توجه مشيعون من شمال لبنان الى بيروت لتشييع جنازة وسام الحسن رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي الذي تم اغتياله للتعبير عن غضبهم من الحكومة. توافد سكان بلدات شمال لبنان على بيروت يوم الاحد (21 اكتوبر) للمشاركة في تشييع جنازة وسام الحسن رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي الذي قتل يوم الجمعة (19 اكتوبر) مما غمر البلاد بموجة جديدة من الغموض السياسي.
وقتل الحسن في انفجار ضخم لسيارة ملغومة ادى ايضا الى قتل سبعة اشخاص اخرين واصابة 80 في حي الاشرفية ببيروت. وكان الحسن قد كشف مخطط تفجيرات سوريا مزعوما داخل لبنان قبل شهرين.
وانحى رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري باللائمة في التفجير على الرئيس السوري بشار الاسد وطالبت المعارضة السياسية اللبنانية باستقالة ميقاتي التي تضم حكومته وزراء من حزب الله الشيعي حليف سوريا.
وأشعل قتل الحسن وهو سني من مدينة طرابلس بشمال لبنان وكان وثيق الصلة بزمرة الحريري السياسية القوية غضب السنة. وأغلق محتجون الطرق باطارات مشتعلة وخرج مسلحون الى شوارع بيروتوطرابلس .
وأدى الصراع في سوريا المجاورة حيث تقاتل الاغلبية السنية للاطاحة بالاسد الذي ينتمي للطائفة العلوية التي تمثل اقلية الى تفاقم التوترات العرقية العميقة في لبنان الذي شهد حربا اهلية مدمرة فيما بين عامي 1975 و1990.
وستنطلق الجنازة من مقر قوى الامن الداخلي في الاشرفية مارة بموقع التفجير قبل ان تصل الى ساحة الشهداء في وسط بيروت حيث سيوارى الجثمان الثرى بجانب رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الاسبق الذي قتل في تفجير عام 2005.
وقال ميقاتي انه كان يريد تقديم استقالته لافساح الطريق امام تشكيل حكومة توافق وطني جديدة ولكنه قبل طلبا من الرئيس ميشال سليمان بالبقاء في منصبه لاتاحة الفرصة امام اجراء محادثات لايجاد مخرج من هذه الازمة السياسية "لوعيي أن هناك خوفا من ان يجر لبنان إلى فتنة."
وقال دبلوماسي غربي في بيروت ان الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي يحاولان وقف مطالبة الحريري وقوى 14 اذار المعارضة لاستقالة ميقاتي.
ومن المقرر ان يجري لبنان انتخابات برلمانية العام المقبل ولكن غضب المعارضة وتصريحات ميقاتي تشير الى انه قد لا يقود البلاد الى هذه الانتخابات التي يمكن ان يلقي العنف المتزايد بظلاله عليها.
والطوائف الدينية اللبنانية منقسمة بين من يدعم الاسد في الحرب الاهلية السورية ومن يدعم المعارضين الذين يقودهم سنة على الرغم من سياسة "الابتعاد" التي ينتهجها ميقاتي والتي سعت عبثا الى عزل لبنان عن الاضطرابات في جارتها الاكبر والتي هيمنت على لبنان لعشرات السنين.
وقال ميقاتي يوم السبت انه يشتبه بان اغتيال الحسن له صلة بدوره في كشف تورط سوريا في مؤامرة التفجيرات.
وفي بيروت عززت قوات الجيش الامن عند تقاطعات الطرق والمباني الرسمية ولكن المتظاهرين اغلقوا طرقا كثيرة من بينها الطريق الرئيسي الى المطار الدولي.
وفي المناطق السنية بالعاصمة حيث يعارض معظم الناس الاسد طافت سيارات تعلوها مكبرات صوت الشوارع مطالبة باستقالة الحكومة. وانتشر عشرات المسلحين في الشوارع وساد التوتر المنطقة.
وفي مدينة طرابلس بشمال لبنان اصيب اربعة اشخاص يوم السبت برصاص قناصة في جبل محسن وهو حي يقطنه بعض من الطائفة العلوية. وقال سكان ان شخصية دينية مؤيدة لحزب الله قتلت في اشتباكات في طرابلس ليل الجمعة