في حشد جماهيري تجاوز أكثر من 10 آلاف مواطن بميدان الساعة بمدينة دمياط، تم أمس الجمعة إعلان تأسيس التيار الشعبي المصري بمحافظة دمياط. حضر المؤتمر التأسيسي حمدين صباحي وعدد من قيادات التيار الشعبي وهم الدكتور عزازي علي عزازي محافظ الشرقية السابق الذي استقال من منصبه بعد تولي الإخوان المسلمين للحكم، كما حضر الحشد الشاعر جمال بخيت والدكتور عمرو حلمي وزير الصحة السابق.
كما حضر أعضاء من الاحزاب المشاركة في المؤتمر وهي حزب التجمع والكرامة والتحالف الاشتراكي والحزب الناصري وحزب الدستور، بالاضافة إلى ائتلافات شباب الثورة.
وفي بداية المؤتمر تم تكريم بعض القيادات الوطنية بدمياط وعلى رأسهم الراحل ضياء الدين داود رئيس الحزب الناصري السابق والراحل الروائي الدمياطي مصطفى الاسمر والمناضل اليساري الراحل علي زهران والفنان التشكيلي سمير البوهي والراحل أحمد عسل وقد قام منظموا المؤتمر بتوزيع استمارات المشاركة في تأسيس التيار الشعبي على الحاضرين للمشاركة في هذا التيار.
وعند دخول حمدين صباحي ومرافقوه وضيوف المؤتمر ترددت هتافات المواطنين عيش – حرية – إسقاط التأسيسية ، وثوار – أحرار – هنكمل المشوار .
وفي بداية المؤتمر ألقى الشاعر جمال بخيت قصيدته الشهيرة (دين أبوك) ، ثم بدأ حمدين كلمته وسط هتافات بنحبك يا حمدين وعندما ردد الحاضرون هتافات "يسقط يسقط حكم المرشد"، طالبهم حمدين بعدم ترديد هذا الشعار لان التيار الشعبي المصري ليس ضد أحد وإنما هو يريد تحقيق مطالب ثورة 25 يناير وطالبهم ان يرددوا وراءه عيش حرية عدالة اجتماعية – كرامة إنسانية. وأشار حمدين إلى ان تأسيس التيار الشعبي المصري يهدف إلى تحقيق أهداف ثورة 25 يناير، والتي لم يتحقق منها شيئًا حتى الآن وأن السياسات الاقتصادية للدكتور محمد مرسي لا تختلف عن سياسات الحزب الوطني المنحل، والتي تؤدي إلى إفقار المصريين، وعدم حصول الاغلبية من الشعب المصري على حقوقهم الإنسانية في السكن والعلاج والتعليم والعمل، وكل ما حدث أنه كان لدينا رأسمالية وبرنيطه قبل ثورة 25 يناير، ويحكمنا الآن رأسمالية ولكن بعمه.
وأكد ان التيار الشعبي يمثل الغالبية في مصر وان التيار بجميع رموزه وأحزابه لن يسمح مهما كانت التضحيات بأخونة الدولة وسيطرة فصيل واحد على مصر، فمصر أكبر بكثير من الإخوان وان الشعب المصري قام بثورته من أجل جميع المصريين ومنهم الإخوان، وقال: إنه لايعارض الرئيس مرسي من أجل المعارضة ويتمني له النجاح في خدمة القاعدة العريضة من الفقراء في مصر والحصول علي حقوقهم من ثروة الوطن، ولن نقبل ان يتم تقديم صدقات للاغلبية من أبناء مصر.
وأضاف أن الرئيس مرسي إذا قدم أي مكاسب للفقراء في مصر فسيكون أول من يؤيده وإذا وقف ضد مصالح الشعب سيكون أول من يقف ضده. وأكد صباحي ان الدمايطة بتقديسهم للعمل الشريف وإبداعهم يقدمون نموذجًا لمشروع تنمية وتقدم مصر بدلًا من ان نبحث عن تجارب خارج مصر في ماليزيا أو تركيا أو البرازيل . وشدد حمدين على ان الثورة مستمرة وسينتصر باذن الله ولن يفرط الشعب المصري في تحقيق أهداف ثورته والقصاص لدم شهداء الثورة. وأوضح ان برنامج التيار الشعبي واضح وسهل وهو ان يعيش كل مصري علي أرض مصر حياه كريمة وان يكون له نصيب عادل في ثروات بلده، وان يجد الفقراء المسكن والتعليم والعلاج والعمل وان يعيش كل مصري حرا كريما.
وأوضح حمدين أن مطالب هذا المؤتمر هي نفس المطالب التي اعلنت في ميدان التحرير وميادين الحرية في مصر من تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية، ووضع حد أدني وأقصى للاجور، ومضاعفة معاشات الضمان الاجتماعي، كما تطالب القوى الوطنية والسياسية بإسقاط التأسيسية، وتشكيل جمعية تأسيسية تضم جميع أطياف الشعب المصري لوضع دستور لجميع المصريين والقصاص للشهداء والمصابين ومحاكمة كل من تسبب في قتل هؤلاء الشرفاء والأطهار وأنبل ما أنجبت مصر طوال تاريخها والذين روت دمائهم الذكية شجرة الحرية في مصر وأسقطت أكبر نظام ديكتاتوري فاسد ظل جاثمًا على صدر الوطن ثلاثين عامًا من القهر والفساد والخراب. وأكد حمدين علي ان من أهم أهداف التيار الشعبي المصري الاستقلال الوطني وأن تكون كلمة المصريين هي العليا وكلمة امريكا وإسرائيل هي السفلى. وشكر حمدين أبناء محافظة دمياط الذين منحوه الثقة في انتخابات الرئاسة، حيث حصل على أكبر نسبة تصويت للمرشحين في مركز ومدينه دمياط، كما ركز حمدين على المنهج الوسطي الإسلامي الذي يجعل المسلمين والمسيحيين نسيجا واحدا يعيشون علي الحب والتعاون والسلام والوئام وينزع من المجتمع المصري مشاعر الاقصاء والكراهية. وفي نهاية كلمته أكد حمدين ان الثورة مستمرة، ولن نهدأ ولم يهدأ الشعب المصري إلا بعد تحقيق جميع أهداف ثورة 25 يناير.