ذكرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية اليوم الأربعاء أنه من الضروري أن تحظى الحكومة الانتقالية السورية بالدعم العربي والغربي ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، جنبا إلى جنبا مع دعمها المعارضة كبديل ديمقراطي بعد عقود من الحكم الاستبدادي الذي شهدته سوريا، لافتة إلى بدء السباق داخل الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة السورية لاختيار رئيس وزراء جديد من بين عدة أسماء يتم طرحها الآن. وأشارت الصحيفة الأمريكية في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني أن الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة السورية عقد أولى اجتماعاته اليوم لمناقشة اقتراح تشكيل حكومة انتقالية، غير أن الآراء الرافضة لذلك الاقتراح ظهرت منذ البداية، الأمر الذي يشير إلى الانقسام الشديد بين خصوم الأسد.
ولفتت الصحيفة إلى أن المجلس الوطني السوري - الذي تشكل السنة الماضية في العاصمة التركية إسطنبول وسيطر على أغلبيته الإخوان المسلمون - لم يحظ بالتأييد الكبير، غير أن الائتلاف الجديد الذي تشكل في وقت سابق من الشهر الحالي، حظي بتأييد دولي وخليجي، لافتة إلى أن الائتلاف الجديد للمعارضة السورية يحوي داخله 27 عضوا من المجلس الوطني السوري، الأمر الذي أجج الخلاف فورا عند بدء الاجتماع حيث طالب المجلس برفع نسبة مشاركته في الاجتماع.
ونقلت الصحيفة عن أحد أعضاء المجلس الوطني السوري- رفض الإفصاح عن هويته- قوله تعليقا على تلك الأحداث "لن تتطور الأمور حتى نجد حلا لذلك الخلاف، فمستقبل سوريا على المحك والإخوان المسلمون يدفعون بكل قوتهم للاستحواذ على المزيد من المقاعد داخل الائتلاف في الوقت الذي يسيطرون فيه فعليا على نصف عدد المقاعد".
ولفت صحيفة كريستيان ساينس مونيتوور الأمريكية إلى أن زعيم الائتلاف أحمد معاذ الخطيب رفض مرارا وتكرارا مفهوم العرقية، حيث يراه الكثيرون شخصية دينية ذات ثقل واحترام داخل سوريا ومحاور مع القوى الخارجية عن كونه قائد لمنصب، مضيفة أن أغلب الحديث إلى الآن لم يشارك فيه الخطيب بشكل كبير على الرغم من المشاركة القوية لنائبه الأول رياض سيف والأمين العام للائتلاف مصطفى صباغ.
وتطرقت الصحيفة في سياق تقريرها إلى الأسماء المرشحة لشغل منصب رئيس الوزراء للحكومة الانتقالية، ومن بينها رياض حجاب أكبر مسئول سوري أعلن انشقاقه منذ قيام الثورة السورية، غير أنها أشارت إلى أن تاريخه السابق داخل حزب البعث ربما يقصيه من الاختيارات، فضلا عن وزير الزراعة السابق أسعد مصطفى وهو من الشخصيات التي تحظى بالاحترام داخل سوريا، ويقيم حاليا في الكويت بعد أن ترك بلاده منذ عقود طويلة عقب احتجاجه على سياسة الرئيس السوري السابق حافظ الأسد.
وأضافت الصحيفة أن هناك أيضا أسماء يتم طرحها داخل الائتلاف السوري للقوى المعارضة والثورة السورية لشغل المنصب مثل المعارضين البارزين عارف دليلة وفواز تيلو فضلا عن ترديد اسم أحد أعضاء المجلس الوطني السابقين أديب الشيشكلي، والذي استقال اعتراضا على ما أسماه ب "التلاعب" في نتائج انتخابات المجلس لصالح الإخوان المسلمين، لافتة إلى أن الشيشكلي يعمل حاليا في تأمين المساعدات والدعم الاقتصادي للائتلاف.