غياب الأبنودي أثار الجدل، وأمال ماهر تفقد الوعي في قاعة العزاء، وعمرو موسى يحضر في حراسة مشددة وفود من كل النقابات الفنية والسياسيين والإعلاميين، والبسطاء يودعنه خارج القاعة
وسط كل الظروف السيئة التي تمر بها مصر، وانشغال طوائف الشعب باختلاف تواجهاتها السياسية والحزبية والدينية بالتحضر للمسيرات، شهد عزاء الموسيقار الراحل عمار الشريعي حضوراً مكثفاً من الفنانين ورجال السياسة والمجتمع، إضافةً لعدد كبير من بسطاء المجتمع ممن استمتعوا بأعماله ورفضوا ألا يمر عزاءه دون أن يقدموا مشاركة فيه.
العزاء أُقيم مساء الاثنين في قاعة "الروضة" بمسجد "الرحمن الرحيم" بمدينة نصر، بدأت مراسم العزاء في تمام السابعة مساءً عقب صلاة العشاء مباشرة، إذ ارتقى المنبر القارئ الشيخ أحمد نعينع الذي كانت تربطه علاقة صداقة بالشريعي، وكان في استقبال وفود المعزيين أهل وأقارب الفقيد، وقام بتلقي واجب العزاء الإعلامي مسعد أبو ليلة فيما كانت زوجته داخل سرادق العزاء الخاص بالسيدات.
من أوائل الحاضرين كان الأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكي المصري والإعلامية دينا عبدالله، والمنتج ممدوح الليثي كان من أوائل السينمائيين الحاضرين، وقال في حزن أنه فقد أخاً غالياً ورفيق في العمل، أول الحاضرين من أبناء الوسط الموسيقي الفنان إيمان البحر درويش نقيب الموسيقيين الذي شارك في تلقي عزاء الموسيقار الراحل، بينما كان أول الفنانين الحاضرين الفنان محمود ياسين الذي حضر مستنداً على عكّاز وبدى عليه الإرهاق. الحضور من الوسط الغنائي غلب على العزاء، إذ كانت المطربة آمال ماهر في مقدمة الحضور وبمجرد دخولها لقاعة العزاء فقدت وعيها، وكانت تبكي بشكل هيستيري، وظلت تردد "لقد فقدت أبي"، بينما تشاجر الموسيقار هاني مهنى مع أحد المصورين بسبب إلحاح الأخير على تصويره أثناء تقديمه للعزاء، إذ صرخ فيه مهنى، قائلاً "نحن في عزاء ولسنا في حفل"، المطرب محمد منير حضر وسط حفاوة بالغة وقام بمصافحة أسرة الموسيقار، المطربة منى عبد الغني إحدى اكتشافات الشريعي، وإحدى عضوات فرقته "الأصدقاء" حضرت وانصرفت سريعاً بعد أن قدمت واجب العزاء لابن وزوجة الموسيقار الراحل، كما شهد العزاء أيضاً حضور المطرب علي الحجار أكثر المطربين عملاً مع الشريعي وابنه المغني الشاب أحمد الحجار، كما حضرت المطربة غادة رجب إحدى تلميذات الشريعي والتي دخلت العزاء وهي في حالة انهيار كامل.
العزاء شهد مشاركة كبيرة من كبار الممثلين منهم فاروق الفيشاوي ومحمد هنيدي وإلهام شاهين ونبيل الحلفاوي، وحضر ممثلاً عن نقابة الممثلين الفنان أشرف عبد الغفور نقيب الممثلين، بينما حظى حضور عادل إمام باستقبال الجمهور المتواجد خارج قاعة العزاء وفشل الأمن في إبعادهم وهو ما دفعه للخروج من الباب الخلفي للمسجد عقب تقديمه للعزاء.
السينمائيين أيضاً كان لهم تواجد، إذ شارك نقيب السينمائيين المخرج مسعد فودة في العزاء، كما شارك أيضاً المخرج علي عبد الخالق والمخرج أحمد سمير والمصور رمسيس مرزوق والسيناريست مدحت العدل، من الإعلاميين كان من أوائل الحاضرين الإعلامي محمود سلطان الإعلامي الكبير وجدي الحكيم والإعلامي علاء بسيوني، كما شهد العزاء كذلك حضور صلاح عبد المقصود وزير الإعلام.
من الشخصيات السياسية والعامة التي حضرت كان محمد صابر عرب وزير الثقافة الذي وقف لدقائق وسط أقارب الشريعي قبل أن يجلس في قاعة العزاء، وعمرو موسى المرشح الرئاسي السابق وعضو جبهة الإنقاذ الوطني الذي حضر وسط حراسة أمنية مشددة وقدم واجب العزاء لأسرة الفقيد ثم دخل للقاعة، وقال في تصريحات ل: لقد كان الفقيد صديقاً لي وهذا ما لم يعلمه أحد فقد عرفته منذ أكثر من 20 عاماً وأثّرت وفاته بي جداً وأتمنى من الله أن يجعل مثواه الجنة وأن يرحمه فقد أعطى لوطنه الكثير"، بينما كان الحضور الوحيد من الوسط الرياضي هو لاعب الزمالك السابق حازم إمام الذي حضر برفقة زوجته.
بينما تغيب عن العزاء الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي وهو واحد من أكثر المقربين للشريعي، ما أثار جدل بين الحاضرين، بينما حرص الفنان محمد منير على التقاط صورة مع طفل كفيف اسمه محمد إيهاب السبكي كان الموسيقار الراحل قد ساعده في دخول مدرسة المكفوفين، في الوقت الذي غاب عن العزاء حضور أي موفد من الرئاسة لأحد أهم الفنانين الموسيقيين المصريين.