أقامت اليوم جمعية "حماية المشاهدين والمستمعين والقراء" بكلية الإعلام جامعة القاهرة ندوة حول أهداف الجمعية وحضرها العديد من الشخصيات العامة ورجال الإعلام وكان على رأسهم الدكتور عبد الحيد اباظة مساعد وزير الصحة، والدكتور حسن عماد عميد كلية الإعلام، والدكتور محمود علم الدين وكيل كلية الإعلام، وخالد جبر نائب رئيس تحرير الأخبار، والدكتور محمد بسيوني مدير تحرير جريدة الأهرام"، وتناقشوا من خلال الندوة حول المشكلات التي تسببها الإعلانات المضلله وكيفية التصدي لها. قال الدكتور حسن علي رئيس جمعية "حماية المشاهدين والمستمعين والقراء": إن الجمعية أنشأت في عام 1992 وكنت قد تركت الاذاعة والتلفيزيون منذ ما يقارب ال 18 عاما بعدما حدث لي مضايقات من وزير الإعلام السابق صفوت الشريف لانشائي الجمعية والتي تم إيقافها حينها وأعادت افتتاحها في عام 2011، سعيًا لوقف الإعلانات التي تروج الأدوية وتجربها على الشعب المصري والتي يصعب القبض على مروجيها بسبب عدم وجود مقر معين لايًا من تلك الشركات التي تعلن عن منتجاتها، فالحصول عليها لا يحتاج إلا الإتصال هاتفي.
وتابع قائلا: إن بعض القنوات تروج إلى أدوية جنسية خطيرة، تؤثر على المواطن المصري وعندما حاولنا رفع قضية على بعض تلك القنوات التي تعلن عن تلك المنتجات عبر شاشتها كقناة التت للرقص قالت النيابة لا يمكن رفع دعوة أو عمل محضر لأن القناة لا تمتلك مقر رسمي لها في مصر، ولا يمكن ايقافها لأنها لا تُبث عبر القمر الصناعي النايل سات بل تذاع عبر أحدى الاقمار الأوروبية. ووجه شكرا الى قناة الناس وقناة الازهري اللتان ضحيا بالعائد المادي الكبير الذي يحصلون عليه من الإعلانات بإقافهما لتلك الإعلانات وفسخ العقد مع شركات الدواء الغير رسمية. واشار الدكتور حسن علي إلى انه حتى الآن لم تحصل الجمعية منذ نشأتها على أي دعم أو تمويل مادي وأنه هو من يتكفل بكل المصروفات التي تحتاجها الجمعية من أجل حماية المواطن المصري مما يتعرض له من نصب وأحتيال علني. وتحدث أيضًا الدكتور عبد الحميد أباظة مساعد وزير الصحة، وأحد أبرز الشخصيات التي شاركت بالمؤتمر وتطرق من خلال كلمته عن المخاطر التي تواجه المريض بسبب الإعلانات المضللة، وتحدث أيضًا عن دور وسائل الأعلام في هذه المشكلة، حيث قال: هذه الإعلانات أصبحت تشكل خطر كبير على صحة المواطن المصري، ومن خلال عملي كطبيب وردت على حالات متدهور بسبب المنتجات المعلن عنها وغير الخاضعة لوزارة الصحة، ومن بين هذه الحالات جاءت لي سيدة حالتها في غاية التدهور، وقالت لي: إن الطبيب طلب منها أن تتوقف عن تناول العلاج، وأن تداوم على تناول نوع من عسل النحل وهو الذي يقوم ببيعه لها ومن المفترض أنه يحتوي على خلطة معية تشفي دون تناول العلاج، ولحقنا بهذه السيدة وهي في حالة متدهور، وقمت بغلق عيادة الطبيب المعالج لها وكانت بمنطقة شبرا.
وعن أكثر الإعلانات خطورة قال دكتور عبد الحميد: وصلت الجرئة بالقائمين على هذه الإعلانات أن يقدموا إعلان عن بيع الأعضاء، وأرسلت لهذه القنوات لكي تتوقف عن هذه الإعلانات بحكم عملي كرئيس "اللجنة العامة لتجارة الأعضاء"، وهناك من أستجاب لطلبي وهناك من تجاهله. وقال أيضًا: أرسلت جواب لوزارة الإعلام لعمل إعلانات مضادة لهذه الإعلانات ولكن للأسف طلبوا مقابل مادي يفوق قدرتنا. وأضاف دكتور عبد الحميد: التوعية على مثل هذه الإعلانات من داخل كلية الإعلام أمر ضروري وسيكون له دور كبير في مواجهة هذه المشكلة. فيما قال دكتور محمود علم الدين وكيل كلية الإعلام: بعض برامج التوك شو ما عادت تحترم المشاهد الى أن بعض الحلقات تخل بالحياء العام, وبرامج التوك شو أصبحت مملة لدرجة أن الاعلامي الكبير عماد الدين اديب أصبح يعرض حلقات أجتماعية بعيدا عن الوسط السياسي, وتابع قائلا: برنامج الإعلامي طوني خليفة يتحدث في أمور غير لائقة عبر برنامجه كالحلقة التي اتى بها بملحد وغيرها عن الجنس قبل الزواج.
وقال زينهم البدوي مذيع بأذاعة صوت العرب والمدير العام للتدريب العلمي بقطاع الاذاعة: الحل الوحيد هو إيقاف تلك الاعلانات عبر إغلاق القنوات التي تروج لها, لتتعظ باقي القنوات ويمتنع عن التعاقد مع أي شركة تدفع لهم اية اموال لعرض أي منتج غير مرخص او مصرح به من وزارة الصحة و حماية المستهلك.
وفي النهاية أختُتم المؤتمر بكلمة الدكتور حسن عماد عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وقال: كلية الإعلام هي بيت الإعلاميين الأول وهي الكلية التي تحتضن جميع الأنشطة وترعى جميع أبنئها سواء من يعملون بها أو من يعملون خارجها، فكلنا ننتمي لنفس الكيان والأهداف مشتركة، كما أشكر الأخ والصديق الدكتور حسن على على فكرة إنشاء الجمعية، وأتصور أن يكون لهذه الجمعية دور كبير جدًا خاصة في الظروف التي تشهدها البلاد والأداء الغير منضبط في بعض وسائل الإعلام ومن بعض زملائنا الإعلاميين، وهناك حالة إنفلات واضحة وشديدة جدًا فيما يتعلق بالمحتوى الذي يقدم سواء في الصحف أو في القنوات الإذاعية أو التليفزيونية، وربما القنوات الإذاعية تكون أقل خطرًا، والصحف لديها أخطاء كبيرة و التليفزيون لديه الأخطاء الأكبر مع أحتراي لكل زملائي في القنوات التليفزيونية، ومحاولة ترشيدد الجمعية للمجتمع من خلال وسائل الإعلام أتصور أن يكون دور الجمعية مهم جدًا.