الدين وأحمد علاء الدين شمال وجنوب السودان..صراع امتد لأكثر من عقدين قبل الانقسام نتيجة للخلافات الدينية والعرقية، ..ورغم الانفصال لدولتين يتمسك حتى الآن نظام الحكم في السودان بحقه في جنوب السودان، كون الجنوب منطقة نفطية. كان الشمال والجنوب قد خاضا حربا أهلية استمرت منذ عام 1983 حتي عام 2005 ، لكن اتفاق السلام الشامل الذي وقعه الجانبان عام 2005 ، أوقف الحرب ومنح الجنوبيين حق تقرير المصير، مما أدى إلى تكوين دولتهم الجديدة في يوليو 2011. وعلى الرغم من ذلك لا تزال العديد من الملفات العالقة من أبرزها النقاط الحدودية المختلف عليها ورسوم عبور النفط من الجنوب إلى الشمال واتهام كل طرف بإيواء المعارضة المسلحة في أراضي الآخر، وأولى هذه المشكلات النزاع على منطقة "أبيي" الحدودية النفظية بين الشمال والجنوب وتعتبر قضية أبيي إحدى العقبات الرئيسية التي تعترض تطبيق اتفاق السلام الموقع بين الجانبين في يناير 2005، حيث من المتوقع أن يصوت سكان المنطقة على استفتاء بشأن تبعيتها للشمال أو الجنوب. وتعود صعوبة الاستفتاء بسبب وجود قبيلتين احداهما عربية وهي" المسيرية" وأخري سودانية أفريقية وهي "الدينكا"، وتنبعث هذه الازمة نتيجة للنزاع علي الموارد الطبيبعية التي تتميز بها منطقة أبيي من مراع ونفط ،وأدت الي نزاع عسكري بين الشمال والبلد الوليدة "الجنوب". هذا الاختلاف أدى في النهاية إلى دخول الدولتين في نزاع عسكري انتهى في النهاية إلى دخول القوات السودانية إلى المنطقة الغنية المتنازع عليها بين البلدين، الأمر الذي دعا القوى الدولية إلى التدخل ودعوة السودان إلى الانسحاب. ..أما المشكلة الثانية فهي حقل نفط هجليج الذي يعد أكبر حقول النفط السودانية، حيث يؤمن الحيز الاكبر من انتاج الخام السوداني منذ إعلان دولة جنوب السودان العام الماضي، وخسر بسببها الشمال حينها نحو 75% من احتياطي النفط. ومع زيادة حدة التوتر بين الدولتين دخل حقل هجليج في دائرة أعنف نزاع مسلح شهدته الدولتان منذ توقيع اتفاقية السلام عام 2005 بين الطرفين ليثير النزاع حول هذا الحقل المخاوف الدولية حول دخول السودانين في حرب شاملة. وتدخل قوات الجنوب في النهاية المنطقة والحقل المتنازع عليه في شهر إبريل الماضي وتنسحب في الشهر نفسه تحت ضغوط دولية.