يصل وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى العاصمة الجزائرية غدا الأحد فى زيارة قصيرة يجرى خلالها محادثات مع كبار المسئولين تتناول آخر التطورات في سوريا وشمال مالى وسبل تعزيز التعاون بين البلدين فى كافة المجالات. وذكرت تقارير صحيفة محلية اليوم السبت أن زيارة داود أوغلو للجزائر تعد الأولى منذ سنوات لوزير خارجية تركي، وتأتى في ظل "أزمة صامتة" بين البلدين تسبب بها عدم توافق الحكومتين على الموقف من ثورات "الربيع العربي" خصوصا في ليبيا حيث أبدت الجزائر تحفظات كبيرة على تدخل قوات حلف شمال الأطلسي في وقت وقفت تركيا بقوة إلى جانب هذا التدخل ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي. وأضافت التقارير أن المحادثات بين الجانبين سوف تتناول مدى مساعدة تركيا في إقناع الموقف الدولي بأهمية تجنب خيارات التدخل العسكري في شمال مالي. كان رئيس وزراء الجزائر السابق أحمد أويحيى قد شن هجوما عنيفا على تركيا بسبب استغلالها للاستعمار الفرنسي في بلاده، لأغراض سياسية خاصة في الجدل الذي أثاره قانون البرلمان الفرنسي المجرم لما وصفه ب"إبادة" الأرمن. ودعا أويحيى فى تصريحات له فى شهر يناير الماضي تركيا إلى عدم "المتاجرة بدماء الجزائريين وذلك ردا على اتهام رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان فرنسا بارتكاب "إبادة" في الجزائر في رد فعل منه على تبني فرنسا قانونا يجرم إنكار "إبادة" الأرمن. وقال أويحيى إن تركيا هي التي سلمت الجزائر للفرنسيين بعد ثلاثة ايام من بداية الغزو (سنة 1830) وتركيا صوتت في الأممالمتحدة ضد كل القرارات التي كانت في صالح الجزائر قبل استقلالها (في 1962)". وقدرت قيمة المبادلات التجارية بين الجزائر وتركيا سنة 2011 بأربعة مليارات دولار وتصنف تركيا، ضمن أهم عشرة شركاء تجاريين للجزائر. كما وصل حجم الاستثمارات التركية بالجزائر العام 2011 حوالي 350 مليون دولار حسب تقارير نشرتها وسائل إعلام محلية، موزعة أساسا على قطاعي البناء والأشغال العمومية والصناعة خاصة مجال المنظفات، إضافة إلى الري والصناعة الغذائية، حيث تنشط حوالي 150 شركة تركية بصورة منتظمة في السوق الجزائري.