أبدت كلا من هولندا وألمانيا استعدادها إرسال صواريخ من طراز "باتريوت" إلى الحدود التركية مع سوريا، بسبب المخاوف المتزايدة من امتداد الحرب هناك إلى الأراضي التركية، في مسعى لفرض حصار عسكري على نظام دمشق لأجل إسقاطه. وشهدت الحدود التركية السورية، التي تمتد على مسافة تسعمائة كيلومتر وتحوي مخيمات للاجئين السوريين، خلال الشهرين الماضيين تبادلا لإطلاق النيران وإسقاط القذائف بين الجانبين السوري والتركي. وقبل أيام أعلنت المملكة المتحدة استعدادها للتدخل العسكري في سوريا، لوقف المجازر التي يرتكبها النظام السوري بحق الشعب، والتي أسفرت منذ اندلاع الثورة عن مقتل 30 ألف شخص. ويطالب الائتلاف الوطني السوري، المشكل مؤخرا، المجتمع الدولي تقديم الدعم المسلح للجيش الحر لأجل إسقاط نظام دمشق، كما طالب رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا بتسليح الجيش السوري الحر، قائلاً إنه يتوقع استجابة للنداء الفرنسي في هذا الاتجاه. وقال المعارض السوري البارز هيثم المالح، ل " خلال زيارتي الأخيرة للحدود التركية كان هناك نقل صواريخ أرض جو للحدود السورية التركية، وهو ما يلوح بحدوث شيء في الأفق". وكانت صحيفة "زودويتشه تسايتونغ" الألمانية، قد ذكرت أن أنقرة ستطلب من حلف الأطلسي رسمياً، نشر صواريخ على حدودها مع سوريا بسبب المخاوف المتزايدة من امتداد الحرب هناك إلى الأراضي التركية. وكان مصطفي اللباد، رئيس مركز الشرق للدراسات الإقليمية والإستراتيجية بالقاهرة، قد قال ل إنه يستبعد خوض تركيا حرب ضد الأسد قبل حسم الانتخابات الرئاسية الأميركية باعتبارها عضو في حلف الناتو، مشيرا إلى أن تركيا ستصعد خلال الفترة القادمة من موقفها ضد دمشق، كما أن قذفها للحدود السورية جاء لحفظ ماء وجهها. وصرح توماس دي ميزير، وزير الدفاع الألماني، أن برلين تبحث إمكانية نشر صواريخ على حدود تركيا كإجراء احترازي، فيما تنتظر هولندا طلبا رسميا من اسطنبول لنقل صواريخها.