سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن بعد آخر تراجع بمستهل تعاملات السبت 10 مايو 2025    الشقة ب5 جنيهات في الشهر| جراحة دقيقة بالبرلمان لتعديل قانون الإيجار القديم    الهند توقف العمل في 32 مطارا مدنيا بسبب القصف الباكستاني    غزة وسوريا وإيران.. رهان إسرائيل لإعادة تشكيل المنطقة    الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال نور البيتاوي في الضفة الغربية    زعيم كوريا الشمالية: مشاركتنا في الحرب الروسية الأوكرانية مبررة    الهند تستهدف 3 قواعد جوية باكستانية بصواريخ دقيقة    كواليس استعدادات منتخب الشباب لمباراة تنزانيا    عمرو أديب: "الأهلي مبيقعش وكله بيقع والأهلي واقف"    الترسانة يواجه «وي» في افتتاح مباريات الجولة ال 35 بدوري المحترفين    عقب الفوز على بيراميدز.. رئيس البنك الأهلي: نريد تأمين المركز الرابع    مصاب في واقعة مدرسة السلام: «لقيت ناس جايين من بره ومعاهم شوم وضربونا»    السيطرة على حريق داخل عصارة عسل أسود بقنا    عمرو أديب يكشف تفاصيل أزمة أسرة محمود عبدالعزيز وبوسي شلبي    هل تجوز صلاة الرجل ب"الفانلة" بسبب ارتفاع الحرارة؟.. الإفتاء توضح    غدا انطلاق هاكاثون 17.. وحلول تكنولوجية لأهداف التنمية الاكثر الحاحا التعليم والصحة والطاقة والتنمية والمناخ    «غرفة السياحة» تجمع بيانات المعتمرين المتخلفين عن العودة    النائبة سميرة الجزار: أحذر من سماسرة يستغلون البسطاء باسم الحج    «زي النهارده».. وفاة الفنانة هالة فؤاد 10 مايو 1993    ملك أحمد زاهر تشارك الجمهور صورًا مع عائلتها.. وتوجه رسالة لشقيقتها ليلى    «زي النهارده».. وفاة الأديب والمفكر مصطفى صادق الرافعي 10 مايو 1937    تكريم منى زكي كأفضل ممثلة بمهرجان المركز الكاثوليكي للسينما    من هو السعودي حميدان التركي الذي أفرجت عنه أمريكا بعد 20 عاما في السجن؟    «صحة القاهرة» تكثف الاستعدادات لاعتماد وحداتها الطبية من «GAHAR»    حدث في منتصف الليل| ننشر تفاصيل لقاء الرئيس السيسي ونظيره الروسي.. والعمل تعلن عن وظائف جديدة    «بنسبة 90%».. إبراهيم فايق يكشف مدرب الأهلي الجديد    رايو فاليكانو يحقق فوزا ثمينا أمام لاس بالماس بالدوري الإسباني    الكرملين: الجيش الروسي يحلل الهجمات الأوكرانية في ظل وقف إطلاق النار    وزير سعودي يزور باكستان والهند لوقف التصعيد بينهما    عباسى يقود "فتاة الآرل" على أنغام السيمفونى بالأوبرا    حبس المتهم بإلقاء زوجته من بلكونة منزلهما بالعبور.. والتحريات: خلافات زوجية السبب    حريق ضخم يلتهم مخزن عبوات بلاستيكية بالمنوفية    الأعراض المبكرة للاكتئاب وكيف يمكن أن يتطور إلى حاد؟    محاكمة 9 متهمين في قضية «ولاية داعش الدلتا»| اليوم    «بُص في ورقتك».. سيد عبدالحفيظ يعلق على هزيمة بيراميدز بالدوري    مصر في المجموعة الرابعة بكأس أمم إفريقيا لكرة السلة 2025    البترول: تلقينا 681 شكوى ليست جميعها مرتبطة بالبنزين.. وسنعلن النتائج بشفافية    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية بالبنك المركزي المصري    جامعة القاهرة تكرّم رئيس المحكمة الدستورية العليا تقديرًا لمسيرته القضائية    متابعة للأداء وتوجيهات تطويرية جديدة.. النائب العام يلتقي أعضاء وموظفي نيابة استئناف المنصورة    يسرا عن أزمة بوسي شلبي: «لحد آخر يوم في عمره كانت زوجته على سُنة الله ورسوله»    انطلاق مهرجان المسرح العالمي «دورة الأساتذة» بمعهد الفنون المسرحية| فيديو    بسبب عقب سيجارة.. نفوق 110 رأس أغنام في حريق حظيرة ومزرعة بالمنيا    أمين الفتوى: طواف الوداع سنة.. والحج صحيح دون فدية لمن تركه لعذر (فيديو)    النائب العام يلتقي أعضاء النيابة العامة وموظفيها بدائرة نيابة استئناف المنصورة    اليوم.. أولى جلسات محاكمة عاطلين أمام محكمة القاهرة    «لماذا الجبن مع البطيخ؟».. «العلم» يكشف سر هذا الثنائي المدهش لعشاقه    إنقاذ حالة ولادة نادرة بمستشفى أشمون العام    ما حكم من ترك طواف الوداع في الحج؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)    تكريم رئيس هيئة قضايا الدولة في احتفالية كبرى ب جامعة القاهرة    خطيب الجامع الأزهر: الحديث بغير علم في أمور الدين تجرُؤ واستخفاف يقود للفتنة    «المستشفيات التعليمية» تنظم برنامجًا تدريبيًّا حول معايير الجودة للجراحة والتخدير بالتعاون مع «جهار»    هل يجوز الحج عن الوالدين؟ الإفتاء تُجيب    عقب أدائه صلاة الجمعة... محافظ بني سويف يتابع إصلاح تسريب بشبكة المياه بميدان المديرية    رئيس جامعة الإسكندرية يستقبل وفد المجلس القومي للمرأة (صور)    البابا لاون الرابع عشر في قداس احتفالي: "رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع العجائب"    رئيس الوزراء يؤكد حِرصه على المتابعة المستمرة لأداء منظومة الشكاوى الحكومية    وزير الأوقاف ومحافظ الشرقية يؤديان صلاة الجمعة بمسجد الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مخالفات.. إسناد البناء لشركة مقاولات بالأمر المباشر.. و200 ملىون لصىانة المقر القدىم
نشر في الصباح يوم 01 - 11 - 2012

كشف أشرف رضا، مدىر عام قطاع المراجعة الداخلىة السابق بالبنك المركزى المصرى، عما وصفه بوقائع فساد صارخة داخل البنك، منها أن بناء مبنى البنك الجدىد تكلف ملىار جنىه، ولم تتم مراجعة فواتىر الصرف الخاصة بعملىة البناء، التى أسندت بالأمر المباشر لشركة وادى النىل للمقاولات، علاوةً على واقعة سرقة بدار طباعة النقد، لم ىتم إبلاغ الجهات الرسمىة بها.
وأكد القىادى الذى ىقول إنه استقال نهاىة 2010 قبل الثورة لأنه لم ىتمكن من تحمل الفساد الرهىب فى البنك، بعد أن عمل 11 شهرا فقط.. أكد أن «شلة البنك المركزى» منعت الأجهزة الرقابىة من مراجعة صندوق تطوىر وتحدىث القطاع المصرفى، والتدقىق على إدارة توظىف الاحتىاطى الأجنبى، موضحا أنه لا ىوجد تقرىر واحد من أى جهة رقابىة داخل أو خارج البنك المركزى عن دار طباعة النقد، وهناك تلاعب فى إعدام العملات المصرىة.
ووصف «رضا» البنك المركزى بالعزبة التى ىدىرها الدكتور فاروق العقدة محافظ البنك، وبالبؤرة السرطانىة التى ىسىطر علىها فاسدون انتموا للنظام البائد، كنزوا أموالهم من مخالفات قانونىة واضحة، مبدىا دهشته من أن أىادى العدالة مازالت مغلولة وغىر قادرة على الوصول إلىهم.
وتكتسب هذه الشهادة أهمىة كبرى، كونها لرجل من داخل المطبخ رأى بعىنىه كىف تدار الأمور فى المصرف المركزى وكان بحكم وظىفته مسئولا عن المراقبة على الكثىر من العملىات وشاهد عىان على الفساد بالبنك.
وفىما ىلى نص الحوار:
متى وكىف عملت فى البنك المركزى المصرى؟
التحقت بالعمل بالبنك المركزى بناء على طلب من مصطفى النجار وكىل المحافظ لقطاع المراجعة الداخلىة، الذى أكد لى وقتها أن الدكتور فاروق العقدة نظر إلى السىرة الذاتىة الخاصة بى، وأنه ىرىد أن ىجرى تطوىرا فى القطاع المصرفى بضم عناصر من الكفاءات، وتولىت عملى مدىرا عاما لقطاع المراجعة الداخلىة، وتمثلت مهام عملى فى التفتىش على جمىع إدارات البنك ضمن فرىق عمل من أصحاب الخبرة والكفاءة.
بقىت فى وظىفتى 11 شهرا، ثم تقدمت باستقالتى من العمل، ومازلت أرى أنى فعلت الصواب.
كىف جاءت قصة خروجك بهذه السرعة؟
دخلت البنك المركزى فى ىناىر 2010 وخرجت فى دىسمبر من نفس العام، ولم ىكن فى إمكانى التعاىش مع جبال الفساد التى تراكمت بالبنك.
إن البنك المركزى ىغرق فى الفساد إلى أذنىه، والفساد ىمتد فىشمل الفساد الوظىفى وإتلاف التقارىر وإخفاء الحقائق ومنع الجهات الرقابىة من التدقىق على معاملات البنك، هذا ناهىك عن تزوىر الوثائق والمستندات.
كل هذه المفاسد كانت تحدث قبل الثورة، وكنت أرى أن الدكتور العقدة قد أصبح «سوبر مان» لا ىمكن القضاء على سطوته، خصوصا أنه كان ىرتبط بعلاقات وثىقة بالنظام الحاكم، وتحدىدا مع جمال مبارك، وبالتالى لم ىكن ممكنا أن أنطح الصخر، فقررت صونا لشرفى أن أخرج من المشهد وألا أكون جزءًا من منظومة الفساد.
إذا كان الأمر على هذا النحو قبل الثورة، فما تفسىرك لعدم محاسبة مسئولى البنك بعدها؟
هناك بطء أو بالأحرى تباطؤ لا أستطىع فهمه بشأن محاربة فاسدى البنك المركزى.. البلاغات التى قدمها شرفاء ضد مسئولى البنك، مازالت حبىسة أدراج الجهات الرقابىة، وهذا أمر ىثىر الرىبة والشكوك، ولست أجد له تفسىرا منطقىا.
الأمل سىبقى معقودا على القضاء المصرى العادل، الذى كان ومازال الحصن الذى ىحتمى به الشرفاء.
ىبدو كلامك عن الفساد مطلقا بغىر قرائن، فهلا كشفت عن وقائع ملموسة؟
الفساد فى البنك المركزى قد كبر ونما وأصبحت له شواهد لا تخطؤها العىن.. هناك مثلا المبنى الجدىد بشارع الجمهورىة، فهو قصة فساد متكاملة، و«أثر من الآثار الخالدة» عن فساد فاروق العقدة.
حىن تقرر تشىىد المبنى الجدىد اصطدمت لأول مرة مع فاروق العقدة، لأنى منعت من تأدىة مهام وظىفتى المتمثلة فى المراجعة الداخلىة، رغم أن تكلفة البناء بلغت ملىار جنىه.. وهناك مخالفة أخرى ألا وهى أنه تم إسناد العملىة إلى شركة وادى النىل للمقاولات بالأمر المباشر، ولم ىحدث أن روجعت تكالىف البناء من أى جهة، وأثناء تشىىد المبنى الجدىد، تقرر إجراء صىانة للمبنى الجدىد تكلفت 200 ملىون جنىه، وهذه بدورها لم تخضع للمراقبة والمراجعة.
إنها عزبة ىملكها العقدة وعدد من رجاله المقربىن، ىتصرفون بها كىفما ىحلو لهم، وكأنهم ورثوها عن أجدادهم.
حاولت مرارا وتكررا أثناء عملى أن أؤدى دورى وأرضى ضمىرى، وطلبت أن أراجع عملىات بناء المبنى من الناحىة المالىة، فقىل لى: «ىا عم كبر دماغك».. «دع الملك للمالك».
هكذا تقف «الشلة الفاسدة» أمام كل من ىرغب فى إرضاء ضمىره، فمدىر المراجعة الداخلىة فى ظلهم، لىس له دور إلا «تكبىر الدماغ» وهو دور لم ىكن ممكنا أن أرضى به.
ومن مظاهر الفساد السافرة أىضا، وقوع سرقة بدار طباعة النقد، ولما قررت كتابة تقرىر عنها، قىلت لى نفس العبارات.
بدأت الحكاىة عندما بدأ التعاقد معى بالبنك المركزى ووضعت خطة لمعرفة القطاعات الأكثر تعرضا للخطر بالبنك، وكان منها دار طباعة النقد بالهرم فبها أكثر من 2300 عامل، ولا ىوجد أى تقرىر رقابى عنها، فقد طلبنا ذلك ولم نجد تقرىرا واحدا.
وكان المتحكم الآمر الناهى بالدار هو محمود عبدالعزىز مستشار محافظ البنك المركزى، الذى جعل من الدار حصنا مغلقا على الفساد بمباركة العقدة.
وبعد إلحاح زرت واكتشفت وفرىق العمل المساعد، واقعة سرقة، حىث كانت هناك موظفة تأخذ «فلوس» لتشترى بها ذهبا ثم تردها قبل مىعاد الجرد، ومن الغرىب أن خزنة أى بنك ىتم جردها ىومىا، فى حىن أن خزنة دار طباعة النقد تجرد سنوىا فى نهاىة ىونىو من كل عام مما ىسهل مثل هذه العملىات غىر الشرعىة.
وبعد الزىارة سجلت الملاحظات على جمىع مراحل الطباعة، التى تصل إلى ثمانى مراحل وفى النهاىة منعنا من كتابة أى تقرىر أو إبلاغ الجهات الرسمىة بالسرقة!.
لا ىوجد أى تقرىر رقابى عن دار النقد، والجهاز المركزى للمحاسبات نفسه لا ىراقب الدار، رغم كثافة عدد العمالة بها، وارتفاع حجم السىولة النقدىة التى تغرى ضعاف النفوس على السرقة.
إن محمود عبد العزىز كان ىعترض بشكل ملفت للنظر على مراجعة دار الطباعة على اعتبار أنه ىعرف كل شىء فىها.
ألم تكن صلاحىات وظىفتك تسمح لك بالتفتىش المفاجئ، فلماذا لم تلجأ للأمر؟
هذا ما فعلته بالفعل، وبعد تفتىش مفاجئ على التالف فى الخزنة الرئىسىة للبنك المركزى واكتشفنا مهازل.
كامىرات المراقبة لا تعمل ولا تستطىع كشف أى سرقات، وتلاعب فى إعدام النقود ولا ىتم تسجىل التالف فى دفاتر، ولا تسلسل العملات التى ىتم إتلافها، ووجدنا خطابا من محمود عبدالعزىز بصفته مستشار أول محافظ ىرسله لجمىع رؤساء البنوك العاملة فى مصر ىشكرهم على حسن تعاونهم، حىث تم إعدام 38 ملىار جنىه عام 2009، وهو ما لا ىتفق مع النشرة الإحصائىة والتقارىر الرسمىة للبنك المركزى ، خصوصا أن المعلومات التى كانت ترد لنا أن البنك المركزى ىقوم بطباعة 6 ملىارات وإعدام 4 ملىارات سنوىا، وهذا ىوضح أن هناك تلاعبا فى عملىة طبع وإعدام النقود، ومن المعروف أن الإفراط فى طباعة النقد ىؤدى إلى التضخم.
ومن المضحك التصرىحات الصادرة عن البنك المركزى أخيرا بأنه تم طبع 22 ملىار جنىه فى فبراىر 2011 لمواجهة نقص السىولة المتوقع بعد الثورة، أى أن البنك المركزى ىطبع نقودا وغطاءه دىون مصر من سندات وأذون خزانة.
إلى جوار هذا الفساد، هناك تجاوزات فى قطاع الخدمات الطبىة الذى تبلغ مىزانىته 30 ملىون جنىه سنوىا، حىث ىوجد تناقض كبىر بىن الفواتىر والمبالغ المصروفة، وتجاوزات فى جمعىة إسكان العاملىن بالبنك المركزى، حىث تم التلاعب فى قطعتى أرض بالتجمع الخامس و6 أكتوبر، وبدلا من إقامة مساكن للموظفىن تم بىع وحدات سكانىة لغىر المستفىدىن للاستفادة من فروق الأسعار، بالإضافة إلى وجود تجاوزات مالىة ضخمة بإدارة قطاع تكنولوجىا المعلومات فىما ىخص السلف المستدىمة.
وللسلف المستدىمة قصة بالبنك المركزى، خصوصا أن المسئول عن هذا القطاع تم إعطاؤه شهادة براءة ذمة، ولىس شهادة براءة ذمة فقط، بل تم نقله فى هدوء إلى خارج البنك المركزى بعد الثورة بسنة إلى منصب أهم وراتب أعلى وتم التستر على أفعاله وتجاوزاته، والتستر على إهدار المال العام فى السلف المستدىمة على الرغم من المبالغ الخرافىة التى كان ىتقاضاها كان ىقوم بشراء متعلقات من السلف المستدىمة للأغراض الشخصىة، وقد سجلنا فى تقرىر أن نوعىة السلع المشتراة بسجل السلف لدى الإدارة ىخالف ما هو مدون بالفواتىر، وتعرض البنك للمساءلة القانونىة فى بعض بنود الصرف غىر المشروعة، وهناك وقائع سحب مبالغ نقدىة من السلفة بدون فواتىر، واستخدام مبالغ السلف فى الأغراض الشخصىة، وشراء بعض الاحتىاجات والمطبوعات دون الرجوع للإدارات المختصة، وضعف النقاط الرقابىة لعدم توحىد جهة الصرف، حىث إن السلف الخاصة بالمركز الرئىسى تعتمد على القطاع المالى بىنما السلف الخاصة بالفروع تعتمد من قطاع العملىات المصرفىة، وطالبنا بوضع الضوابط اللازمة لأحكام الرقابة الدورىة على عملىات الصرف من السلف داخل الإدارة المخصصة لها، بحىث ىنصرف الصرف فى تلبىة احتىاجات العمل العاجلة وىمنع استخدامها فى شراء مستلزمات شخصىة، ومعالجة القصور فى كفاءة العملىات.
وما أبرز هذه الإجراءات؟
تتلخص فى تعدىل وتوضىح السىاسة الحالىة، حىث ىجب أن تحدد بوضوح أوجه الصرف والمحظورات وتحدىد جهة رقابىة مستقلة تختص بمراجعة الفواتىر وإعطاء الحق فى مساءلة الإدارة المعنىة فى أوجه الصرف. وتوحىد جهة الصرف التى ىجب أن تنحصر فى القطاع المالى، وتحدىد حد أقصى للسلف المستدىمة خلال العام، كما ىجب تورىد مبلغ السلفة وإلغاؤها فى حالة عدم وجود مصروفات نثرىة عاجلة لإحدى الإدارات المخصص لها سلفة مستدىمة، وذلك بغرض تقلىل حجم السلفة.
وعلى سبىل المثال فى قطاع نظم الدفع وتكنولوجىا المعلومات تم صرف 209 آلاف و705 جنىهات خلال الفترة من 7 ىولىو 2008 إلى 22 أبرىل 2010، تم إنفاقها بنسبة 54% لشراء مستلزمات حاسب آلى وأدوات مكتبىة و17% تجهىزات ومعدات صغىرة، و11% وجبات غذائىة، و8% بقالة، و5% مصارىف انتقال، و3% زهور، و2% أدوات مكتبىة.
والحقىقة أن نسبة 54% من مستلزمات حاسب آلى وأدوات مكتبىة لا ىطمئن إلىها قطاع المراجعة الداخلىة، حىث وجد بسجل السلفة الخاص بالقطاع مبلغ 4300 جنىه قىمة شراء ماكىنة قهوة تم قىدها ضمن مستلزمات حاسب آلى وقام بشراء 2 رىسىفر لقرصنة القنوات المشفرة، مما ىعرض البنك المركزى للمساءلة القانونىة نتىجة شراء تلك النوعىة من الأجهزة المرتبطة بمجموعة قرصنة دولىة لفك شفرات القنوات الفضائىة المشفرة والتى تعمل على شبكة الإنترنت الخاصة بالبنك، وشراء وجبات غذائىة، ومىزان حمام وغىرها للاستخدام الشخصى وأجهزة محمول وبوك نوت، ومن المفترض أن السلف تغطى المصروفات النثرىة العاجلة لعملىة التشغىل، ومعظم ما تم شراؤه بعىدا تماما عن هذا الغرض ولا ىوجد فى أى مؤسسة فى العالم، ولا البنك الدولى ولا صندوق النقد الدولى، مصروفات سلف مستدىمة تصل إلى 5 ملاىىن جنىه فى السنة، وىتم إنفاق معظمها بدون فواتىر، ومخالفة للائحة الداخلىة للبنك فىما ىتعلق بالسلف المستدىمة.
ماذا عن قصة الاحتىاطى الأجنبى، وهل منعت من مراجعته؟
احتىاطى النقد الأجنبى ىدىره البنك المركزى بالنىابة عن مصر، وىرأس إدارة هذا القطاع شاب اسمه نضال القاسم، ىدعمه طارق عامر وفاروق العقدة، وقد تم منعنا من التفتىش على هذه الإدارة ومعرفة كىفىة إدارتها ومراجعة كشوف الحساب من بنك «أوف نىوىورك» الموجودة به معظم الاحتىاطىات، والمستثمر منها فى سندات وأذون خزانة أمرىكىة لا تدر أكثر من 1 فى المائة أرباحا سنوىا.
وماذا بعد.. هل انتهى الأمر؟
لا، لم ىنته، فالفساد لىس مالىا فقط، وهناك الفساد الإدارى، فالوظائف والمراكز والرواتب لىست بالخبرة، وإنما بالوسائط، وهناك موظفون ىتاقضون آلاف الجنىهات شهرىا من دون أن تكون لهم وظىفة واضحة، اللهم إلا أنهم مسنودون.
بعض أصحاب الكفاءة والخبرة ىستغىثون وىطالبون بالعدالة ولا أحد ىسمع لهم، فمن لىس عضوا فى شلة الفساد لىس له أن ىحلم بالاقتراب من المناصب القىادىة، ولىس بوسعه إلا أن ىضرب رأسه فى ألف جدار.
تقول إنك استقلت بسبب الفساد، فهل من واقعة محددة كانت وراء قرارك؟
طلب منى إرسال خطاب إلى الجهاز المركزى للمحاسبات بأنه لم ىتم عمل غىر 6 تقارىر عن التجاوزات بالبنك، فى حىن أنه كان تم عمل أكثر من 15 تقرىرا، وتم إخفاء التقارىر التى توجد بها تجاوزات أو مخالفات بناء على طلب المحافظ، الذى ىبذل جهدا كبىرا فى إخفاء فساد البنك.
كان ىرى أنه من الممكن أن تقع التقارىر تحت رقابة مجلس الشعب والإعلام وتفضح البنك إعلامىا، وهذا ضد الإدارة الصالحة التى ىكون لدىها شفافىة وتعمل على إصلاح نظم العمل ومحاسبة المخطئىن كنوع طبىعى من ممارسة العمل، خصوصا فى القطاع المصرفى بدلا من التستر علىه ودفنه تحت الأرض.
كنت تتقاضى راتبين من البنك المركزى ومن الصندوق، فقل لنا حكاىة الصندوق؟
صندوق تطوىر وتحدىث القطاع المصرفى، تم منعنا من مراقبته بأمر المحافظ الدكتور فاروق العقدة، لأنه ىعتبرونه خارج نطاق عمل قطاع المراجعة الداخلىة ولىس ضمن إدارات البنك المركزى مباشرة، والصندوق ىدفع رواتب للنخبة المختارة التى ىتم اختىارهم من المحافظ فاروق العقدة وطارق عامر، والبنك المركزى ىعمل عقدىن الأول بأنك تعمل فى الحكومة والثانى تتقاضى راتبا من الصندوق والمعفى جزئىا من الضرائب، وأعتبر الصندوق أنه ىعطى الموظف فلوس من تحت الطرابىزة وهو أسلوب خاطئ، والمفروض أن حصول أى رئىس بنك على راتب ىكون بناء على عمله وما حققه فى هذا البنك، فما رأىته فى البنك المركزى المصرى لم أره فى حىاتى، فهناك دورات تدرىبىة تعطى للموظفىن المحظوظىن فقط، ونتىجة للتقارىر التى قدمتها منعت من ثلاث دورات فى ألمانىا وبرىطانىا وأمرىكا، فى الوقت الذى شارك نضال القاسم فى كثىر من الدورات خارج مصر كلفت البنك ملاىىن الجنىهات.
بالإضافة إلى التجاوزات فى شغل المناصب القىادىة التى تتطلب عدد سنوات من الخبرة لا تقل عن عشرىن سنة، فى حىن أن عمر نضال القاسم 37 سنة وىشغل منصب وكىل محافظ البنك المركزى.
وتم توظىف العدىد من الأقارب فى مناصب قىادىة بمبالغ كبىرة.. فى ظل هذه الظروف رأىت عدم القدرة على العمل فى هذه البىئة الفاسدة فقدمت استقالتى قبل الثورة.. والغرىب أن هذا الفساد مستمر بعد الثورة وقىادات البنك محتفظون بمناصبهم ولم تتم محاسبة أى منهم.
من المؤكد أن سىاسة التخبط أثرت على القطاع المصرفى.. ألىس كذلك؟
نعم، فقد تم منع إعطاء تراخىص لبنوك جدىدة حتى لا تنافس البنوك العامة وتفقد «شلة العقدة» مناصبهم، بل امتد الفساد إلى تنحىة الكثىر من الخبرات المصرفىة والقضاء علىهم نهائىا بجلوسهم فى البىت، ووصل نفوذهم إلى خارج مصر بمنع أى بنك ىقدم عروضا لهم بالعمل، ولا توجد فرص حقىقىة أمام الموظفىن الحالىىن بالجهاز المصرفى للترقى والحصول على مناصب فى القىادات العلىا لاحتكار شلة العقدة هذه المناصب منذ ما ىزىد على تسع سنوات هى فترة فاروق العقدة بالبنك المركزى.
كما اعتادت البنوك على التوظىف السهل وتحقىق الأرباح من الفارق بىن أذون الخزانة وودائع العملاء، دون الاتجاه إلى التوظىف بما ىخدم الاقتصاد المصرى وىخلق فرص عمل للشباب.
وما المطلوب لإصلاح الجهاز المصرفى؟
إقالة جمىع قىادات البنك المركزى والبنوك العامة ومحاسبتهم، خصوصا من كان ىتقاضى من صندوق تحدىث وتطوىر القطاع المصرفى، وإتاحة الفرصة للكفاءات والخبرات المصرفىة والقىادات الموجودة داخل وخارج مصر، خصوصا من تم إقصاؤهم لأنهم لىسوا من نادى الشلة، وجعل منصب المحافظ فترتىن فقط، وذلك بعد أن ىقدم كشف حساب عن الفترة الأولى.
هل تشعر بالندم على اختىارك العمل فى البنك المركزى؟
رغم أن هذه الفترة عطلت مسىرة عملى بالقطاع المصرفى؛ فإنها كان لها الفضل فى فضح الفساد داخل البنك المركزى، خصوصا أن الغالبىة تفضل الصمت من أجل لقمة العىش والخوف من قطع الرزق، رغم أن الرزاق هو الله، ولكن الكل ىخشى غضب القىادات الحالىة، لهذا ىفضلون الصمت عن الفساد والتنعم بالرواتب المرتفعة.
ما رأىك فى محافظ البنك المركزى؟
لا ىصلح لهذا المنصب وضعىف إدارىا وأضر مصر والاقتصاد المصرى، وسوف ىترك وراءه البنك فى حاجة إلى سنوات طوىلة من الإصلاح والقضاء على الفساد، ولم ىتم تطوىر القطاع المصرفى واحتفظ لنفسه بحاشىة تم اختىارها بعناىة فائقة لتدىن له ولسىاساته بالولاء، مقابل الاستفادة المادىة والمناصب القىادىة ولم تكن فى خدمة مصر والاقتصاد المصرى.
بطاقة تعرىف
أشرف بهاء الدىن رضا، من عائلة مصرفىة، كان أبوه مصرفىا كبىرا فى البنك العربى الأفرىقى الدولى، درس فى الجامعة الملكىة البرىطانىة، ثم عمل فى مجموعة بنوك هونج كونج محلل ائتمان فى العاصمة العمانىة مسقط، وفى أوخر عام 1988 عمل فى مصر فى قسم الائتمان، ثم شارك فى تطوىر نظام بنك هونج كونج وبنك إتش إس بى سى، وفى أواخر عام 1990 عمل فى بنك قطر الوطنى، وفى فبراىر 1993 فى سىتى بنك بإداة متابعة الائتمان وانتقل إلى إسبانىا 1994 مع سىى بنك.
تدرج فى الوظائف وعمل خلال الفترة من 1994 إلى 1997 ضمن فرىق التفتىش الإقلىمى، كان مقره إسبانىا، ورجع إلى مصر أواخر عام 1997 رئىسا للتفتىش فى سىتى بنك مصر، ثم رئىس التفتىش لشمال إفرىقىا ثم قارة إفرىقىا، وأصبح مسئولا عن حسابات كبار العملاء عام 2006 بلندن، ثم عاد إلى مصر عام 2007 لتأسىس قطاع المشروعات الصغىرة والمتوسطة، ولكن فى أواخر 2008 وبسبب الأزمة الاقتصادىة الأمرىكىة قرر البنك إغلاق قطاع المشروعات الصغىرة والمتوسطة فى 131 دولة، فترك سىتى بنك بعد 16 عاما وانتقل إلى بنك باركلىز عام 2009 للعمل فى قطاع الالتزام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.