اختلفت ردود الأفعال داخل الوسط الكنسي حول المرشحين الثلاثة الذين تم انتخابهم لإجراء القرعة الهكيلية الخاصة باختيار البابا الجديد للأقباط الأرثوذوكس، والمقرر انعقادها فى قداس الأحد المقبل بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية. تباينت ردود الأفعال حسب رؤية كل مرشح للكنيسة وتوجهاته التي سترسم مستقبلًا مختلفًا نسبيّا للكنيسة عن الآخر حسب درجة اهتماماته. خصوصًا أن مدرسة كل من الأنبا رافائيل تختلف عن مدرسة الأنبا تاوضروس والقمص رافائيل أفامينا. وقال الدكتور مينا بديع عبدالملك، عضو المجلس الملي السكندرى: «إن كلًا من المرشحين الثلاثة يمتلك من القدرات والمهارات التي تجعل مستقبل الكنيسة أفضل، فالأنبا رافائيل له قدرة على الوعظ والإرشاد والتعليم، وبالتالي سيأتي امتدادًا لعصر البابا شنودة في التعليم.. في حين يتميز الأنبا تاوضروس بأن له اهتمامًا كبيرًا بالشباب، الأمر الذى أصبحت الكنيسة في احتياج شديد له، خصوصًا مع رغبة الشباب في الاندماج الكبير في المجتمع، أما القمص رافائيل أفامينا فتعلّم من البابا كيرلس السادس حياة النسك والصلاة والإرشاد وحكمة التعليم».
وأضاف عبدالملك: «أفامينا له اهتمام كبير بالتعليم، حيث كان في فترة شبابه في الجامعة يقوم بنسخ المخطوطات». وكشف عبدالملك عن توقعات كثير من أبناء الكنيسة بوصول رافائيل أفامينا إلى الكرسي الباباوي لما يمتلكه من محبة وقدرة على التصالح بين الناس، وهو ما يحتاجونه فى الفترة الحالية خصوصا مع الصراعات الكثيرة التي تشهدها الكنيسة داخليّا وخارجيّا. فى حين اعتبر كمال زاخر، رئيس جبهة العلمانيين، أن القضية ليست فى الأشخاص وإنما فى ضرورة أن يعظّم البطريرك القادم الفكر المؤسسى فى الكنيسة أكثر من الفرد الواحد، مشيرًا إلى أنهم تقدموا بملف كامل إلى الكنيسة حول كيفية الانتقال من الفرد إلى المؤسسية.
وقال المستشار أمير رمزى: إن المرشحين الثلاثة يتميزون بالطبيعة الروحانية، لكن علاقة الأنبا رافائيل بالشباب تجعل الكنيسة متواكبة مع العصر الجديد الذى يعتمد على الشباب، فى حين يهتم الأنبا تاوضروس بالخدمات الاجتماعية وهو ما يجعل الكنيسة فى المستقبل ذات فكر مؤسسي. وأكدت مارجريت عازر، عضو مجلس الشعب السابق، أن الأنبا رافائيل يكتسب محبه كبيرة لدى الناس لانتمائه لمدرسة الأنبا موسى، الأسقف العام للشباب، وهى مدرسة روحانية تتميز بالمحبة والبشاشة والسلام، الأمر الذى يجعل الكنيسة أقرب إلى الناس، كما أن قرب كل الشخصيات العامة، يعطى أحساسا أكبر بمشاركة العلمانيين فى الكنيسة.
وقالت: إن الانبا تاوضروس تفاءل به الكثيرون لانتمائه لمدرسة الأنبا باخوميوس القائم مقام المدرسة التي رأى فيها الجميع فى هذه الفترة المحبة والاقتراب الشديد للشعب والتنظيم. القمص رافائيل أفامينا الناس تحتاج له كثيرًا نظرًا لروحانيته الشديدة وقدرته على الاستفادة من كفاءات وكوادر الكنيسة الكبيرة، ولأن القمص رافائيل هو تلميذ البابا كيرلس.