الحج هو الرحلة التى يتوق إليها كل مسلم، إلا إنها رحلة شاقة وغير سهلة، لذا فالخالق عز وجل فرضها مرة واحدة فى العمر وقال «لمن استطاع إليه سبيلا». وهناك بعض النصائح الطبية التى ينبغى على الحاج اتباعها من أجل سلامته أثناء هذه الرحلة لكى يستطيع تكملة المناسك بصحة وسلامة وتتلخص هذه النصائح فى الآتى : أ - قبل الذهاب لحج بيت الله الحرام : الالتزام ببرنامج رياضى يومى مثل المشى لمدة أسبوعين قبل السفر التغذية الصحية والنوم الكافى. أخذ التطعيمات الوقائية وأهمها لقاح الحمى الشوكية والأنفلونزا الموسمية وهى متوفرة فى مكاتب الصحة، وفى منافذ شركة المصل واللقاح. مراجعة الطبيب المختص قبل الذهاب، وتحديد الأدوية التى يحملها الحاج معه وطريقة استعمالها أثناء الحج. - يفضل أن يكون لدى المريض تقرير مختصر عن حالته، والأدوية التى يتناولها، وأن يحمل هذه التقرير معه بصورة مستمرة، أو حمل بطاقة خاصة تبين تشخيص المرض لكل مريض مصاب بمرض معين مثل مرضى السكر والقلب وغيرهم لتسهيل عملية إسعافهم فى حالة إصابتهم بمكروه لا قدر الله. ب- أثناء التواجد بالأراضى المقدسة وأداء الشعائر تجنب التعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر. كثرة شرب السوائل، وخصوصا الماء تجنبا لحدوث جفاف أو عسر هضم. تناول الفاكهة والخضروات المغسولة باستمرار. الامتناع عن التدخين أو التقليل منه. لبس الكمامة الواقية على الفم والأنف أثناء التواجد فى الأماكن المزدحمة. ليس بالضرورة تقبيل الحجر الأسود حيث يمكن أن يكون التقبيل مع البكاء وسيلة لنقل عدوى الأنفلونزا والجهاز التنفسى ويمكن الإشارة إليه من على البعد كما علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم. لا خوف من فيروس «كورونا» الذى تشبه أعراضه مرض «سارس» والذى أصيب به اثنان (سعودى وقطرى) مات احدهما (سعودى عمره 60 عامًا)، والآخر لا يزال يعالج فى لندن (قطرى عمره 48 عامًا)، حيث إن المرض مسيطر عليه ولا يحتاج أى إجراءات احترازية خاصة، ولا يوجد له تطعيم خاص، بحسب ما أوصت به منظمة الصحة العالمية. الحرص على النظافة العامة من خلال غسيل اليدين جيدا باستمرار بالماء والصابون كلما سنحت الفرصة، أو استخدام الجيل المطهر أو المناديل التى تحتوى على مطهر، خصوصًا قبل تناول الطعام، وبعد قضاء الحاجة، وبعد السلام على الآخرين، حتى يتم التخلص من الجراثيم العالقة بالأيدى، والتى تنتقل عن طريق الرذاذ المتطاير مثل الحمى الشوكية والأنفلونزا وغيرها. التأكد من أن الطعام الذى يتناوله الحاج طازج، وتم طهيه بصورة صحية وسليمة. يجب أن يتم طهى البيض والدجاج جيدا لأنه يمكن أن يحتوى على بكتيريا السالمونيلا التى تسبب حدوث إسهال شديد ونزلات معوية حادة، كما يجب التأكد من أن الطعام غير مخزن لفترات طويلة، أو الاعتماد على المعلبات طوال الوقت، والاكثار من تناول الخضر والفاكهة المغسولة. عدم تناول الألبان ومنتجاتها دون التأكد من صحة تعقيمها وتاريخ انتهاء صلاحيتها. استخدام المناديل الورقية فى حالة العطس أو الكحة والتخلص منها بالطريقة الصحيحة فى صناديق القمامة ثم غسل اليدين. ج - الأدوية التى يجب أن تحتويها حقيبة الحاج أولاً : الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة التى يعانى منها الحاج، والتى ينبغى أن تتوافر بكميات كافية، وتؤخذ جميع التعليمات الخاصة بتناولها من الطبيب المعالج قبل السفر مثل : أدوية خفض الضغط لمرض الضغط العالى. حقن الأنسولين لمرضى السكر. البخاخات والرشاشات لمن يعانى من الأزمات الربوية أو ضيق التنفس. اللاصقة أو البخاخة التى تستخدم لأصحاب أمراض القلب والأودية اللازمة لهم. ثانيا : أدوية عامة قد يحتاجها الحاج للتعامل مع بعض الأعراض البسيطة بشكل طارئ ومؤقت لحين عرض نفسه على الطبيب أو الذهاب إلى المستشفى وأهمها: خافض للحرارة ومسكن مثل الباراستامول أو الإيبوبروفين أكياس محلول معالجة الجفاف التى تحتوى على الأملاح التعويضية التى يمكن أن يحتاجها الحاج مثل الصوديوم والبوتاسيوم، والتى يمكن أن يفقدها الحاج وتؤدى إلى الجفاف، مع مراعاة الإقلال من ملح الطعام وأملاح الصوديوم لمرضى الضغط والقلب. فى حالة الإصابة بنزلات البرد أو الزكام يمكن الاستنشاق بماء وملح عدة مرات فى اليوم الواحد أو شراء هذا المحلول من الصيدلية حيث يجهض الفيروس فى مراحله الأولى. مرهم للحروق الجلدية، وبعض الكريمات الواقية من حرارة الشمس وحروقها ويمكن أن تكون خالية من الروائح والبرفانات، واستخدامها قبل التعرض لأشعة الشمس. أدوية الحموضة وبعض الأدوية الخاصة بالقولون مثل أقراص الفحم وكذلك مسكنات المغص. شاش وقطن طبى وبلاستر ومطهر للجروح مثل : البيتادين أو الديتول. د - بعض المشاكل الصحية التى قد يتعرض لها الحاج وكيفية التعامل معها: ضربات الشمس : الأعراض : ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى أكثر من 39 درجة مئوية - جفاف الجلد وسخونته- هبوط فى الضغط - نسيان وعدم تركيز- فقدان الإحساس بالزمان والمكان - هذيان وصداع - قىء - سرعة النبض - من الممكن أن يحدث فقدان للوعى. العلاج : ضع المريض فى مكان بارد به تكييف أو مروحة، وفى الحال قم بإزالة الملابس، وقم بعمل كمّادات مياه باردة على الرأس واليدين والرجلين، وذلك لخفض درجة حرارته تدريجيًا، و عليك تجنب محاولة أن تنخفض درجة حرارته سريعًا لأن ذلك قد يضر المريض! ارفع رجل المريض بحيث تكون أعلى من مستوى رأسه. استدعاء الإسعاف لكى يتم تعليق محلول ملح له فى الوقت المناسب وإعطاؤه مخفضًا للحرارة عن طريق الحقن. إسهال المسافر: أظهرت بعض الدراسات أن إسهال المسافرين خلال السفر بصفة عامة - وليس خلال الحج فقط - قد يصيب 20- 25% من المسافرين، وعادة ما يحدث الإسهال خلال الأسبوع الأول من السفر، ولكنه قد يحدث بعد ذلك أيضا، كما أنه قد يحدث بعد العودة للوطن، والعلاج يتكون فى الأساس من الراحة والإكثار من السوائل والأملاح لتعويض ما يفقده الجسم، وتزول الأعراض فى العادة خلال 3 أيام، ولكن فى بعض الحالات قد تكون الأعراض أشد وقد يحتاج المريض إلى تناول مضاد حيوى أو إلى الحصول على مغذ فى الدم من خلال المحاليل لمقاومة الجفاف الناتج عن الإسهال، وبالذات عند الأطفال وكبار السن. الالتهابات والأمراض التنفسية الحادة: بسبب زيادة الازدحام خلال الحج، وزيادة المجهود المبذول، وزيادة احتمالات الإصابة بالأنفلونزا والالتهاب السحائى، وفيروسات الجهاز التنفسى، وغيرها من الأمراض المعدية، يتساءل المرضى عن الاحتياطات التى يجب عليهم اتباعها خلال الحج، وهنا لابد وأن يعلم الحجاج المسافرون أن احتمالات انتقال عدوى الأمراض التنفسية يزداد فى الحج خاصة الأمراض الفيروسية مثل الأنفلونزا، لذلك ينصح الذين ينوون الذهاب إلى الحج بالحصول على اللقاحات الواقية من بعض الأمراض قبل الذهاب إلى الحج بما لا يقل عن 14 يوما حتى يتمكن جهازهم المناعى من تكوين الأجسام المضادة اللازمة للدفاع عن الجسم.كما ننصح الحجاج بالابتعاد قدر الإمكان عن الأماكن الضيقة سيئة التهوية والحرص على السكن فى أماكن جيدة التهوية، لأن التهوية الجيدة تقلل من تركيز الميكروبات فى الهواء المستنشق، ومن ثم تقلل من احتمال الإصابة بالعدوى، كما ننصح الحاج الذى يصاب بارتفاع فى الحرارة أو السعال أن يسارع بمراجعة أقرب مركز صحى أو طبيب حملة الحج المرافق. الأمراض التنفسية المزمنة: أما بالنسبة للمرضى المصابين بأمراض التنفس المزمنة مثل الربو، وانسداد الشعب الهوائية المزمنة، وتكيسات القصيبات الهوائية فهؤلاء عليهم اتباع الآتى : - مراجعة أطبائهم قبل السفر إلى الحج بفترة كافية للحصول على الإرشادات اللازمة كل حسب حالته. - ضرورة الحصول على لقاح الأنفلونزا قبل الذهاب للحج لأن احتمالات الإصابة الشديدة لديهم تكون أعلى من غيرهم، كما أن احتمال ظهور مضاعفات العدوى تكون أكثر من غيرهم من الأصحاء المصابين بنفس العدوى. - فى حال وجود طبيب خاص مرافق للحملة فإن على المريض أن يعطى الطبيب معلومات كاملة عن حالته قبل بدء الحج. - يجب على الحاج الحصول على قدر كاف من الراحة قبل وبعد عمل أى منسك من مناسك الحج. - ينصح مرضى الربو بتناول البخاخ الموسع للشعب قبل القيام بأى جهد وأن يكون البخاخ فى حوزتهم بصورة مستمرة لاستخدامه فى حال ازدياد الأعراض. - كما ينصح الحاج المصاب بأمراض التنفس المزمنة بالتوجه إلى أقرب مركز صحى مبكرا فى حال ازدياد الأعراض وعدم تجاهل الأعراض الأولية لأن التأخر فى الحصول على العناية الطبية قد يكون له آثار خطيرة جدا. - على الحجاج الذين يستخدمون أجهزة مساعدة للتنفس أو الأكسجين المنزلى أن يستمروا فى استخدامها خلال الحج وأن يتم ترتيب ذلك مبكرا مع بعثة الحج. - التغير السريع فى درجات الحرارة قد يؤثر فى التنفس لذلك ينصح مرضى الجهاز التنفسى بتجنب التغير السريع فى درجات الحرارة. - تناول السوائل وتجنب الجفاف لأن الجفاف يزيد من أعراض الجهاز التنفسى. - محاولة أداء مناسك الحج فى الفترات التى يخف فيها الازدحام قدر الإمكان. مع خالص تمنياتنا للحجاج بحج مبرور وذنب مغفور ولا تنسونا بالدعوات.