عقد اليوم الاحد بتركيا الدورة الخامسة للمنتدى التعاون العربى التركى، واوضح الدكتور نبيل العربى فى كلمته فى افتتاح الدورة تلك المبادرة الهامة التى أسست لاطار عمل وتعاون فى اسطنبول عام 2008، والتى تشهد تضامناً وتنسيقاً غير مسبوق فى تاريخ العلاقات العربية التركية، ، نعمل لأن نصل بها الى مرحلة اقامة علاقات شراكة حقيقية تشمل كافة المجالات. واضاف ان المنطقة العربية شهدت تحولات كبرى خلال العامين الماضيين، جعلت البلدان العربية أكثر عزماً واكثر تصميماً لتغيير واقعها ونمط حياتها وتنظيم مجتمعاتها وفق التطلعات المشروعة لشعوب المنطقة، التى ثارت على الفساد والاستبداد والظلم. واكد ان التغييرات الديمقراطية التى يشهدها العالم العربى وضعت تحديات جديدة أمام جامعة الدول العربية لاسهام فى تحقيق تطلعات شعوب الدول الأعضاء، وإرساء دعائم دولة القانون، والحكم الرشيد. وأوضح ان القضية الفلسطينية، قضية العرب الاولى، و إن الظلم التاريخى الذى وقع على الشعب الفلسطينى، ووضع العراقيل امام إقامة دولته المستقلة يتحمل المجتمع الدولى بأكمله مسؤليتها. فقد وقف العالم ساكناً أمام الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة للقانون الدولى، وقرارات الأممالمتحدة، وحقوق الإنسان، تلك الانتهاكات التى تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلى ضد الفلسطينيين ومقدساتهم الدينية، على نحو متواصل وبشكل سافر، دون ردع أو عقاب من قبل المجتمع الدولى.
وبرهن الشعب الفلسطينى عن قدرته على الصمود، وابدى إراده فولاذية فى مواجهة العدوان الاسرائيلى الغاشم على غزة، والبوادر الان مشجعة لاعادة وحدة الصف الفلسطينى، بعد الانتصار الدبلوماسي السياسى والتاريخي الذى تحقق يوم 29 نوفمبر الجارى بالاعتراف وبأغلبية كبيرة جدا لفلسطين كدولة غير عضو فى الاممالمتحدة ، وهذا يضعنا امام معادلة جديدة فى هذا الصراع، تحتاج منا إعادة تقويم للموقف العربى إزاء آليات تحقيق السلام المعطلة من مختلف جوانبها وأبعادها، بما فى ذلك جدوى استمرار الالتزام العربى بمبادرة السلام العربية، رغم عدم استجابة اسرائيل لها كخيار استراتيجى، وكذلك إعادة النظر فى جدوى مهمة اللجنة الرباعية ودورها، وذلك فى ضوء عجزها عن إحراز أى انجاز باتجاه تحقيق السلام العادل والشامل. إن العمل لابد أن ينصب الان على إنهاء الاحتلال الاسرائيلى للأراضى العربية، اخر دولة لازالت محتلة فى العالم، حتى لا تصبح المفاوضات فى حد ذاتها هدف، وليست مجرد وسيلة لتحقيق هدف اسمى، وهو اقامة السلام الشامل العادل. .
كما أشاد بالتنسيق السياسى القائم حالياً بين تركيا وجامعة الدول العربية، والذى تجاوز التنسيق إلى مرحلة العمل المشترك، و الخطوات التى اتخذتها تركيا لكسر الحصار الجائر على غزة، كما أن هذا التعاون يساهم في معالجة الازمات والنزاعات التى تعانى منها منطقتنا. لقد شكل التضامن العربي التركي مع الشعب الفلسطيني نقلة نوعية فى عملنا المشترك لدعم القضية الفلسطينية، ولتنسيق مسار التحرك الدبلوماسى فى مختلف المحافل الدولية حتى ينتهى الاحتلال وينال الشعب الفلسطيني حقة المشروع فى اقامة دولتة المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية ومن جانب اخراشار الى القضية السورية . وأكد ان الازمة السورية تلقى بظلالها السوداء على الاستقرار الإقليمى والدولى. لقد سعت جامعة الدول العربية منذ البداية لاحتواء الأزمة قبل وصولها إلى هذا المستوى الدموى. لكن النظام السورى ضيع الفرصة تلو الأخرى، إلى أن وصلنا إلى الوضع المأساوى الذى يدفع ثمنه يوميا الشعب السورى العظيم. إن جهود الجامعة تنصب فى الأساس على العمل من أجل وقف العنف ونزيف الدم وإزهاق المزيد من أرواح الشعب السورى.
كذلك تسعى الجامعة إلى التعاون مع المجتمع الدولى لمعالجة الآثار المأساوية لأوضاع النازحين واللاجئين، ووقف تدمير البنية التحتية، والمعالم والاثار التاريخية التى مر عليها آلاف السنين فى سوريا العزيزة علينا جمعياً. وعليه، فإننا بحاجة ماسة إلى العمل معاً من أجل وضع حد لنزيف الدم، ووقف الاقتتال بين جميع أطراف الأزمة.
وفى هذا الإطار لابد من تقديم كل الدعم للممثل المشترك للامم المتحدة ومجلس الامن السيد الاخضر الابراهيمي الذى تحدث خلال اليومين الماضيين امام كل من الجمعية العامة ومجلس الامن وابرز اهمية ايفاد قوة حفظ سلام لوضع حد لشلال الدم المراق فى سوريا.
واشار السيد الابراهيمي بكل وضوح الى اهمية تنفيذ بنود اعلان جنيف، وضرورة تشكيل حكومة انتقالية ذات سلطات تنفيذية كاملة لتولى ادارة امور هذه المرحلة الصعبة. وقد سعت جامعة الدول العربية، ولا تزال تسعى إلى حشد الجهود على الساحة الدولية لتحقيق هذا الهدف، فى إطار رؤيتها الواضحة للأمن الإقليمى.
فقد تبنت الدول العربية نهجاً يستند إلى ضرورة التعامل مع هذه المسألة بشكل اقليمى متكامل وشامل، من خلال مبادرة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل فى الشرق الأوسط، وذلك بدلاً من الأسلوب المتبع حالياً فى التعامل مع كل دولة فى المنطقة على حده. فقد ثبت أن المعالجة الفردية يشوبها الكثير من التحيز والانتقائية وانعدام الفاعلية.