أكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية، أن أزمة الفيلم المسيء للرسول الكريم (محمد صلى الله عليه وسلم ) الأخيرة كشفت عن أزمة تواصل وثقة بين العالمين الإسلامي والغربي، مطالبًا بضرورة فتح قنوات اتصال مباشرة مع الغرب بدلا من الوقوع في فخ التحدث مع أنفسنا. جاء ذلك فى حوار مع الطلبة الأمريكيين بالجامعة الأمريكية بالقاهرة حول تداعيات أزمة الفيلم المسيء وطرق تفاديها في المستقبل، في إطار حملة دار الإفتاء المصرية للتعريف بالإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم في الغرب.
وقال نجم: إن وسائل الإعلام الغربية تتحمل جزءا كبيرا من الأزمة، وتقع عليها مسئولية أخلاقية كبيرة، كما نشترك نحن كذلك في جزء من الأزمة، وعلى إعلامنا أن يتبنى خطابا يتجنب إشعال الفتنة، مشددًا على أننا بحاجة ماسة لمبادرات على الأرض لتجنب هذه الأمور في المستقبل مع ضرورة اتخاذ خطوات استباقية لتفادي الصراعات.
وأوضح أن تلك الخطوات تتمثل في برامج زيارات مشتركة وترسيخ ثقافة الحوار ومراعاة السياقات الثقافية والدينية والتاريخية المختلفة للجانبين.
وطالب مستشار المفتي وسائل الإعلام الغربية بضرورة تهميش أصحاب الخطاب المتطرف الذين يريدون هدم جسور العلاقات وعدم استضافتهم في وسائل الإعلام وترك مساحة لعلماء الإسلام للتعبير عن القضايا التي تخص العالم الإسلامي، وكذلك الحكماء ومن بيدهم الأمر في الغرب بالإسراع في إصدار قوانين تجرم نشر الكراهية وازدراء الأديان.
ودعا وسائل الإعلام الغربية إلى تبني وجهة نظر معتدلة وعدم الكيل بمكيالين، مشيرًا إلى أن تعامل هذه الوسائل مع الأحداث غير منصف؛ حيث تفرد مساحة كبيرة لمن يطلقون على أنفسهم خبراء محاربة التطرف والإرهاب الذي يعتدون على الإسلام والمسلمين في مقابل تقليص أو تهميش المساحة الممنوحة للمسلمين للتعبير عن آرائهم في كافة القضايا أو الدفاع ضد الهجوم على الإسلام.
وناشد نجم القيادات الدينية الإسلامية في العالم أجمع التواصل المباشر مع وسائل الإعلام الغربية وغيرها من قنوات الاتصال من أجل تصحيح الصورة النمطية المشوهة عن الإسلام ودفع الاتهامات التي يحرص الغرب على إلصاقها بالإسلام ووأد أي محاولة لنشر الكراهية والعداء.
يذكر أن عددا من الطلبة الأمريكيين من الجامعة الأمريكية قد عرضوا التعاون مع دار الإفتاء المصرية وعلى رأسها فضيلة المفتي من أجل أن يكونوا أداة اتصال بين الدار وبين المجتمع الغربي وذلك بتوصيل مجموعة من الرسائل عن صحيح الإسلام.