ذكرت مجلة (تايم) الأمريكية أن الإعلان عن التشكيل الجديد لقيادة المعارضة السورية،يعد بمثابة تذليل للعقبات التي طالما تذرعت بها القوى الغربية، لدعم الثوار بالعتاد العسكري اللازم للاطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد . واعتبرت المجلة الأمريكية، في مستهل تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني، أن الغرب واهم إذا حاول التمهيد لنظام موال لدولة عربية تعيش فترة انتقالية، لمجرد أن الدعوة للتوصل إلى هذا الاتحاد بين قوى المعارضة جاءت من قوى الغرب ولم تنبع من قلب الثورة.
ورجحت المجلة أن يتم استخدام الاعتراف بالائتلاف الوطني بصفته "حكومة منفى" كوسيلة للضغط على الداعمين الغربيين لنظام الأسد، وتحديدا روسيا للسماح بتمرير مزيد من الضغوط الأممية على الأسد ، مشيرة إلى أن موسكو كانت ترى أنه لا بديل شرعي لنظام الأسد في ظل حالة الفوضى وعدم التنظيم التي تعانيها قوى الثورة.
كما رجحت المجلة أن تكون "الحكومة المؤقتة" بمثابة القناة النظرية الوحيدة التي يمكن تمرير المساعدات العسكرية عبرها للثوار المقاتلين، لافتة إلى أن القوى الغربية الداعمة حتى الآن تميل إلى توجيه دعمها للحلفائها المفضلين من مقاتلي الثوار، والتي لا يوجد تكافؤ بينها بين قوات النظام كما وكيفا.
ورأت مجلة "تايم" الأمريكية أن التحدي الذي يواجهه هذا الائتلاف الذي ينتسب إلى القوى الغربية، هو مدى استطاعته انتزاع اعتراف قوى المعارضة السورية على الأرض، ولاسيما بعد أن أصبح بمثابة القناة الوحيدة للدعم الغربي سياسيا وعسكريا.
ونقلت عن جوشوا لانديز، المتخصص في الشأن السوري لدى جامعة أوكلاهوما الأمريكية قوله: "هذه خطوة عظيمة من جانب الغرب والمعارضة السورية على السواء، لكن السؤال الأهم هو "هل بالإمكان توحيد المعارضة المسلحة على الأرض، وهي التي لم تشارك في هذه العملية، وجعلها تعترف بهذا الائتلاف".
ولفتت المجلة إلى أن الولاياتالمتحدة قاومت حتى الآن الدعوات المطالبة بتزويد الثوار بصواريخ أرض-جو، وأسلحة مضادة للدبابات ، وذلك لتخوف واشنطن من إمداد من تراهم خصوما لها بأسلحة من هذا النوع ، مشيرة إلى تأكيد السفير الأمريكي لدى سوريا، روبرت فورد للجماعات المتفاوضة في العاصمة القطرية الدوحة بأن "يتراجعوا نهائيا" عن فكرة المساعدات العسكرية الأمريكية ، ودعته تلك الجماعات إلى التركيز، بدلا من ذلك، على استراتيجية سياسية للاطاحة بنظام الأسد.
وقالت المجلة في ختام تعليقها إن القوى الغربية قد تعلمت دروسا مؤلمة من محاولاتها الفاشلة مع القيادة العراقية بعد الرئيس الراحل صدام حسين ، غير أن المخاطر التي فرضتها رحى الحرب الأهلية الدائرة في سوريا - منذرة بتخطي حدودها - تغري تلك القوى على الإقدام على مجازفة جديدة.