اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية في عددها الصادر اليوم الأربعاء أن الدعم الذي باتت تحظى به فكرة إقامة دولة ثنائية القومية إسرائيلية - فلسطينية من قبل الإسرائيليين والفلسطينيين، من شأنه أن يكون بمثابة السفينة التي تتجه دفتها نحو مستقبل سلمي. ولفتت الصحيفة البريطانية على موقعهاالإلكتروني إلى أنه بات من الواضح بشكل متزايد أن الإصرار على استمرار محادثات السلام التي شهدت جمودا بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو مجرد وهم، وذلك لأنه من المستحيل إزالة نصف مليون مستوطن يهودي والبنية التحتية من الضفة الغربيةالمحتلة والقدس الشرقية، في إشارة إلى أن المجتمع الدولي يعارض بناء المزيد من المستوطنات ورقيا وليس من الناحية العملية.
وأكدت الصحيفة أنه بعد 19 عاما من فشل المحادثات بين الدولتين، يكمن الفشل بوضوح في الخطة، وليس في القيادة.. مشيرة إلى أنه قد تم التعبير عن هذا الرأي في الآونة الأخيرة علنيا من قبل كلا الجانبين، من جهات غير محتمل أن تصرح بذلك علنيا ولأسباب مختلفة.
وتابعت الصحيفة إن إقامة دولة ثنائية القومية باتت تحظى دعما من قبل الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، فمن ناحية أعطيت قرية فلسطينية في منطقة تسيطر عليها إسرائيل في الضفة الغربية تصاريح البناء - المرة الأولى التي تحدث خلال الاحتلال الإسرائيلي الممتد منذ 45 عام - وذلك بفضل التماسات من جيرانهم المستوطنين اليهود، كما أظهر استطلاع رأى أن الدعم لإقامة دولة واحدة تقوم على المساواة في الحقوق ارتفع بنسبة طفيفة بين كل من الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأوضحت صحيفة "الجارديان" البريطانية -في معرض مقالها- أنه بالرغم من ذلك لا تزال هناك بعض المشاكل بطبيعة الحال، حيث لايزال معظم الفلسطينيين والإسرائيليين الذين شملهم الاستطلاع متمسكين بمبدأ الدولتين، حتى في الوقت الذي يعد فيه هذا المبدأ محكوم عليه بالفشل، مشيرة إلى أن اليسار بحاجة للتأكد من أن غزة لا تزال جزءا من الصورة، ومما لا شك فيه أن بعض المستوطنين في الضفة الغربية يدعمون فكرة إقامة دولة قومية واحدة كوسيلة لتجنب الإجلاء المحتمل، بالنظر إلى قلة الحقوق الفلسطينية.
وأظهر استطلاع الرأي الذي نشر مؤخرا أن الإسرائيليين يوافقون بأغلبية على دعم السياسات التمييزية في حال تم ضم الضفة الغربية، في إشارة إلى أن الاجتماعات المؤقتة بين المستوطنين والفلسطينيين يمكن أن تنهار بمجرد المضي قدما إلى ما بعد قضايا المجتمع الآمنة نسبيا. ورأت الصحيفة أن هناك فكرة واحدة تتبلور حول أن التمسك بنهج الدولتين هو، بشكل افتراضي، قد يمثل انتصارا لمطالبات اليمين المتطرف بوجود دولة واحدة تسمى "إسرائيل الكبرى"، مع أقلية يهودية، واثنين من طبقات التميز العرقية للحقوق والحريات. وأضافت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن " هذه الفكرة التي تحاول إسرائيل ترسيخها في الوقت الذي تسعى فيه لاستبعاد فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشيرة إلى أن إسرائيل تسعى لتدعيم هذه الفكرة إلى أبعد من ذلك، من خلال الموافقة على تقرير يعلن أن جميع المستوطنات قانونية بموجب القانون الدولي - لتكريس فكرة أن الضفة الغربية ليست محتلة"،مشددة على أن نموذج إقامة دولة ثنائية قومية هو بمثابةالفرصة لإزدهار حياة عادلة سلمية كريمة.