يعتبر ضيق الشرايين التاجية أو انسدادها من أهم أسباب الوفاة الفجائية، وفى بعض الأحيان المبكرة فى جميع دول العالم وخاصة الدول المتقدمة، ومع تغير نمط الحياة العصرية فى مصر نجد أنه قد أصبح أيضا من أهم وأخطر أسباب الوفاة لمتوسطى العمر، وبالتالى فإن الرؤية المباشرة واكتشاف ضيق هذه الشرايين مبكرا يساعد على تجنب المشاكل الناجمة عن هذا الضيق وإنقاذ عدد كبير من هؤلاء المرضى من الأخطار العديدة. ولقد طالعتنا الأوساط العلمية باختراع مذهل للرؤية المباشرة للشرايين التاجية المختلفة، مع تحديد مدى ضيق هذه الشرايين، والرؤية المباشرة للعيوب الخلقية لهذه الشرايين بواسطة الأشعة المقطعية متعددة الشرائح، مما يساهم فى الكشف المبكر عن أمراض الشرايين التاجية بدون استخدام أى قساطر شريانية، وفقط باستخدام صبغة وريدية غير متأينة (لا تسبب أى أعراض جانبية تذكر) وتتيح بدقة تشخيص ضيق هذه الشرايين وتحدد درجتها بكفاءة عالية.
يقول د. وحيد طنطاوى، أستاذ الأشعة التشخيصية بطب عين شمس: إن استخدام هذه التقنية يوفر أيضا طريقة لقياس درجة تكلس الشرايين التاجية، وهذا فى حد ذاته يعكس درجة الإصابة بتصلب الشرايين، مما يحدد نسبة الإصابة بضيق الشرايين التى قد تؤدى إلى سكتة قلبية أو جلطة فى عضلة القلب، ومعرفة درجة التكلس تساعد الطبيب المعالج فى تحديد بعض أنواع الأدوية الوقائية التى تقلل بدرجة كبيرة من خطورة تصلب الشرايين وتساعد فى منع حدوث هذه المضاعفات الخطيرة.
ويعتبر هذا الاكتشاف بشرى سارة للمرضى الذين تم تركيب دعامات مختلفة لهم، وكذلك للمرضى بعد عمليات التوصيلات الشريانية المختلفة Bypass، وبالذات التوصيلات الشريانية والوريدية، حيث إن هذا الجهاز يساعد على متابعة هؤلاء المرضى واكتشاف أى ضيق فى هذه الدعامات أو التوصيلات بدرجة كبيرة وبدون استخدام القساطر، مع تحديد كفاءة عملها، وبذلك يساعد على طمأنة هذه الفئة من المرضى وأطبائهم بدرجة كافية، مما يتيح لهم راحة البال والاستمرار فى حياتهم الطبيعية.
ومن مميزات هذا الجهاز رؤية جدارالشرايين التاجية من الخارج للكشف عن الأجزاء المتصلبة بالشرايين والتكلسات المختلفة، وكذلك الأنسجة الرخوة والتخثرات المسببة للضيق و الانسداد، بالإضافة إلى رؤية تجويف الشريان الداخلى لتحديد مدى الضيق، بدون استخدام قساطر، وكذلك الرؤية المختلفة لهذه الشرايين من الزوايا التى قد لا تكون متاحة باستخدام الطرق الأخرى، ويمكن بواسطة هذا الجهاز تحديد مدى كفاءة عمل عضلة القلب وحيويتها، مع أخذ فكرة جيدة عن مدى كفاءة عمل الصمامات المختلفة.
الاستخدام الأمثل لهذا الفحص: يقول الدكتورأحمد سمير، مدرس الأشعة التشخيصية بجامعة عين شمس: إن الاستخدام الأمثل لهذه الطريقة يكون للمرضى الذين يعانون من ضيق بالصدر وألم يشبه الألم الناتج عن ضيق الشرايين التاجية والذبحة الصدرية، ولكنه قد يكون مختلفا بعض الشىء مما يسبب حيرة للأطباء، بالذات للمرضى ذوى الخطورة المتوسطة، وكذلك للمرضى الذين لا يعانون من أعراضه لكن معامل الخطورة للإصابة بالمرض قد يكون مرتفعا مثل المرضى الذين يعانون من ارتفاع فى نسبة الكوليسترول، أو وفاة أقارب الدرجة الأولى بالسكتة القلبية، أوارتفاع ضغط الدم، مما يعرضهم لخطورة الإصابة بنفس المرض. ويضيف أ.د. وحيد طنطاوى أنه يمكن استخدام هذه الطريقة كذلك فى الحالات التى تعوق فيها الحالة الصحية للمريض عمل قسطرة القلب التقليدية، أو قبل جراحات القلب المفتوحة حيث تتيح هذه الطريقة الكشف عن أمراض الشرايين التاجية التى قد تسبب مضاعفات لمرضى جراحة القلب. أما هؤلاء المرضى الذين تم إجراء توصيلات شريانية ووريدية لهم فإن هذه الطريقة الآمنة تساعد فى المتابعة لمرات عديدة ومتتابعة وذلك بعد استشارة الطبيب حتى لا يساء استخدامها، وتعد هذه الطريقة طريقة آمنة لتخفيف آلام ومعاناة المرضى فى الكشف عن هذا المرض الذى يزحف على الشرايين ببطء وبدون مقدمات ليهدد حياة العديد من المرضى.
وتعد هذه الطريقة من الفحوص الآمنة التى تساعد على تخفيف آلام ومعاناة المرضى فى الكشف عن هذا المرض الذى يزحف على الشرايين ببطء وبدون مقدمات ليهدد حياة العديد من المرضى، خاصة مرضى ضغط الدم المرتفع والسكر، والاكتشاف المبكر يؤدى إلى العلاج الأمثل ويمنع حدوث المضاعفات، وكذلك تحديد المرضى الذين يحتاجون أدوية وقائية يساعد على تقليل نسبة حدوث هذا المرض، خاصة فى المرضى الذين لديهم معامل خطورة عال، مثل مرضى ارتفاع الكوليسترول والسكتة القلبية لأقارب الدرجة الأولى وكذلك المرضى الذين يعانون من مرض ضيق الشرايين التاجية.
الصورة على اليسار توضح ضيقا بالشريان التاجى الأيسر باستخدام الأشعة المقطعية متعددة الشرائح ثلاثية الأبعاد، أما الصورة الوسطى فتوضح بدرجة عالية من الرؤية نفس الضيق فى صورة ثنائية الأبعاد، والصورة اليمنى توضح هذا الضيق بواسطة قسطرة القلب للمقارنة.