اتهم تقرير تقصى الحقائق، فى كارثة قطار أسيوط، الدولة «تلميحا» بإهمال قرية منفلوط، وعدم الاهتمام بتوفير الخدمات الطبية فى المستشفيات، بما أسفر عن ارتفاع عدد ضحايا الحادث الأليم، إلى أكثر من 50 طفلا، وكشف التقرير أن الأطباء غادروا المستشفى فى الخامسة عصرا، وتركوا الأطفال غارقين بدمائهم، فيما تواصلت أمس تحقيقات النائب العام، مع الدكتور محمد رشاد المتينى، وزير النقل المستقيل، الذى أكد أن خطط منظومة السكك الحديدية التى وصفها بال «متوقفة بسبب قلة الإمكانيات»، وأكدت مصادر لجنة تقصى الحقائق «لقتلة المتظاهرين» أنها تبحث إمكانية ضم ملف حادث أسيوط إلى ملفاتها، وفى حال موافقة رئيس اللجنة على المقترح سيتم رفعه إلى رئيس الجمهورية للتصديق عليه، ودافعت زوجة عامل المزلقان عن زوجها المتهم بالإهمال، قائلة: إنه لا يتعاطى الحشيش، ولا يقصر فى أداء عمله. وكشف تقرير اللجنة التابعة للمجلس القومى لحقوق الإنسان، أن الأطباء تواجدوا بشكل مكثف أثناء زيارة وزير الصحة للمستشفى وحرصوا على التقاط الصور معه، وفى تمام الساعة الخامسة مساء، خلا المستشفى تماما من الأطباء الذين تركوا الأطفال المصابين غارقين فى دمائهم. ووصف التقرير نظام السكك الحديد فى مصر بأنه يفتقد للأمان، كما وصف الطرق فى قرية منفلوط بأسيوط بغير الممهدة على الإطلاق وهناك صعوبة شديدة لسير السيارات عليها، الأمر الذى أدى إلى تعثر وصول سيارات الإسعاف لمنطقة الحادث بالسرعة المطلوبة. قال محمد زارع، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان: إن المجلس قام بإعداد تشكيل لجنة تقصى حقائق بأمر أصدره الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، وستقوم اللجنة برفع تقريرها إليه. وحسب التقرير، فإن «مزلقان الموت» شهد عدة حوادث، منها حادث منذ أيام لسيارة نقل، لكن لا أحد اهتم بالأمر نظر لقلة الخسائر. وفى السياق ذاته قرر المستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام، صرف كل من محمد رشاد المتينى وزير النقل المستقيل، من سراى النيابة بدار القضاء العالى بعد سماع أقواله، مشيرا إلى أن التحقيق استمر لمدة ساعة ونصف الساعة، وتطرق الوزير المستقيل خلال التحقيقات إلى النظام المتبع لتشغيل القطارات عبر الوسائل الإلكترونية، وإمكانيات وخطط تطوير هيئة السكة الحديد وإدخال الوسائل الآلية والعمل على تأهيل العناصر البشرية، وأشار إلى أنه تم تطوير خط «الإسكندرية- القاهرة» بالأنظمة الحديثة وجار إدخال منظومة التطوير فى كل الطرق الخاصة بالسكة الحديد، مبررا تأخر التطوير بقلة الإمكانيات المادية. واستقل الوزير بعد التحقيقات لدى خروجه من دار القضاء العالى، مترو الأنفاق متوجها إلى بيته، حيث نشبت بينه وبين الركاب مشادات، انفعل على إثرها قائلا: «اللى مش عاجبه حاجة يصلحها بنفسه». وزار حمدين صباحى، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية مستشفى أسيوط لتفقد الحالة الصحية للجرحى، وتقديم العزاء لأهالى الضحايا. ووصل حمدين صباحى على رأس وفد من التيار الشعبى يشمل خالد على، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، كما صاحبه فى الجولة الدكتور عزازى على عزازى، محافظ الشرقية السابق وعضو مجلس أمناء التيار الشعبى، والناشطة الحقوقية الدكتورة منى سيف، والناشط السياسى مصطفى شوقى. وتقيم الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية بأسيوط سرادقا لتأبين شهداء حادث تصادم أوتوبيس بقطار 165 وبحضور أسر الشهداء بمركز شباب قرية المندرة بمركز منفلوط. وقال الشيخ عزت عبدالبديع، مسئول الجماعة الإسلامية بقرية المندرة بمنفلوط، إن هناك وفدا من مجلس شورى الجماعة سوف يشارك فى هذا التأبين، ومن المحتمل أن يكون على رأس الوفد الشيخ محمد حسين يعقوب وبعض الرموز الدينية ويأتى ذلك فى صورة مواساة وتخفيف عن آلامهم. وأضاف الشيخ «حمادة نصار»، المتحدث باسم الجماعة الإسلامية بأسيوط، إن الحادث أليم ولابد من محاسبة المقصرين ومحاكمة الفاسدين.