نوهت صحف سعودية، فى افتاحيتها اليوم الأحد، بالمكاسب العسكرية التى تحققها قوى الثورة السورية على الأرض والتى وصلت إلى حد توجيه ضربات للنظام فى قلب العاصمة دمشق، وحملت قوى المعارضة السياسية فى الخارج مسئولية الإخفاقات، ودعتها إلى أن تكون على مستوى التضحيات التى يقدمها المناضلون فى الداخل وأن يتوحدوا على قلب رجل واحد حتى يتم تحقيق الأهداف المشتركة. وكتبت صحيفة (اليوم) تحت عنوان (سوريا.. قسوة النظام وفوضى المعارضة) "يتمثل الخطر على النظام فى أن الجيش السورى الحر بدأ يكسب أراضى فى درعا ودمشق والشمال والشرق وتطال عملياته مناطق محصنة فى دمشق نفسها وقرب قصور الأسد، بعكس تعهدات إعلام النظام ومحلليه الذين كانوا ومنذ شهور يبشرون أنفسهم وأتباعهم بمعارك كبرى فى حلب وهزيمة المعارضة فى أيام معدودات". ورأت أنه إذا ما توحدت قوى الثورة السورية سياسيا، وبالتالى عسكريا، فإن دول العالم سوف تسعى إلى طلب ود الثورة وتقديم دعم حقيقى لها. فى الشأن نفسه، قالت صحيفة (المدينة) "أصبح من الواضح أن تأخر إنهاء الأزمة السورية يعود فى أحد أسبابه الرئيسة إلى الخلافات القائمة بين قوى المعارضة نفسها، وهو ما أمكن ملاحظته بوضوح من خلال عجز اجتماعات الدوحة حتى الآن عن تحقيق الحد الأدنى من التوافق بين التشكيلات المختلفة للمعارضة، إلى جانب الانتقادات التى يواجهها المجلس من قبل أعضائه من جهة ومن الخارج من جهة أخرى، إضافة إلى الخلافات الجديدة التى برزت على هامش اجتماعات الدوحة على أثر ما عرف بالمبادرة الوطنية التى طرحها المعارض السورى رياض سيف، وانتخاب جورج صبرا رئيسا للمجلس مساء أمس الأول خلفا لعبد الباسط سيدا قبل حسم الخلاف على تشكيل معارضة موحدة تنبثق عنها حكومة مؤقتة ومؤسسات انتقالية". وأضافت "لعل العقدة الرئيسة التى تواجهها المعارضة السورية والتى تحد من فاعليتها تتمثل فى أزمة الثقة بين المعارضة الخارجية والمعارضة الداخلية التى تعتقد أن ثمة أسماء من معارضى الخارج فرضت عليها فرضا، كل همها الحصول على جزء من كعكة الحكم بعد زوال نظام الأسد الذى بدا من الواضح فى ضوء الحديث الذى أدلى به الرئيس الأسد لقناة (روسيا اليوم) مؤخرا بأنه يحتضر". ورأت الصحيفة أن البديل الوحيد فى حالة فشل المعارضة السورية فى توحيد صفوفها وفق ما يراه المراقبون هو تشكيل مجلس بديل داخل سوريا. وقالت صحيفة (الوطن) السعودية فى ذات الشأن، تحت عنوان (للوصول إلى حكومة انتقالية سورية) "كان من الجيد أن الخلافات الجانبية مع لجان التنسيق المحلية لم تعطل المجلس الوطنى السورى عن ممارسة ديموقراطيته بانتخاب رئيس جديد له، قبل أن تستمر اللقاءات مع مجموعات المعارضة الأخرى فى العاصمة القطرية الدوحة، للاتفاق على رؤية واقعية مستقبلية لدولة تظهر كل أفعال وتصريحات رئيسها المرفوض شعبيا أنه يعيش خارج الواقع، ويصر على البقاء على رأس النظام حتى ولو كلف الأمر عشرات الألوف من الضحايا". وشددت (الوطن) على أن المطلوب من المجتمعين فى الدوحة بذل الجهد لتجاوز السلبيات والعمل بإيجابية على تسهيل السبل للآخرين لمد يد العون للشعب.. فالمرحلة تتطلب وضع الخلافات جانبا، والاتفاق على العمل لمصلحة الشعب السورى عبر تشكيل جبهة معارضة موحدة تخرج عنها حكومة انتقالية تسعى للحصول على اعتراف رسمى من الدول العربية وغير العربية، وحين يحدث ذلك فإن الدول الداعمة للنظام السورى الحالى ستصطدم بواقع مختلف عما اعتادت عليه، وربما تضطر إلى تغيير مواقفها أو الضغط على النظام لإنهاء الأزمة. وقالت صحيفة (عكاظ) "إن زيارة وزير خارجية روسيا للمنطقة وإطلاقه تصريحات لم تغير من الموقف الروسى تجاه القضية السورية وإن فهم منها البعض أنها مؤشر على رغبة فى البحث عن مخرج من الدائرة المغلقة بعد أن تبين أن بشار لم يعد قادرا على تحمل توالى الضربات الموجعة من المعارضة المسلحة التى بات حضورها وتأثيرها قويا على المسار الدبلوماسى". وبنيت أن المعارضة السورية بدت فى حال تجاذب بين القوى الرئيسة فيها ضمن سياق محاولة تأسيس كيان يمثل الجميع قادر على مواجهة المرحلة بكل تداعياتها الداخلية والخارجية، خاصة بعد صدور إشارات من دول كبرى تشكك فى قدرة المجلس الوطنى الحالى على تمثيل حقيقى للثورة بكل أطيافها. واعتبرت أن نجاح المجلس الوطنى فى مواجهة التحديات الكبرى هو الضمان فى عبور المرحلة الحرجة بكل تشابكاتها المحلية والإقليمية والدولية، فهل يتمكن من عبور المرحلة بما يطمئن على مستقبل سوريا؟.