رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بإقامة علاقات شراكة حقيقية بين الجانبين التركي والعربي في كافة المجالات . ونقلت وكالة انباء "الاناضول" عن العربى في كلمة له ألقاها أمام منتدى التعاون العربي التركي المنعقد في إسطنبول إن الدورة الحالية للمنتدى، تنعقد بعد خمس سنوات على تأسيسه في عام 2008، في ظل خطى حثيثة سعت إلى انعقاد هذه الدورة، وذلك عبر تنسيق غير مسبوق في تاريخ العلاقات التركية العربية.
وأشار إلى أن اعتزاز العالم العربي، بالعلاقات المتينة مع تركيا، نابع من الأواصر التاريخية والثقافية التي تجمع الجانبين، معربا عن أمله في المزيد من التعاون، وتعزيز الشراكة لما فيه خير للجانبين.
وأضاف ،أن المتغيرات الحالية التي تشهدها المنطقة، لا يمكن لها ان تجعل العالم يغفل عن القضية الفلسطينية، وهي القضية المركزية، وعن الظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني ، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه معاناة الفلسطنيين.
وقال العربي أنه رغم كل المعاناة التي يواجهها الشعب الفلسطيني، إلا أنه برهن قدرته على الصمود إلى جانب قدرته الفولاذية أمام العدوان الإسرائيلي الأخير، إضافة إلى الإنتصار الدبلوماسي الأخير، عبر حصول فلسطين على صفة دولة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة، واصفا هذا القرار بالتاريخي في الأممالمتحدة، مثمنا في الوقت ذاته التنسيق التركي العربي الذي ساهم في هذا.
وعلى الصعيد السوري، أشار الأمين العام للجامعة العربية إلى أن الأحداث التي تشهدها سوريا ما زالت تلقي بظلالها السوداء على الإستقرار الإقليمي والدولي ..لافتا إلى أن الجامعة العربية حاولت منذ البداية احتواء الأزمة لكن النظام السوري أضاع الفرصة حتى وصلت الامور إلى هذا الوضع المأساوي الحالي.
وأضاف ان جهود الجامعة العربية تنصب حاليا على العمل على وقف نزيف الدم والعمل مع المجتمع الدولي على تخفيف معاناة النازحين السوريين، والمحافظة على المعالم التاريخية التي تحتضنها سوريا.
وأكد العربي، على الحاجة الماسة من اجل وقف نزيف الدم في سوريا، داعيا في الوقت نفسه، إلى ضرورة انجاح مهمة المبعوث العربي والأممي، الأخضر الإبراهيمي، والذي أبرز بدوره ضرورة تنفيذ خطة لحفظ السلام.
وبدأت اليوم في اسطنبول، أعمال الاجتماع الخامس لوزراء بلدان منتدى التعاون التركي- العربي، بمشاركة ممثلين عن عدد من الدول.
ومن المنتظر عقد استشارات سياسية بين المشاركين، في إطار الاجتماع، وإجراء مباحثات من أجل تطوير التعاون بشكل أكبر في مجالات مختلفة كالأمن والاقتصاد والثقافة والتنمية الاجتماعية.
ويشارك في اجتماع منتدى التعاون التركي- العربي كل من وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، والأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، ووزراء من 15 دولة، وممثلي 6 دول أخرى.
وفي كلمة له في الاجتماع الصباحي، قال وزير الخارجية التركي، احمد داود أوغلو، إن هذا المنتدى يحمل أهمية بالغة لاسيما في ظل الظروف الحالية التي تشهدها المنطقة، مؤكداً أهمية التعاون المشترك بين تركيا والعالم العربي، داعياً في الوقت ذاته إلى ضرورة العمل الجماعي من أجل تعزيز مجالات التعاون، من أجل توفير حياة مرفهة لشعوب الحانبين، وتعزيز الأمن والسلام الإقليميين.
ولفت الوزير التركي،خلال كلمته، أن التعاون التركي-العربي، تجلى واضحاً في مواقف عدة، بينها، مشاركة تركيا الوفد العربي الوزاري، إلى قطاع غزة، من أجل التضامن مع أبناء الشعب الفلسطيني، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، مثمناً المواقف المصرية التي عملت جاهدة إلى جانب مواقف بعض الدول الشقيقة، من أجل وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين في قطاع غزة.
وأضاف أوغلو إن زيارة قطاع غزة، لم تكن من أجل غزةوفلسطين فقط، بل من أجل تحرير الضمير الإنساني ومن اجل وقف معاناة الفلسطينيين أمام آلة الحرب الإسرائيلية.
إلى ذلك، تطرق وزير الخارجية التركي، إلى الحدث الذي وصفه ب"التاريخي" عبر حصول فلسطين على دولة "مراقب" غير عضو في الأممالمتحدة، مؤكداً أن هذا الحدث كان نصراً للجميع، ويعود في الأساس إلى الفلسطينيين الذين عانوا الكثير، مشدداً على ضرورة التواصل معاً من أجل حصول فلسطين على العضوية الكاملة في المنظمة الدولية.
وأضاف قائلاً:" تصويت 138 دولة لفلسطين،يعكس الضمير الإنساني الذي قرر إن يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
واعتبر الوزير التركي، ما يجري على الساحة السورية، بأنه امتحان للضمير الإنساني، قائلاً:" إن النظام السوري يقوم بقتل أبناء شعبه، حتى وصل عدد القتلى حتى يومنا هذا نحو 35 ألفا من النساء والرجال والأطفال، في حين وصل عدد الذين غادروا إلى دول الجوار نحو 500 ألف لاجئ".
وأكد على أن النظام السوري لن ينتصر في هذه الحرب، وأن إرادة الشعب السوري لا يمكن كبتها، داعياً إلى تأسيس مرحلة انتقالية خلال فترة قصيرة، من اجل تحقيق المساواة والتفوق القانوني. مواد متعلقة: 1. تركيا تدعم فلسطين في سعيها للأمم المتحدة 2. تركيا تحتضن فلسطين على مشارف التاريخ 3. أردوغان: تركيا تسعى لإحلال السلام في المنطقة