شق ملايين الأمريكيون اليوم الثلاثاء طريقهم إلى الدوائر الانتخابية بالمدارس والكنائس وغيرها من مراكز الاقتراع للادلاء بأصواتهم واختيار رئيسهم، أما بالتمديد للرئيس الديمقراطي باراك أوباما ليستمر الرئيس رقم 44 في تاريخ الولاياتالمتحدة، أو انتخاب ميت رومني واختيار رئيس جديد سيكون الرئيس رقم 45 في تاريخ أمريكا، وسط عوامل تأثير قوية تحدد توجهات الأمريكيين أهم القضايا الداخلية وعلى رأسها الاقتصاد وفرص العمل والتأمين الصحي. والأمر الحاسم في فوز أي من المرشحين اليوم هو اقبال أكبر عدد من أكثر من 200 مليون أمريكي على التصويت وسط انشغال الساحل الشرقي الأمريكي بما أصابه من آثار الدمار التي خلفها اعصار ساندي والاستعداد لعاصفة جديدة أقل قوة قال خبراء الأرصاد إنها ستضرب نفس المناطق المنوبة غدا الأربعاء. وقد قام المرشحان بكل ما في وسعهما لجذب الناخبين والولايات المتأرجحة التي يصل عددها إلى 10 ولايات والتي ستكون حاسمة في هذا السباق.. كما شهدت الولاياتالمتحدة إقبالا كبيرا على التصويت المبكر وصل فيه عدد من أدلوا بأصواتهم إلى حوالي 30 إلى 40 مليون ناخب. وقد اختتم أوباما حملته الانتخابية بزيارة ويسكونسن وأوهايو وآيوا، وبدت عليه علامات الارهاق الشديد في أيوا التي منحته فوزه الأول في حملته للسباق إلى البيت الأبيض عام 2008، حيث ذكر الناخبين بانجازاته خلال فترة رئاسته، ومنها إنقاذ صناعة السيارات في أمريكا والتخلص من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وانهاء الحرب في العراق وقرب انهاء الحرب في أفغانستان وعودة القوات الأمريكية من هناك.
وشدد على أنه يحتاج إلى فترة أخرى لاستكمال أجندته للتغيير ودعم الطبقة المتوسطة بالاستفادة من الأموال التي كان الجمهوريون ينفقونها على الحروب وتوفير فرصة عادلة لجميع الأمريكيين بدفع الأثرياء لنصيبهم العادل من الضرائب. من جانبه، عقد رومني لقاء مثيرا الليلة الماضية في ولاية نيوهامبشير، حيث كان قد بدأ حملته الانتخابية منذ أكثر من عام، وذلك بعد أن عقد لقاءات في فلوريدا وفرجينيا وأوهايو.
ويعول رومني في مسعاه للرئاسة على سجله الناجح كرجل أعمال وسياسي حكم ولاية ماساتشوسيتس، مشددا على أن أوباما لم يحدث تغييرا حقيقيا لأمريكا في ظل ارتفاع معدل البطالة والضرائب والحاجة لتوفير فرص العمل، وأكد رومني أنه يعرف كيفية تغيير مسار الأمة وأنه سيفعل ذلك.
وصوت رومني في مسقط رأسه في مدينة بلومونت بولاية ماسوشوستس اليوم الثلاثاء، ثم توجه إلى ولايتي أوهايو وبنسلفانيا لعقد لقاءين أخيرين، أما أوباما فقد أدلى بصوته في شيكاغو وسيقضى اليوم في ولايته. وتظهر مجموعة كبيرة من استطلاعات الرأي التقارب الشديد بين المرشحين أوباما ورومني مع تفوق بسيط لأوباما على الصعيد الوطني.. ولكن القول الفصل سيكون للولايات العشر المتأرجحة التي ستحدد من هو رئيس الولاياتالمتحدة للسنوات الأربع القادمة.