أكد برنار روجييه مدير المركز الفرنسي للتوثيق والأبحاث الاجتماعية والاقتصادية والقانونية "سيداج" أنه تم تحقيق نحو 80 في المائة من الطموحات السياسية في مصر بعد ثورة 25 يناير. جاء تأكيد روجييه خلال ندوة عقدت اليوم في المعهد الفرنسي في مصر وتستمر ثلاثة أيام تحت عنوان "ثورات ومراحل انتقالية في الوطن العربي: نحو أجندة حضرية جديدة"، وذلك لمناقشة البعد الحضري للتغيرات الكبيرة التي تطرأ على العالم العربي منذ البدايات الثورية منذ عام 2011 حتى التجارب الحالية للتحول الديمقراطي مروراً بالمراحل الانتقالية السياسية.
وقال روجييه أنه ليس من المطلوب الآن إلقاء الضوء على التحولات الديمقراطية لمصر عقب ثورة يناير، مضيفاً "لكن ما ينقص هو وضع التحليلات التي تتناول تأثيرات ثورات الربيع العربي على الحياة اليومية والمعيشية للمواطن العادي.
وتساءل عما إذا كان من الممكن طرح أجندة مشتركة لدول الربيع العربي على غرار الأجندة الأوروبية بهدف أن يلمس المواطن العادي ثمار ونتائج هذه الثورات لأن ما يهم رجل الشارع هو تحسين الظروف المعيشية للمدن التي يقيم بها، لافتاً إلى أن المعمار هو رهان سياسي وتحدي أساسي أمام الحكومة المصرية الجديدة .
وأشار برنار روجييه مدير مركز "سيداج" خلال الندوة التي عقدت بالمعهد الفرنسي في مصر- إلى أن الأنظمة الاستبدادية تسعى دوماً إلى إحداث فجوات اجتماعية واقتصادية وفرقة داخل المجتمع حتى لا يكون هناك توحد في الآراء والحاجات.
واعتبر روجييه أنه ليس هناك صلة بين ازدياد الفقر في المجتمع وصعود التيار الإسلامي، لافتاً إلى أن هناك أحياء فقيرة في مصر لم تصوّت في الانتخابات الماضية لصالح التيار الإسلامي.
من جانبه، قال يوسف دورباج مدير معهد الأبحاث الديموغرافية بباريس أن العالم العربي من المغرب إلى عمان شهد ثورات وتطورات ثقافية وديموغرافية متتابعة، إلا أن توقيت ثورات الربيع العربي لم تكن متوقعة وكانت بمثابة مفاجأة للجميع.
ولفت دورباج إلى أن وقوع هذه الثورات جاء نتيجة لارتفاع معدلات التعليم والثقافة والتطور الديموغرافي التي أدت إلى تكوين جيل منفتح ومثقف قادر على التعبير عن آرائه بحرية وجرأة، معتبراً أن التطور الديموغرافي أقوى من الأحداث السياسية، ومن ثَم قد يسمح المجتمع يوماً ما بتولي إمرأة المناصب السياسية الرفيعة.