلى الجزائر يوم الأربعاء القادم فى زيارة تستمر يومين بهدف بعث العلاقات بين البلدين والتي عرفت توترا في عهد سلفه ساركوزي.