على غير العادة ولأول مرة منذ تولية الحكم، اعترف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بتأثير العقوبات الدولية على الاقتصادي الإيراني، قائلا: "إن التراجع الكبير للعملة الإيرانية حالياً سببه العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة على طهران"، لافتا إلى أن "هناك حرب نفسية تواكب الضغوط الدولية الخارجية". ويزداد خناق الشارع الإيراني، في ظل استمرار العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الدول الغربية على طهران بسبب برنامجها النووي، وسجل الدولار ارتفاعا أمام التومان بلغ الدولار الواحد نحو 3700 تومان، وهو ما أدي إلى انخفاض سعر صرف العملة الإيرانية، وأدي إلى ارتفاع معدلات التضخم والأسعار. وقبل 3 أعوام كان الدولار يبلغ نحو 700 تومان، وأرجعت الحركة الخضراء، المناوئة للحكم ل، أسباب التراجع إلى عناد طهران مع الغرب وتقديم الدعم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد معتبره أن سياسة نجاد ستؤدي إلى تهاوي الاقتصاد، فيما صرحت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأميركية، إن السقوط التاريخي لانهيار العملة الإيرانية يعد نجاح للحظر الدولي المفروض على إيران . ونفى نجاد في مؤتمر صحافي في طهران عقد مساء أمس الأول، وجود نقص في العملة الصعبة في السوق الإيراني"، وقال: "إن البنك المركزي الإيراني يحاول توفير كل الطلبات على العملة الصعبة"، مشيرا إلى أن إيران قادرة على اجتياز العقوبات الغربية على الاقتصاد. ويقول القيادي بالحركة الخضراء، نور الدين حسيني، إن اقتصاد إيران يتهاوي، مشيرا إلى أن الحكومة الإيرانية لا تقوم بفعل شيء للخروج من الأزمة سوي دعم الأسد والعند مع الغرب على حساب المواطن الإيراني.
وأضاف حسيني، ل أن المواد الأساسية في البيت الإيراني تأتي بالدولار، والتجار قاموا برفع أسعار السلع، المصانع ستعطل والعمال بلا عمل، حتى قدرت الناس على الشراء لم تعد كسابقها. وأتهم بعض النواب، الرئيس الإيراني بتهمة الخيانة العظمي، وتدميره الاقتصاد، ووجه عدداً منهم انتقادات لاذعة لنجاد تتعلق بتفشي الفساد المالي، تدني مستوي الاقتصاد الإيراني بالتحديد في السنوات الأخيرة . وصرح مصدر زار إيران مؤخرا ل شريطه عدم ذكر أسمه أن البنوك الإيرانية تستمر في طباعه العملات الورقية وهو الأمر الذي يقلل من قيمتها، فيما تستمر إضرابات العمال الذين لم يتقاضوا رواتبهم قبل أشهر، فيما يقول، الياس نادران، أستاذ الاقتصاد بجامعة طهران، عضو مجلس الشعب، "من المؤسف أن نجد البنك المركزي يضخ العملة بشكل كبير، ومن المعروف أن هذا الأمر يؤدي بالضرورة إلي تضخم في الاقتصاد، ارتفاع في أسعار السلع، مما يعد خيانة في حق هذا البلد . وقبل شهر انتشرت في إيران الطوابير البشرية أمام الجمعيات الاستهلاكية للحصول على الدجاج الذي أرتفع سعره واختفي من السوق الإيراني، وهو الأمر الذي دفع البرلمان الإيراني يعقد اجتماعا لمناقشه هذه المسألة، الأمر الذي قلب الرأي العام على الحكومة. إلى ذلك، قالت الناشطة الإيرانية، مريم أزادي، المحسوبة على التيار الشيوعي، إن الوضع في إيران أصبح أكثر تعقيدا، الرجال والنساء لا يستطيعون دفع ضريبة دعم النظام لسوريا، مشكله إيران الآن وصلت للخبز، السفرة الإيرانية لم تعد لسابقها، والكثير من العمال لم يتقاضوا رواتبهم منذ أشهر. وقالت الإذاعة الألمانية، في قسمها الفارسي، إن عدداً من الدوائر التشريعية، الاقتصادية ذكرت أن سوء تخطيط الحكومة أدي إلي تدهور سعر العملة المحلية بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، حيث وصل سعر "التومان" الإيراني إلي أدني مستوياته أمام الدولار الأمريكي في زمن قياسي ، لتشهد هذه الأيام أسوأ الأيام في تاريخ الاقتصاد الإيراني علي الإطلاق.