إنه الخبر السعيد الذى تنتظره أى امرأة، الحلم الذى داعب مخيلتها منذ طفولتها، حين كانت تلهو بعروستها: «مبروك أنت حامل». عبارة تحملها على أجنحة الفرح، وتأخذها إلى عالم من الأمانى الحلوة. تسعة أشهر لا أكثر، وبعدها ستكون أُمّا، هذا صك الأنوثة الأهم، الذى راودها فى أحلام اليقظة والمنام، وعما قليل ستسمع أجمل كلمة فى الوجود: «ماما». لكنّ سماع هذه الكلمة، يقتضى المرور ببعض المتاعب، فهكذا تقضى الحياة، «لا حلاوة من غير نار». ويعتبر الأسبوع الأول من الحمل عتبة مهمة لابد للمرأة من اجتيازها، حتى تجتاز الأشهر التسعة المتبقية بسلام، ومن دون التعرض للمشكلات الصحية أو النفسية التى تمر بها الحوامل فى هذه المرحلة الحرجة، وهو ما لا يتحقق ما لم تعرف أعراض بداية الحمل، وتتمثل أبرز وأهم ثمانية أعراض خلال الأسبوع الأول فى: توقف الحيض أو الدورة الشهرية. الشعور بغثيان خاصة فى الصباح. حدوث نزيف طفيف أحيانًا. الفتور والتعب لأقل مجهود والميل إلى النوم. وجود ألم طفيف فى الثدى وبداية تغير لون الحلمة. الصداع والدوخة من حين لآخر. حموضة فى فم المعدة توتر فى عملية الإخراج مصحوب بكثرة التبول والإمساك. ولا تشكل هذه الأعراض مؤشرا خطرا على صحة المرأة، وسلامة الحمل، خصوصًاإذا راعت بعض المحاذير، واهتمت بالتأكد من أن صحتها العامة، تسير فى الطريق الصحيح وأنها جيدة جدا لما يمكن أن يكون لهذا من تأثير كبير على بقية مراحل الحمل. ومن الضرورى أن تتفهم الحامل أن أعراض الحمل، لا تقتصر على الأعراض الجسدية، فهناك الأعراض النفسية، ومنها التوتر والانفعال لأسباب تافهة، وهنا لابد للزوج أن يعمل على امتصاص غضبها، وتهدئة روعها، حتى تقر عيناها برؤية فلذة الكبد. ويعتبر النظام الغذائى المتوازن خلال أشهر الحمل، من أهم ما يساعد على ولادة طفل بصحة جيدة، ولا تعنى عبارة الغذاء الجيد أن تأكل الحامل، كل ما يقع تحت يديها، فهذا يعرضها للسمنة، وقد يصيبها بسكر الحمل، فالتوازن يعنى تناول كل العناصر الغذائية المليئة بالفيتامينات والأملاح والكالسيوم المهم للغاية فى تكوين عظام الجنين. وينبغى على المرأة إجراء التحاليل الطبية لتقييم الحالة العامة للجسم؛ للكشف عن بعض الأمراض، وعلى رأسها: السكر والضغط والأنيميا، والتأكد من نوعية فصيلة الدم وكذلك تحليل ال «آر إتش RH»، وبعض تحاليل الفيروسات التى يمكن أن تؤثر على سير الحمل وسلامته وعلى الجنين. ويؤكد الأطباء أن أخطر ما يهدد صحة الحوامل والأجنة، هو التدخين واحتساء المشروبات الكحولية، وبالنسبة للعالم العربى لا تعد مشكلة الكحول مشكلة كبرى، لكن التدخين هو «بيت الداء» ولا فرق بين تدخين السجائر والشيشة. كما يجب الامتناع عن تناول كل الأدوية خلال الأشهر الثلاثة الأولى، بما فى ذلك الفيتامينات والمكملات العشبية التى قد تبدو غير ضارة، غير أنه من الضرورى أن تتناول الحامل حمض الفوليك تحت إشراف الطبيب، نظرًا لأهميته فى سلامة الجهاز العصبى للجنين، وحمايته من التشوهات الخلقية. وينبغى على المصابات بالأمراض المزمنة؛ أن يناقشن مع طبيبهن قوائم الأدوية التى يتناولنها، لتحديد عوامل الأمان والخطورة بشأنها، ومدى تأثيرها على الحمل، وكذا تحديد اللقاحات التى يمكنهن تناولها، والتأكد من أن لديهن مناعة ضد الحصبة الألمانية والجديرى المائى، كما يجب تجنب التعرض لأشعة X فى كل الأوقات أثناء الحمل. وتقول الدراسات النفسية الخاصة بمرحلة الحمل: إن للزوج دورًا كبيرًا فى مساعدة المرأة على تجاوز كل مشكلاتها الصحية والنفسية، فكلما ساند الرجل امرأته معنويًا، واهتم بتدليلها، واستوعب نوبات التوتر العصبى التى قد تعترضها، استطاعا معًا، أن يستمتعا بأجمل لحظة فى حياتهما.