شهدت الأيام الماضية، استخدام التيارات الدينية الحرب التركية ضد سوريا، لتصفية الحسابات فيما بينها بعد انقسامها إلى مؤيد ومعارض للعدوان التركى بدأت الأمر بعد ساعات من الهجوم التركى على شمال وشرق سوريا، والذى قاده الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، للقضاء على الأكراد فى سوريا، وبسط هيمنته على الأراضى السورية، حيث أعلنت الدعوة السلفية بالإسكندرية رفض تلك الحرب، وأكدت أنها ضد قتل المسلمين، معتبرة أن الرئيس التركى إرهابى وقاتل، يسعى فقط لتحقيق مصالحه الشخصية، وإعادة الاحتلال العثمانى للبلدان العربية مرة أخرى. واستخدمت الدعوة السلفية الحادث لتصفية حساباتها القديمة مع جماعة الإخوان الإرهابية، التى تساند أردوغان مقابل إيوائهم بالأراضى التركية، وأطلقت الدعوة هاشتاج «أردوغان إرهابى » على صفحاتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، وشنت خلاله هجومًا على أعضاء الجماعة الإرهابية، منددة بموقفهم الداعم لأردوغان فى تلك الحرب. وتساءل أعضاء الدعوة عن قادة الإخوان الذين اجتمعوا فى ستاد القاهرة لنصرة سوريا، ومطلقى هاشتاج « لبيك سوريا وحلب تحترق »، واعتبروا أن الحدث يثبت تخاذل الإخوان وكذبهم وتضليلهم للقواعد التابعة لهم. وقبل أن تنهى الدعوة السلفية تصفية حساباتها مع الإخوان، كانت على موعد مع هجوم من الجماعة الإسلامية، التى اعتبرت موقف الدعوة السلفية غير حقيقى، وأنه لإثبات موقف مغاير لحقيقة معتقدهم. وعلى موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك،اعتبر طه الشريف المتحدث الرسمى باسم الجماعة الإسلامية، موقف الدعوة السلفية، والتى أطلق على أعضائها «البراهمة »، نسبة لنائب رئيس مجلس إدارتها الشيخ ياسر برهامى، أنه مجاملة لمسايرة الموقف العام، من رفض الحرب التركية، واصفًا ما يفعلونه من عرض لموقفهم «مناحة » لها أبعاد سياسية. وتعجب الشريف، من قلق السلفيين على أعراض المسلمات السوريات من عناصر الجيش التركى، وعدم إظهار قلقهم من القوات الروسية والأمريكية، مؤكدًا أن جانب أردوغان أفضل من جانب الرئيس السورى بشار الأسد، واصفًا «البراهمة » بلفظ خارج يوضح مجاملتهم للموقف الرسمى للدولة. فى الوقت نفسه كشف مصدر بالدعوة السلفية، أن الجماعة الإسلامية قريبة من الإخوان ومؤيدة لهم، وهو ما جعلها تشن هجومًا على السلفيين الرافضين للحرب على سوريا، كون الإخوان يعتبرون أردوغان الخليفة الأول للمسلمين. وأضاف المصدر أن موقف الجماعة الإسلامية كان واضحًا من البداية، وحتى الآن تتحكم فيها مجموعة طارق الزمر الهارب خارج البلاد، والذى يعادى مصر ويدعو إلى نشر الفوضى، ويؤيد عودة الإخوان للحكم. وحول موقف الدعوة والاتهامات الموجهة إليها من كونها تعلن رفض الحرب لتصفية حسابها مع الإخوان، قال المصدر إن الدعوة تعمل على كشف تلك الجماعة والموالين لها، وكيف أنها لا يعنيها الدماء المسلمة، وفى حال إراقتها على أيادى الداعمين لها أمثال تركيا وقطر فسوف تبارك هذا التحرك خدمة لمصالحها، وبالأمس رفضوا العدوان على سوريا، وأطلقوا نداءات لبيك سوريا وحلب تحترق واستعانوا بالتنظيمات المشبوهة، والآن يصمتون ويباركون قتل الأبرياء كونهم لا يجرأون على مخالفة قائدهم أردوغان.