تعرض مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته 35 إلى عواصف من الأزمات بدءً من التنظيم، وأخيراً بإسناد رئاسته لعزت أبوعوف بعدما قررت وزارة الثقافة تنظيم المهرجان. حاورت أبوعوف قبل بدء فعاليات المهرجان، وواجهته بأسئلة اللحظات الصعبة. * لماذا قبلت العودة مرة أخرى للعمل كرئيس لمهرجان القاهرة ؟
فوجئت بمكالمة هاتفيه من وزير الثقافة، قال لي فيها "نحن نحتاج إلى شخص بخبراتك"، مؤكداً لي انه تم اختياري لمهمة وطنيه من أجل إقامة أولى دورات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بعد الثورة، لذلك قبلت رغم أنه لو ترك لي الخيار لم أكن لأقبل العودة مرة أخرى، لأن المجهود الكبير المبذول في المهرجان يتحول في النهاية إلى "شتيمة".
* لكن من الانتقادات الموجهة إليك كرئيس للمهرجان هو غيابك عنه ؟ هذا الكلام يتردد منذ 6 سنوات، عندما توليت رئاسة المهرجان، ومن اتهموني بذلك لم يفهمون معنى تحويل المهرجان من مهرجان أشخاص إلى مؤسسة قائمه بذاتها، وهذا ما فعلته عندما ذهبت إلى مكتبي منذ ست سنوات، فوجئت بأن على إمضاء أوراق لجلب مناديل ورقية للحمامات الخاصة بمقر المهرجان، فهل يعقل أن رئيس المهرجان عليه أن يتابع تلك التفاصيل.
* ماهو دور رئيس المهرجان الفعلي في رأيك ؟ على رئيس المهرجان أن يضع الاستراتيجية العامه والسياسة التي يدار بها، إضافة إلى الإشراف ومراقبة العمل بكل القطاعات، وهذا ما أفعله، كما أن اختياري رئيساً للمهرجان، لا يجب أن يجعلني أنسى أنني ممثل ويجب على أن أقوم بعملي.
* لكن المتوقع كان رفضك رئاسة المهرجان بسبب ارتباطك بالنظام السابق ؟ ليس لى علاقة بالسياسة من قريب أو بعيد، ولم أقابل الرئيس أو أحد أفراد عائلته من قبل، ولا اعتقد أن مجرد عملي في مهرجان القاهرة في ظل النظام السابق يضمني لتابعيه.
* ما سر إصرارك على اختيار سهير عبد القادر للعمل في معك ؟ وجود سهير عبد القادر يعنى إقامة مهرجان القاهرة، فهي مثل السيف ولا تسمح بأي تهاون في العمل، وتلم بكل صغيرة وكبيرة فيه، لذلك اشترطت وجودها بالمهرجان حتى أتولى رئاسته.
* كيف ترى عودة المهرجان مرة أخرى لوزارة الثقافة؟ لن أنتقد أحداً، لكنني مؤمن أن مهرجان القاهرة يجب أن يعود للدولة، أوتصبح الدولة شريكاً أساسياً فيه مثلما يحدث فى أغلب المهرجانات الدوليه، خاصة أنه من الصعب إيجاد رعاة توفر لنا إقامة مهرجان.
* كيف يمكن ان ينتقل مهرجان القاهرة من إشراف الدولة الكامل إلى جمعيات أهليه؟ من الممكن حدوث ذلك خلال السنوات المقبله، بشرط أن تمتلك تلك الجهات الدراية والخبرة والميزانية لإقامة مهرجان بحجم مهرجان القاهرة ،دون ذلك يصبح مستحيلا.
* لكن خلال السنوات الماضية وفى عهد حسين فهمى كان هناك رعاة فعليين ؟
حدث ولكن على استحياء، وكانت هناك مجهودات كبيرة لإيجاد رعاة أقوياء، وهو ما أتيح لنا بالدورة الأخيرة عندما استطعنا جذب رعاة بمبالغ أكبر، واستطعنا أن نحقق لأول مرة في تاريخ المهرجان 2 مليون جنيه كأرباح .
* هناك كثير من الأقاويل أثيرت حول هذا المبلغ، وهل كان يتحقق سنوياً ؟ أعدنا المبلغ لوزارة الثقافة، وأؤكد أنها المرة الاولى فى تاريخ مهرجان القاهرة، منذ 34 عاماً يحقق ربحاً فخلال خمس سنوات هي عمر رئاستى للمهرجان كنت "أدفع من جيبي" ما يتراوح مابين 30 الى 40 الفا للمهرجان سنوياً.
* هل من الممكن تحقيق أرباح مرة أخرى ؟ أصبحنا أكثر جذباً للرعاة، إضافة إلى تحصيل مبالغ من القنوات الفضائية سواء مصرية أو الاجنبية، التى تنقل فعاليات المهرجان المختلفة، واتمنى أن نستطيع فى ظل الظروف الراهنه أن نحقق أى أرباح من المهرجان.
* لماذا رفضت إقتراح المؤسسة بتقديم جوائز مالية للحاصلين على جوائز الهرم الذهبى والفضى ؟ أتمنى أن تقدم جوائز مالية للحاصلين على الجوائز الأولى لأهميتها، خاصة أن أفلام المهرجانات لا تحقق مكاسب ماليه كبيرة، لكن ليس 50 ألف دولار فقط، لأن هذا المبلغ يفقد الجائزة قيمتها المعنوية، خاصة أننا لن نستطيع المنافسة على قيمة الجوائز التى تمنحها مهرجانات محيطه مثل دبى أبو ظبى، وغيرها من المهرجانات. * ما هو تخيلك للدورة الأولى لمهرجان القاهرة بعد الثورة المصرية، فى ظل صعود التيارات الاسلاميه للحكم، وتكفير الفن والفنانين ؟ أدعوا كل المبدعين بمصر أن يتواجدوا فى كل انشطة المهرجان، دون أن يتخلف أحد بعد إعلان الحرب علينا جميعاً، ومن واجبنا أن ندافع عن مهننا، ونثبت أن أرقى ما في الانسان هو الفن، وأن نقوم بثورة فنية نشعر بمسؤليتها، وأن نكون على مستوى الحدث من أجل أن ندافع عن "أكل عيشنا"، أما عن المحتوى فمن المقرر أن نقدم محتوى جديدا يتناسب مع اجواء الثورة.
* وماذا عن الضيوف الأجانب ؟ سنقلل من عدد الضيوف الاجانب بسبب ميزانية المهرجان، وسيكون الفنانون أكثر تحفظاً، لأن المهرجان سيقدم احتفالياته عن الثورة وشهدائها، لنعيد التذكير بكل الاحداث التى مرت بها مصر بدءً من موقعة الجمل.
* لماذا قررت أن ينحصر المهرجان داخل نطاق الاوبرا، وهل هذا لسبب أمنى؟ منذ 6 سنوات كنت أتمنى ذلك، وأن تتحول الأوبرا إلى قصر يحتفل بالمهرجان، مثلما يحدث في أغلب مهرجانات العالم، لأنه خلال الاعوام الماضيه عانينا الامريين من تفرق انشطة المهرجان .
* برأيك لماذا تذهب الأفلام المصرية إلى مهرجانات عربية أخرى فى الوقت الذى يهربون فيه من مهرجان القاهرة ؟ ميزانية مهرجان القاهرة مليون دولار فقط، بينما المهرجانات العربيه فميزانياتها تصل إلى 40 ضعفاً، وبالتالى نحن نواجه صعوبات عديده ليس مع الفيلم المصرى فقط، ولكن مع الضيوف الاجانب وغيرها، وبالأصح "إحنا بنغزل برجل حمار" إضافة إلى الهجمة الاعلاميه الشرسة، لأسباب شخصيه. .